نجحت أجهزة الأمن الجزائرية في عرقلة مخطط كان يهدف إلى تنفيذ تفجير ضخم لبواخر أوروبية وأمريكية في عرض البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من شواطئ الشرق الجزائرى يقف وراءه التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية الصادرة صباح اليوم: "تم إحباط المخطط عقب إلقاء القبض مؤخرًا على ثلاثة أشخاص بولاية عنابة الواقعة شرق البلاد حيث أظهرت التحقيقات معهم أن خلية دعم وإسناد تعمل تحت قيادة "قاسمي صلاح الدين" المكنى "أبو محمد صلاح" مسئول الإعلام في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وأضافت الصحيفة: "لقد كلف هؤلاء الأشخاص بشراء قارب وتذويده بجهاز ملاحة ومحرك قوي، ووضع كميات كبيرة من المواد المتفجرة بداخله، على أن يقوم مهاجم منهم بتفجيره أمام البواخر الأمريكية والأوروبية". وأردفت "الشروق": "المعتقلون الثلاثة كانوا قد تلقوا الأوامر بتنفيذ المخطط من خلال ترددهم على مقاهي الإنترنت والمواقع الجهادية "كالشموخ والفلوجة والجحافل وشبكة الأنصار والفدا". وتابعت الصحيفة الجزائرية: "كان الثلاثة يستخدمون - بغية التمويه - أسماء مستعارة من أجل تلقي الأوامر من خلية الدعم التابعة للقيادي قاسمي صلاح الدين". وكان مسئول أمني أمريكي بارز قد رأى أن الأعوام العشرة الماضية كشفت قدرة تنظيم القاعدة على مواصلة إثارة قلق الولاياتالمتحدة بضربات قوية بدأت بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وأثبت التنظيم قدرته على التكيف مع تغيرات الأوضاع. وقال المسئول الأمني في مقال له بصحيفة واشنطن تايمز: "أعضاء التنظيم وأنصاره لم يركنوا للقعود في أماكنهم ليُذبحوا فيها، بل وجدوا وسيلة للبقاء والتمدد في ملاذات آمنة جديدة كاليمن والصومال وشمال أفريقيا، وبناء عليه فإن الخطر الماثل والمرتبط بالقاعدة لم يتبدد بل تبدل وتحور وتمدد". وأضاف: "توجد نقاط تشابه وتباين بين واقعة ريتشارد ريد الذي كان يخفي متفجرات في حذائه وهو على متن طائرة مدنية متجهة إلى مدينة مياميالأمريكية من باريس، بنية تفجير نفسه وبقية ركاب الطائرة قبل عشر سنوات، وبين حادثة عمر الفاروق الذي كان يخبئ متفجرات في ملابسه الداخلية أثناء رحلة طيران من أمستردام إلى ديترويت قبل عامين بهدف تفجيرها بمن فيها".