■ الرئيس الأمريكى السابق طلب من الجماعة دفع حماس لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.. فطلبوا منه أن يصبح خالد مشعل رئيساً بدلاً من محمود عباس ■ الأمريكان كلفوا الإخوان بإغلاق ملف طالبان.. والجماعة ترسل مشعل للجلوس مع رجال طالبان فى مكتب اتصالات بقطر
■ «العسكري» ينصح الأمريكان بعدم وضع أوراق اللعبة كلها فى سلة الإخوان.. ويؤكد أهمية دور الجيش فى السياسة خلال الفترة القادمة
لم يأت الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر إلى مصر بوصفه رئيس مؤسسة «كارتر العالمية».. ولا لكى يتحدث عن مراقبة مؤسسته للانتخابات المصرية.. ولا ليبدى إعجابه بالثورة المصرية، ويسدى النصح من أجل استمرارها والحفاظ عليها.
جاء الرجل من أجل المصلحة العليا لأمريكا، وتحديدا فيما يخص مصير ومستقبل إسرائيل فى المنطقة، بعد صعود التيارات الإسلامية وركوبها السلطة فى أكثر من دولة عربية.
كارتر استطاع أن يقنع الرئيس الأمريكى أوباما، بأن هذه هى الفرصة المناسبة لحل القضية الفلسطينية وبشكل نهائي، وهو ما استمع له أوباما بإنصات شديد خاصة أنه تلقى تقارير من أجهزة أمنية أمريكية مختلفة أكدت أن بقاء القضية الفلسطينية بلا حل لن يكون فى مصلحة أمريكا.
عرف الأمريكان أن الإخوان المسلمين يتطلعون إلى السلطة حتى لو تظاهروا بعكس ذلك.. وأنهم يملكون تأثيرا ولو معنويا على مختلف التيارات الإسلامية فى المنطقة العربية، وهو ما يمكن أن يكون مفيدا فى تطويع حماس على وجه التحديد، وجعلها توقع معاهدة سلام مع إسرائيل.
كارتر الذى شهد على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد، كان يحمل معه تصورا محددا، وهو أن الجزء المتعلق بالفلسطينيين فى المعاهدة لم يتم تفعيله فى حينه، وأن هناك فرصة الآن إلى صياغة جديدة من أجل إنهاء الأزمة على أرض الواقع.
قبل أن يأتى كارتر وربما - بعدة شهور - كان هناك تحرك لحل المشكلة الفلسطينية من خلال توطينهم فى سيناء، بعد أن أصبحت غزة ضيقة عليهم ولا تستوعبهم بأى حال من الأحوال.
كانت الخطوة الأولى فى هذا السيناريو هى منح الفلسطينيين من أمهات مصريات الجنسية المصرية وعددهم فى مصر يتراوح ما بين 420 و480 ألف فلسطيني، وهو القرار الذى سبق وأصدرته الجامعة العربية بعد النكبة في.. 1948 حتى لا يتوه الفلسطينيون وتظل معهم جنسياتهم حتى يعودوا إلى وطنهم مرة أخري.
الخطوة بدأها نبيل العربى عندما كان وزيرا للخارحية، وفى آخر جلسة لمنح الجنسية لأبناء المصريات من فلسطينيين الجنسية، حصل عليها 601 ليكتمل عددهم حتى الآن إلى ما يقرب من 24 ألف فلسطينى يحملون الجنسية المصرية.
هؤلاء من المتوقع أن ينتقلوا إلى الحياة فى سيناء التى لا يعيش فيها من المصريين رغم اتساعها إلا 300 ألف فقط، بل سيكون هناك قرار بتمكينهم من تملك الأراضي، وبذلك ينتقل الفلسطينيون الموجودن فى مصر وأهاليهم الموجودن فى فلسطين للعيش فى سيناء.
كان كارتر يعرف أن هذا السيناريو لا يزال ساريا، لكنه كان يريد أن تجلس حماس مع الإسرائيليين لينتهى الموضوع كله، وهو ما وافق عليه الإخوان وكان طلبهم أن يصبح خالد مشعل رئيسا لفلسطين بديلا لمحمد عباس أبو مازن.
لم يعط الأمريكان كلمة فصل فى أمر خالد مشعل، أرادوا فقط أن يجربوه.. ويختبروا قدرته على الفعل، وكانت المهمة الأساسية التى تم تكليف مشعل بها فى سوريا، وبالفعل نجح فيها، حيث استطاع إقناع بشار الأسد ونظامه بأن يقبلوا مراقبين عرباً.. وهم المراقبون الذين دخلوا سوريا بالفعل، صحيح أنهم لم يقدموا شيئا له قيمة للسوريين، لكن أثبت خالد مشعل أنه يستطيع.
خالد مشعل كانت له مهمة أخري، حيث طلب الأمريكان من الإخوان بشكل أساسى أن يساعدوهم فى إغلاق ملف طالبان نهائيا، فقد تم إجهاد الإدارة الأمريكية فى أفغانستان بشكل كبير.. ولأنه لن يكون متاحا أن يأتى رجال طالبان إلى القاهرة.. أو يذهب رجال الإخوان إلى أفغانستان.. فقد ساعد الأمريكان طالبان فى افتتاح مكتب اتصالات دبلوماسية فى قطر.. تتم المشاورات فيه.. وهى المشاورات التى ترعاها الإخوان.. ويقوم بها مندوبها فى هذه المهمة وهو خالد مشعل.
اعتماد الأمريكان وفتح قنوات كثيرة بينهم وبين الأمريكان لم يعجب المجلس العسكري، الذى نصح جيمى كارتر بألا يثق فى الإخوان بدرجة كبيرة، وذلك حماية للمصالح الأمريكية، وأن يكون هناك خط للتراجع.. من تحدثوا باسم المجلس العسكرى مع كارتر أكدوا أن الجيش لابد أن يكون له دور سياسى فى المرحلة القادمة.. وهو الدور الذى يمكنه من علاج الأمور إذا ما أخطأ الإخوان التصرف.. وقد يكون هذا تحديدا ما جعل كارتر يلمح إلى أنه المجلس العسكرى لن يترك السلطة وأن له متطلبات.
اللافت للانتباه أن جيمى كارتر هو الذى فتح مع قيادات الإخوان الذين جلس معهم ملف الدكتور عمر عبدالرحمن المحبوس فى أمريكا الآن.. والذى يعتصم أهله أمام السفارة فى القاهرة مطالبين بالإفراج عنه.. لكن الإخوان لم يهتموا بل وقالوا لكارتر إن عبدالرحمن لا يهمنا.