كلنا يبغى وجه الله نعيش فى رحابه نتمنى رضاه وعندما نذنب نقدم دموعنا بين يديه عله يعفو ويغفر ويسامح لكن ما يؤرقناويرهقنا ان هناك من يستكثرون علينا نعمة الله ورحمته يصدرون لنا الوجه القاسى والعنيف فيجعلون من الذنوب حتى ولو كانت صغير جبالا هائلة لا تمحى ولا تغفر هءلاء جعلوا من الله الرحيم الها يمسك بسكين يذبح بهامن يخطىء على قارعة الطريق دون ان يساله لماذا اخطا رغم ان الاسلام بروحه السمحه اعلى من شان الخطائين التوابين . فلا تستكثر ذنبوبك على الله فهذه معصية فى حد ذاتها ان اول الذنوب الى يمحوه الله ذنب اقترافه رجل ظن ان الله لن يغفر له ذنوبه ولن يسماحه فاذا تاب العبد انسى الله الملائكة الحفظة ذنوبة حتى يلقى الله وليس عليه شاهد على ما ارتكب هذا رغم ان ذنوبنا لا تضر الله شيئا ولا تنفعه طاعتنا شيئا فهوالغنى الذى يستغنى عن الخلق وقد اعلمهم بذلك يقول سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق مااريد ان يطمعون ان الله هو الرازق ذو القوة المتين " .
لقد بسط الله نعيمه وخيره للطائعين لكنه فتح باب التوبه للعصاة حتى لا يستهين عباده بعضهم ببعض وحتى لا يتعالى المطيعون بعبادتهم ويتشددوا ويرهقوا من دونهم بانهم اهل طاعة وغيرهم اهل معصية ولذلك فقد وسعت رحمة الله كل البشر المؤمن فيهم والعاصى التقى والفاسق الطيع والمتمرد فلو اراد سبحانه وتعالى ان يدخل شخصا الجنه رغم ما فيه من مخالفات وتجاوزات فهذا شانه وحده فالعبد عبده والنار ناره والجنه جنته لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله محمد رسول الله ولو مرة واحدة دخل الجنه ساله ساعتها الصحابى الجليل ابو ذر الغفارى " وان زنى وان سرق " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وان زنى وان سرق " فكرر ابو ذر سواله ولم يخف دهشته " وان زنى وان سرق " فكرر الرسول اجابته ، اصر الغفارى على سواله للمرة الثالة " وان زنى وان سرق " فحسمها الرسول قائلا : وان زنى وان سرق رغم انف ابى ذر".
ولا يعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم التفريط وانما يعنى ان نفعل ما عل ينا نشكر الله على نعمته ونستغفره على ما ارتكبنا من الذنوب دون ان نياس من الذنوب التى بسطها امامهنا دون حدود وفتح لنا باب التوبة الواسع لندخله دون واسطة وهمس فى اذاننا انه موجود فى آخر الطريق ومن مشى اليه سيجده دون عناء .
مايدهشك ان المذنبين ليسوا وحدهم من يتجاوزون الحمراء ولكن اهل الطاعة ايضا يتجاون فهم وبعد ان يؤدوا العبادات التى تنفعهم يطالبون الله بعائدها يتفاخرون بحاسبتهم عنده سبحانه وتعالى يحسبون ما لهم وكانهم دائنون مع انهم مثقلون بالديون ويكمن ان يعفوا ذلك ببساطة اذا امسكوا بالنوته وجلسوا ما لهم عند الله ووما عليهم له .
لكنهم يمسكون بالنوته ويحسبون مالهم فقط التجاوز لكن بحسبه بسيطة واذا فكروا قليلا وتاموا ولو للحظات فسيدركون ان عروقهم خاليه من الدم ومشاعرهم خاليه من الاحساس فكيف يطالبون صاحب راس المال ومالك كل ما هم فيه من نعم بمقابل عن بعض ما طلبه منهم او بعض ما كلفهم به فكل ما هم فيه دين عليهم لو نظروا الى الموضوع من هذه الزاوية فسيشعرون بالخزى ولن يترددا فى تمزيق النوته الهزيلة التى يمسكون بها فالتكليف ليس دينا على الله وانما تشريف لنا جميعا يتميز من يختصه الله به هنا فقط يتحول احساسنا من احساس الدائن الى احساس المدين من احساس من له الى احساس منعليه من احساس بالقوة الى احساس بالعجز العجز عن السداد ومن ثم يحلم يبالتكليف فهو تشريف واصطفاء واشتياق وهذه درجات العبادة . بهذا وحده ترتقى اخلاق المؤمن فيشعر انه لا حول ولا قوة له فلا يجرؤ على انكار الشفاعة بحجة ان لديه رصيدا هائلا من الاعمال فو فى الاساس لا يملك شيئا .
والسؤال الذلا لابد ان يقتحمك ويحيرك هو كيف نشكر الله اذن ؟ ان كل نعمة لها شكر هو رد النعمة الى المنعم ثم تؤدى حقها ان كانت مالا وصحة فزكاة لغيرك وان كانت امانه نحافظ عليها حتى تسلمها لصاحبها واسمع الى سيدنا ابراهيم الدسوقى رضى الله عنه وهو يقول اذا صمت فهو الذى صومك واذا قمت فهو قومك واذا عبدت فهو الذى وفقك للعبادة لهذا فكل مدين لله يقول سبحانه وتعالى " فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين ".
ان اعمالنا بالنسبة الى الله مثل الذى ينزح باناء صغير ماء البحر من يمينه ليصبه فى الماء على يساره وفى نهاية اليوم يحصل على اجره مقابل ذلك لا الماء الذى على يمينه نقص ولا ماء الذى على يساره زاد فكل ما نفعل لا لزوم له امالك البحر ومالك الكون كله انه سبحانه وتعالى لم يستفيد شيئا لكنه يعيطنا اجورنا لانه شديد الغنى على ان اكثر الناس لا يفهمون ولا يستتوعبون ولا يتعلمون او انهم لا يريون ذلك . ولا حول ولا قوة الا بالله .