قلل وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه السبت في كابول التي يزورها غداة اعتداء ادى الى مقتل اربعة عسكريين فرنسيين واصابة 15 آخرين، من مخاطر انسحاب مبكر للقوات الفرنسية من افغانستان الذي كان كان لوح به الرئيس نيكولا ساركوزي. واكد لونغيه لدى وصوله الى كابول ان مهمة القوات الفرنسية في افغانستان "تبقى نفسها تماما وهي اعداد قوة مستقرة لنقل المهمة" الى الافغان. واضاف ان "كل رهان هذه الزيارة هو تقييم الموقف الذي يجب ان يتخذه مسؤولونا".
وقد ارسل نيكولا ساركوزي وزير دفاعه، يرافقه رئيس اركان الجيوش الاميرال ادوار غيو، لتقويم درجة خطورة مهمة الجنود الفرنسيين الذين يدربون جنودا افغانا في افغانستان.
واعتداء الجمعة هو الثاني في غضون الاسابيع الثلاثة الاخيرة الذي يصوب فيه جندي افغاني سلاحه على مدربيه ما ادى الى مقتل 6 فرنسيين من اجمالي 82 قتيلا على الجبهة الافغانية منذ انتشار القوة الدولية اواخر 2001.
وسيبحث لونغيه في هذا الموضوع الاحد مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي ووزيري الدفاع والداخلية.
وسيلتقي الوزير الفرنسي الجنرال جون الن قائد قوة ايساف، الذراع العسكرية للحلف الاطلسي في افغانستان، والجنرال اوليفييه دو بافينشوف رئيس اركان قوة ايساف.
وسيلتقي في الساعة 15,15 بالتوقيت المحلي (10,45 ت غ) السبت في تورا الجنرال جان بيار بالاسي الذي يقود القوات الفرنسية في كابيسا-سوروبي.
ثم يلتقي الجنرال نزار الذي يقود الفيلق الثالث في الجيش الوطني الافغاني الذي ينتمي اليه الجندي القاتل.
ولدى عودته الى باريس، سيقدم لونغيه تقريرا الى الرئيس ساركوزي عن التدابير التي تعهدت السلطات الافغانية باتخاذها لتأمين سلامة عناصر الكتيبة الفرنسية.
وقال ساركوزي الجمعة "اذا لم تتوفر الظروف الامنية تطرح عندئذ مسألة عودة مبكرة للجيش الفرنسي".
وردا على سؤال عن انسحاب مبكر للقوات الفرنسية، قال لونغيه "ساتحدث في هذا الشأن مع رئيس الجمهورية، انه رئيسي الوحيد".
وكان رجل يرتدي الزي العسكري الافغاني اطلق الجمعة النار على مجموعة من المدربين الفرنسيين. وقد استغل الرجل لحظة قيام المدربين برياضة الهرولة في القاعدة من دون سلاح ولا حماية فأقدم على اطلاق النار عليهم.
وقتل اربعة رجال واصيب خمسة عشر ثمانية منهم في حالة خطرة.
وقال لونغيه ان "الرجال الذين تعرضوا لاطلاق النار كانوا على اتصال بالجيش الافغاني. وقد وقعوا ضحية هذه الثقة التي اقاموها".
الا ان تقريرا سريا للحلف الاطلسي نشرته الجمعة صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "ازمة ثقة وتنافر ثقافي"، اشار الى ان "المشاجرات الدامية ليست نادرة او معزولة، فهي تعكس تهديدا منهجيا بالقتل يتنامى بسرعة".
وجاء في التقرير ان هذه الخسائر تمثل 6% من اجمالي خسائر الحلف الاطلسي في هذه الفترة.
وتفقد لونغيه السبت ايضا الفرنسيين الجرحى. ولدى وصوله الى مطار كابول العسكري صعد الى متن طائرة عسكرية كانت متوقفة على المدرج نفسه لنقل 12 جريحا منهم 5 في حالة خطرة الى فرنسا، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وقال طبيب عسكري فرنسي ان "الوضع الصحي لعدد منهم لا يطمئن وهناك جندي مصاب بجروح خطرة جدا".
وفي وقت لاحق، زار لونغيه جريحين آخرين يعالجان في المستشفى العسكري الاميركي في باغرام، شمال كابول.