مسئول فلسطيني: ننتظر خطوات عملية من مؤتمر حل الدولتين بنيويورك    غزل المحلة يختتم استعداداته لمواجهة طلائع الجيش.. صور    انفجار أنبوبة بوتاجاز صغيرة يصيب شخصين بكورنيش النيل في المنيا    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم فصل المرحلة الثالثة.. جميع المحافظات    يضم عناصر من «حزب الله».. بيروت ترد على أنباء اتفاق لتبادل السجناء بين العراق وإيران وإسرائيل    الفريق أحمد خليفة يبحث التعاون العسكرى مع فرنسا    وزير الشؤون النيابية بمؤتمر حزب الجبهة الوطنية: نفتح أبوابنا لكل الرؤى    منتخب مصر للناشئين يترقب قرعة كأس العالم تحت 17 سنة.. غدا    إزالة 151 حالة تعدى ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال26 فى أسوان    خبير لوائح رياضية: لا توجد أسباب جديدة تدعو لإيقاف إعلان بطل الدوري    31 مايو، روبي تحيي حفلا غنائيا في العين السخنة    القومي للبحوث يقدم نصائح للنوم الصحي وأهميته في فترة الامتحانات (فيديو)    وزير الصحة عن واقعة وفاة الطفلة صوفيا: نجري تحقيقات موسعة وراجعنا تفاصيل ما حدث    انقطاع الكهرباء بفرنسا وزلازل وحرائق.. المشهد الفلكي كما توقعته وفاء حامد    كم سعر المتر في مشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل    فعاليات وزيارات للترويج.. السياحة والآثار فى أسبوع    موسم الطيور الإنجليزية.. حينما ترفرف الأجنحة نحو البطولات.. «النسر» يعود من بعيد و«الدجاج» يخرج بالبطولة الأوروبية.. و«غراب الماء» يستعيد أمجاد مواسمه الذهبية    فليك يحدد هدفه مع برشلونة في الموسم المقبل    أستاذ تمويل: البنك المركزي يتجه لخفض الفائدة لإنعاش الاقتصاد    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446فى هذا الموعد    خلية عمل لخدمة 78 ألف حاج مصري.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. وتفويج "آمن" إلى مكة المكرمة    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    مدير تعليم الفيوم يجتمع مع لجان المديرية لمتابعة امتحانات الفصل الدراسي الثاني    نغم صالح تحتفل بإطلاق ألبومها الجديد "شلق" في مسرح الجيزويت    فرقة ديروط تقدم «السيد بجماليون» على مسرح قصر ثقافة أسيوط    اليوم.. عرض أولى حلقات برنامج مسيرتي ل جورج وسوف    ذكرى مرور 123 عاما على الإسعاف في مصر.. قصة نشأته ودلالة شعاره    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    محافظ قنا يكرم الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير ويشيد بدور الأسرة والمدرسة في رعاية المواهب    اقرأ غدًا في «البوابة».. غضب عالمى من الجرائم الإسرائيلية    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عناد وعصبية الأطفال    الدفاعات الجوية الأوكرانية تعترض 245 طائرة مسيرة روسية    شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    وزير البترول يتفقد مشروعات فوسفات مصر بأبو طرطور.. ويؤكد: انطلاقة جديدة لقطاع التعدين    مسلم يرد من جديد على منتقديه: كفاية بقى    محمد رمضان يروج ل فيلم "أسد" بصورة جديدة من الكواليس    الأهلي يفرض سيطرته على الألعاب الجماعية ب22 لقبًا.. وموسم "باهت" للزمالك    البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي ب كنيسة «العذراء» بأرض الجولف    النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج «أوبك+»    هيثم فاروق: أثق في يورتشيتش وبيراميدز لن يعود للدفاع في الإياب أمام صن داونز    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    محمد صلاح يعادل إنجاز رونالدو وهنري ودي بروين    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    اتحاد الصناعات: الدولة تبذل جهودا كبيرة لتعميق صناعة حديد التسليح محليًا    سيد عطا: جاهزية جامعة حلوان الأهلية لسير الاختبارات.. صور    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    التشكيل الرسمي لصن داونز أمام بيراميدز بذهاب نهائي دوري الأبطال    «لافروف» يكشف عمل موسكو على وثائق متطلبات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    «التأمين الصحي» تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجر تنشر حيثيات الحكم علي سامح فهمي وحسين سالم في قضية تصدير الغاز لإسرائيل
نشر في الفجر يوم 28 - 06 - 2012

المحكمة انزلت العقوبة على المتهمين بقدر مايستحقوا ومساهمتهم فى الجريمة

فهمى برئ من التفاوض مع دولة أحنبية لانها سلطات رئيس الجمهورية

أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار بشير احمد عبد العال بعضوية المستشارين السيد عبد العزيز التوني و طارق ابوزيد و امانة سر ممدوح غريب و احمد رجب .. حيثيات الحكم الصادر منها صباح اليوم ضد سامح فهمى وزير البترول الاسبق ورجل الأعمال الهارب حسين سالم فى القضية الشهيرة اعلاميا بقضية تصدير الغاز لاسرائيل .

حيث أكدت المحكمة في حيثيات حكمها بانه بعد الاطلاع على اوراق القضية قد ثبت في عقيدتها ان واقعات الدعوى حسبما استقر في يقين المحكمة و اطمئن اليه وجدانها مستخلصة من سائر اوراقها و ماتم فيها من تحقيقات ابتدائية و نهائية و ما دار بشانها بجلسات المحاكمة تخلص في اننا امام جريمة متتابعة الافعال اتحد فيها الغرض الاجرامي لدى المتهمين جميعهم و جعلت من افعالهم المتعددة مشروعا اجراميا واحدا .

جريمة تعددت عناصرها و سبل تنفيذها و تافر الرباط الذي يجمع بينها و يجعل لها حكم العمل الواحد ..جريمة شنعاء خططوا لها جميعهم الحاضرون منهم و الغائب فاضحت نموذجا اجراميا فريدا في اشخاصه و جرائمه ..اشخاص وهبهم الله مناصب رفيعة و مواقع متميزة يرموا اليها نظرائهم و جل البشر بابصارهم ..و تندفق من الحصرة على عدم بلوغها اوداجهم ..اشخاص حملهم الله امانة عرضها على السموات و الارض و الجبال فابينا ان يحملنها و اشفقنها منها و حملها الانسان لانه ظلوم جهول ..امانة ثقيلة من صنعه عز وجل اعزاز و تكريما و رفعا لهذا البلد الطيب الطاهر الثرى الذي جعل سبحانه ترابه ذهبا و ظاهر ارضه منبتا حسنا و مطعما طيبا و ماء عذبا فراطا سائغا للشاربين و اخر ملحا اوجاجا زاخر بالطعام الطيب و الثروات الدفينة و جعل بينهم برزا لا يبغيان بلد جعل الله لكل من يمشي في مناكبه الاء لا تعد و لا تحصى فياكل منها و يستفيد و يتنعم بها ..ثروات و كنوز و خيرات تعم كل بقاعه جعلته مطمعا على مر العصور ما بين غازا و مستعمر و ابناء له .

ثم افاق الله عليه من بين ما افاق بما يجعل اولى النهى يعجوزن عن حمده و شكره فقد احال لهم جزءا ليس بقليل من باطن ارضه ذهبا اسود((البترول))لا يقل قيمة و اهمية عن ما سواه و لا غر فكما هو سبحانه عليما بامور الخلق كافة ..عليم الامور بالخلق في ذلك البد الذي من دخلها انشاء الله كان امنا ..من الله سبحانه عليه بمن يحفظ له و للمصريين على ارضه كرامته و العيش على ما افاق به عليه ليعزهم و لا يزلهم .

حتى اذا ما اصبحت المنتجات البترولية لا تفي باحتيجاته لم يشأ عز وجل له ان يستجدي احد سواه و ملاء له في العديد من باطن ارضه و بحره بطاقة اخرى تكون له عون ومصدر رزق تجعله مطمئنا امنا راخا طاقة ينشدها العالم اجمع لما وضعه سبحانه فيها من ميزات اقتصادية و بيئية ..كانت هذه الطاقة الغاز الطبيعي الذي يعرفه و يقدره و يتهاف عليه العدو قبل الصديق .

فهو حديث العالم متحضره و متخلفه متقدمه و ناميه بحسبانه امنا لا يلوث البيئة كما تحدثه المنتجات البرتولية الاخري فضلا عن رخص سعره مقارنتا بسعر الزيت الخام .. قد مرضت افئدة المتهمين و اثاروا الحياة الدنيا رغم الاخرة خير و ابقي و تفانوا و تباروا في اهدار تلك الثروة القومية و بيعها للعدو قبل الصديق بعوها لعدو احتل الارض و ذبح الابناء و استحي النساء ..عدو كان و مازال يتربص بينا الدوائر ..عدو استولى عنوة على ثرواتنا في سيناء و نهبها قرابة 6 سنوات و لما اجبر على اعادتها عندما اوشكت ثرواتها على النضوب و ضعنا يدنا في ايديهم الملطخة بدماء شهدائنا و تناسينا عن عمد ما فعله و ما يفعلوه .

و ليت الثمن كان مجزيا بل كان للعدو و الصدق بخثا ..نقود معدودة كان اهداء الغاز الطبيعي للعدو من باب النخوة التي يعرف بها المصريون اكرم من بيعه بما يسمى ثمنا ..لا الثمن مقابل شي يضاهيه و لكن المتهمين و هم الصفوة في عملهم و ذوي الخبرات النادرة في هذا المجال و اليهم يرجع الامر ..فانتووا جميعهم المساهمة في ارتكاب تلك الجريمة و اتى كل منهم عن عمد عملا من الاعمال التي ارتكبوها في سبيل تنفيذها .

و قد توافرت الرابطة الزهنية التي جمعت بينهم و التي افضت جميعها الى نتيجة اجرامية و احدة فقد اثاروا عن عمد ان يقسموا التركة قبل وفاة المورث و هو الشعب المصري و نفذوا مشروعهم الاجرامي و باعو الغاز الطبيعي لهذا العدو بما يشبه الثمن و هو ليس بثمن .

و عندما اكتملت خيوط المشروع الاجرامي لديهم بدءوا في نسجها عاملين متعمدين عن بصر و بصيرة و قناعة فانطلقوا سهاما مسمومة لتستقر في تلك الثروة القومية الناضبة فاتفقوا على هلكتها مجتمعين و لكل منهم دور قاتل محدد .

و ظهرت اولى تلك خطوات الخطة الاجرامية بخطاب شركة شرق البحر الابيض المتوسط للغاز المؤرخ في 2 ابريل 2000ارسله المتهم حسين سالم الذي يمتلك 70 % من اسهمها و يراس مجلس ادارتها الى رئيس مجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للبترول يخبره فيه انه قد صدر القرار رقم 1020 لسنة 2000 من الهيئة العامة للاستثمار و المناطق الحرة بالترخيص بانشائها .

و به يفصحه عن مساهمته في ذلك المشروع الاجرامي الذي استغرق ارتكاب الافعال التنفيذية المكونة له زمنا طويلا نسبيا .

و قد اشار في هذا الخطاب الذي عرض على المتهم الاول سامح فهمي الى التوجيهات بشان قيام تلك الشركة بتصدير الغاز الطبيعي المصري الى كل من تركيا و اسرائيل و ضمان توريد كمياته التي ستوقعه الشركة مع الجهات المستوردة لكل منهما .

و اقترح في هذا الخطاب و حتى يكون سعر الغاز منافسا للاسعار العالمية ..ان يكون دولار واحد و نصف الولار الامركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عند محرج خط الانابيب بشمال سيناء بالعريش ..و قد كلف رئيس الهيئة في ذلك الوقت كل من المتهمين حسن عقل و محمود لطيف و اسماعيل كرارة باعداد مذكرة للعرض على مجلس الادارة فاعدوها بالسعر الذي حددته شركة المتهم السابع ..حينئذ اصدر مجلس ادارة الهيئة قرارا بالموافقة على هذا السعر باعتباره سعر اساس و حد ادنى لا ينبغي النزول عنه في التعاقد حتى لو وصل سعر خام البرنت الى صفر و لكن يزيد و يرتفع بارتفاع سعر الخام .

و عرض قرار مجلس الادارة على المتهم الاول سامح فهمي بصفته وزير البترول فاشر على قرار المجلس الابعتماد في ضوء المعروض مع تحديد اسلوب الربط بخام برنت و العرض على مجلس الادارة لاتخاذ القرار المناسب و تحديد فترة توريد الغاز ..و باعتماد المتهم الاول القرار سالف الذكر يكون قد اصدر امرا مباشر بالبيع لتلك الشركة ..رغم ان المادة 4 من اللائحة نشاط الاعمال التجارية للهيئة المعمول بها دون قانون المناقصات و المزايدات رقم 89 لسنة 98 بناء على الفتوى رقم 6/7/87الصادرة من ادارة الفتوى لوزارات الصناعة و الثروة المعدنية و البترول و الكهرباء بمجلس الدولة و التي تضمنت استمرار العمل باحكام لائحة نشاط الاعمال التجارية بالهيئة الموافق عليها من مجلس ادارة الهيئة بتاريخ 6 اغسطس 92 فيما يتعلق بالقواعد و الاجراءات الخاصة بالاعمال التجارية الداخلية و الخاريجة المرتبطة بزيت الخام و المنتجات البترولية و الكيماوية و الغازات الطبيعية و المسالة و ذلك دون احكام قانون تنظيم المناقصات و المزايدات .

قد حددت طرق تصدير و بيع الزيت الخام و المنتجات البترولية و البتروكيماوية و الغاز الطبيعي و المسال باحدى الطرق الاتية:1 المزايدة المحدودة 2- الممارسة 3- الامر المباشر و ذكرت المادة 15 من ذات اللائحة انه لا يتم تصدير المواد سالفة الذكر في المادة 4 بالامر المباشر الا في حالات الضرورة و بالاسعار المناسبة بناء على توصية من لجنة البت بموافقة وزير البترول و الثروة المعدنية و الثابت بالاوراق بانه لا يوجد اي حالة للضرورة و لا لجنة بت توصي بالاسعار المناسبة .


وباصدار المتهم الاول سامح فهمي الامر المباشر ببيع الغاز الطبيعي المصري لشركة حسين سالم لتصديره لكل من تركيا و اسرائيل يكون هو الاخر وضع عدة لبينات لمشروع الاجرامي الذي انتواه ..و ما من يوم يمر الا و تبعث الروح في هذا المشروع الاجرامي و اذا بالمتهم الخامس محمد ابراهيم طويلة الذي كان رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول يرسل بتاريخ 24 مايو 2000 خطاب الى رئيس شركة كهرباء اسرائيل يتضمن تعهد الهيئة بامداد تلك الشركة الاسرائيلية بالكميات التي يتم التعاقد عليها بين شركة شرق البحر الابيض المتوسط للغاز و المستوردين الاسرائيلين بحد اقصى 7 بليون متر مكعب من الغاز لمدة 20 عاما .

و كان هذه اول مرة تذكر فيها كمية الغاز المطروح وكذا مدة التوريد ثم لم تكد تمضي سوى 3 اشهر و 23 يوما على ارسال ذلك الخطاب ..خلالها و من قبلها كانت الخطة الاجرامية تختمر لدى المجلامين و على راسهم المتهم الهارب حسين سالم الذي راى ان مغنمه من قوت الشعب المصري الذي ابتلي به و باخلائه من باقيهم لا يطفأ نار الجشع و الطمع لديه فسال لاعبه و فتح فمه عندما عاد بذاكرته الى الوراء 5 اشهر و 15 يوم عندما ارسل الخطاب المؤرخ في 2 ابريل 2000 بداية افتتاح المشروع الاجرامي لهيئة البترول ة لم يرى او يسمع سمة مناقشة او اعتراض على السعر الذي حدده فيه بنفسه بل ازعن له الجميع .

فقرر ان يعدض مشروعه الاجرامي بعد ان اسهم فيه معه باقي المتهمين و ارسلت شركة bmg التي يراس مجلس ادارتها خطابا ثانيا مؤرخا في 17 سبتمبر 2000 الى المتهم الخامس محمد ابراهيم طويلة رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول يعدل فيه عما سبق في خطاب تلك الشاركة المار بيانه مقترحا فيه ربط سعر تصدير الغاز المصري عند مخرج العريش بمعادلة سعرية متوسطة مرتبطة باسعار الخام العالمي البرنت و بالجازولين و السولار بحد ادنى 75سنتا و بحد اقصى دولار و ربع لكل مليون وحدة حرارية بريطانية متعللا بما سبق الموافقة عليه من مشروعات اخرى و من انه قد تبين من الاسعار العالمية و المنافسة الحادة في الاسواق خاصة تلك الاتية من روسيا و تركستان و غيرهما تضع الاسعار في الفترة المقبلة في مستوى منخفض و ذلك على خلاف الحقيقة ..و حينئذ كلف المتهم الخامس محمد طويلة المتهم الثالث محمود لطيف نائب رئيس الهيئة باعداد مذكرة اشترك فيها معه نائب رئيس الهيئة للتجارة الخارجية اخذت رقم 85في 17 سبتمبر 2000 اثبت بها –استمرار للمشروع الاجرامي المساهمين فيه بصفة اصلية- انه بناء على تاشيرة المتهم الاول امين سامح فهمي باعتماد قرار مجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للبترول بتاريخ 12 ابريل 2000 فقد تم وضع اسلوب الربط المقترح و الذي اعتمد فيه السعر المتدني المقترح اخيرا من شركة شرق البحر الابيض المتوسط للغاز .

و قد انقد مجلس ادارة الهيئة برئاسة المتهم محممد طويلة بتاريخ 17 سبتمبر 2000في ذات اليوم الذي ارسل المتهم السابع فيه ذلك الخطاب وكان من اعضاء المجلس في ذلك اليوم المتهمون حسن عقل و اسماعيل كرارة ومحمود لطيف و اخرون ووافق المجلس على تلك المذكرة ..ثم عرض قرار المجلس على المتهم الاول سامح فهمي فلم يعتمده و اشر بعرض عدة بدائل و ربط تسعير الغاز بخام برنت و بعض المنتجات البترولية الرئيسية ..و باعادة عرض ذات القرار الصادر من مجلس ادارة الهيئة على المتهم الاول في ذات اليوم عاد و اعتمد بعد ان كان قد رفض ..و كان اعتماده بناء على المذكرة المؤرخة في 17-9-2000 التي حررها المتهمون حسن عقل و محمود لطيف واسماعيل كرارة و هي غير المذكرة 85 .

و امعانا و استمرار في تنفيذ الخطة الاجرامية بعدما انقلب المتهمون راسا على عقب و تناسوا عن عمد قرار مجلس ادارة الهيئة الصادر بتاريخ 12 -4-2000 و الذي اعتمده فهمي في ذات اليوم و الذي ما كان منه الا امر مباشرا ببيع الغاز الطبيعي المصري لشركة سالم و لم يذكر اي منهم تعليلا او فلسفة لاهدار هذا القرار الذي اقر سعر بيع الغاز بدولار و نصف بحد ادنى و بدون سقف بحسبانه سعر الاساس الذي يتعين عدم النزول عنه حتى لو وصل سعر خام البرنت الى صفر بل يزيد بزيادة الاخير .

ايضا تجاهلوا عن عمد الدراسة التي اعدها الشاهد الثاني ابراهيم كامل في مارس عام 2000 بناء على تكليف المتهم الاول له باعداد دراسة سعرية عن تكلفة انتاج الغاز في مصر خلال 20 عاما لكل حقل غاز على الحدى في الماضي و الحاضر و المستقبل المحتمل عند 18 دولار لبرميل خام البرنت-و رغم ان الدراسة لم تحدد سعر التكلفة و البيع للوحدة الحرارية الا انها انتهت الى ان متوسط تكلفةانتاج الغاز من الحقول المصرية حوالي دولار و نصف لكل وحدة الحرارية عند سعر 18 دولار لبرميل خام البرنت و يزيد سعر الاخير بناء على المعدلات السعرية بشراء حصة الشريك الاجنبي من غاز الربح و استرداد المصروفات و بدون سقف للمعادلة .

و ان كمية الاحتياطي الرجح للغاز في مصر لا يزيد عن 40 تريليون قد مكعب و قد شاركه في اعداد تلك الدراسة المتهمون حسن عقل و محمود لطيف و اسماعيل كرارة و ابراهيم صالح و اخرون الا ان المتهم الاول سامح فهمي قد رفضها بعد ان طلب منه استبعاد تكلفة انتاج الغاز من حق غرب الدلتا لارتفاعها و استبعاد الضرائب و الاتاوة التي تقوم الهيئة بدفعها عن نفسها وعن الشريك الاجنبي حتي يتم استنزال تلك القيم من متوسط التكلفة و يتم خفضها الى 67سنتا و ذلك على خلاف الحقيقة فرفض الشاهد الثاني منه ذلك و حينئذ قام بعرضها على المتهمين سالفي الذكر و هم اعضاء بلجنة الغاز التي يترأسها المتهم الاول ويعلمون بها و بما انتهت اليه تلك الدراسة .

و لكن كلت قلوبهم فعميت و في الاخذ بالدراسة تلك افسادا لخطتهم الاجرامية و لما كانوا جميعهم على قلب رجل واحد في مشوارهم الاجرامي و يقولون ما لا يفعلون و يعملون بما لا يتعلموا و رؤا المتهم الاول سامح فهمي الذي اقسم عند توليه منصبه كوزير البترول على رعاية مصالح بلده و مؤدى هذا القسم ان يكون امينا على المال العام لا ينحاذ به لمالح متعارضة تسعى بكل السبل الغير مشروعة للاستيلاء عليه ..فضلا عن انهم جميعم من الموظفين العمومين فالاول وزير للبترول و الثاني نائب سابق لرئيس الهيئة للانتاج و الثالث نائب لرئيس الهيئة لمعالجة و تصنيع الغازات و الرابع نائب رئيس الهيئة للتخطيط و الخامس رئيس لمجلس ادارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية و السادسة رئيس لمجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للبترول و كان يجب عليهم الالتزام بالذمة و الامانة و الضمير ..


اذ ضل الاول السبيل فقد ضلوا معهم عن عمد و قناعة ..و اذا وجد المتهم الاول سامح فهمي واضع لبنات هذا المشروع الاجرامي في المتهمين حسن عقل و محمود لطيف و اسماعيل كرارة و و هم المهندسون المتخصصون الخبراء في عملهم ارضا خصبا لحضانة تلك الخطة الاجرامية و هم على علم يقيني على انهم سيلبسون الباطل ثوب الحق بما اتوى من خبرات فائقة في هذا المجال و هي خبرة لا ينكرها احد و لا يستطيع اي منهم نكرانها و بعد ان خدروا ضمائرهم و طرحوا و كبيرهم عن عمد الدراسة التي اعدها الشاهد الثاني المار بينها و كذلك قرار مجلس ادارة الهيئة في 12-4-2000 و الذي حدد سعر الغاز بناء على اقتراح المتهم السابع حسين سالم بدولار و نصف كحد ادنى و سعر اساس كما سلف بيانه و هو معلوم للمتهمين علم اليقين فقد كلف الاول هؤلاء الثلاثة باعداد المذكرة المؤرخة في 17-9-2000 لعرضها على مجلس الوزراء .

فبادروا و اعدوها ملبسين فيها الباطل ثب الحق ..
اضافت المحكمة ان تلك المذكرة وقع عليها المتهمين الثلاثة و اثبتوا فيها بانهم قاموا بمراجعة السعر و درسوا الموضوع بعناية ووافقوا عليها ببيع الغاز سعر متدني .

و اذا حررت تلك المذكرة يكون قد مضى على تحريرهم المذكرة 30 لسنة 2000 المار بيانها 5 اشهر و 5 ايام و اثبتوا في الاخيرة ما يكاد ان يكون نصا مما اثبتوه في تلك المذكرة بل كان في الاخيرة المؤرخة 17-9-2000نقلا عن المذكرة 30 لعام 2000..و قد اخذ المتهم الاول تلك المذكرة المؤرخة في 17-9 و قبل عرضها على مجلس ادارة الهيئة قام بعرضها في اليوم التالي مباشرتا على مجلس الوزراء الذي وافق هو الاخر على ما جاء بها بالسعر المتدني السالف ذكره .

و تمضى الايام و السنون 3 سنوات و 4 اشهر و 8 ايام على صدور قرار رئيس مجلس الوزراء و المتهم الاول يتربص بثروة مصر من الغاز الطبيعي لما يتنسى خلالها جريمته التي انتوى منذ بدايتها اتمامها و يفوض المتهمين محمد ابراهيم طويلة و ابراهيم صالح بالقرارين رقم 100 لسنة 2004 و 465 لسنة 2005 بالتوقيع على عقود البيع و الضمان و الكمية .

و قد وقعا على التعاقدات دون مراعاة لحقوق الهيئة و الشركة القابضة فلم يضمنا العقد بندا يسمح بالمراجعة الدورية السعرية كل 3 او 5 سنوات لان عدم ادراج هذا البند بالعقد يفوت على الجانب المصري تحقيق مزيد من الايرادات .

و يعني ثبات السعر طيلة مدة التعاقد 15 سنة رغم ان اسعار المنتجات البترولية الداخلة في المعادلة الخاصة بالتسعير كانت تتغير سنويا بمتوسط حوالي 15%صعودا كما تضمن التعاقد –فضلا عن السعر المتدني –شروط مجحفة و قاسية على الجانب المصري ممثلا في الهيئة و الشركة القابضة تمثلت في التزام مصر بتوريد 7 بليون متر مكعب غاز سنويا بينما تلتزم شركة سالم باخذ كميات سنوية تصل الى 64 مليون و 15 وحدة قياسية للسنة الاولى تزاد في فترة التعاقد الثانية الى 78 مليون و 267 بمعنى ان الشركة سالفة الذكر لا تلتزم بشراء اكثر من 30% مما التزم بيه الجانب المصري من توفيره من الغاز الطبيعي و هو ما يمثل عبئا كبيرا على الجانب المصري ..


وفى نهاية الحيثيات أكدت المحكمة ان سامح فهمى برئ من تهمة التفاوض مع دولة أجنبية لان ذلك يكون من أحتصاص رئيس الجمهورية أو من ينوب عنه وهذه الانابة تحتاج الى اوراق تفويض وان اوارق الدعوى خلت مما يقطع بان فهمى كان مكلفا من قبل السلطة المختصة بالدولة كتابة او شفاهة باجراء مفاوضات مع ممثل حكومة أسرائيل بشأن الاتفاق على تصدير الغاز الطبيعى .. وأضافت المحكمة انه اعمالا للحق المخول لها فى تفريد العقاب على المتهمين انها انزلت بكل منهم مايستحقه من عقوبة قدرتها فى حكمها على قدر جرمه ومساهمته فلى الجريمة ..
كانت محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت صباح اليوم حكما بمعاقبة المتهم الاول امين سامح فهمى وزير البترول الاسبق بالسجن المشدد 15سنة و بعزله من وظيفته و براءته من تهمة التفاوض مع دولة اجنبية للاضرار بالمصالح القومية ومعاقبة كل من حسن محمد عقل نائب رئيس الهيئة المصرية للبترول السابق ومحمود لطيف عامر نائب رئيس الهيئة المصرية للبترول لمعالجة وتصنيع الغازات سابقا واسماعيل حامد كرارة نائب رئيس الهيئة المصرية للبترول للتخطيط السابق بالسجن المشدد 7 سنوات لكل منهم و عزلهم من وظائفهم وبمعاقبة محمد ابراهيم الطويل رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية القابضة للغازات بالسجن المشدد 10سنوات و عزله من وظيفته ومعاقبة ابراهيم صالح رئيس مجلس ادارة الهيئة المصرية للبترول السابق بالسجن المشدد 3 سنوات و عزله من وظيفته ومعاقبة حسين سالم رجل الاعمال "هارب" بالسجن المشدد 15 سنة .

كما قضت المحكمة بتغريم جميع المتهمين متضامنين مبلغ 2مليار و 3ملايين و 319 الف و 675دولار امريكي وتقدر بالعملة الوطنية بتاريخ 31يناير 2011.. كما الزمتهم المحكمة برد مبلغ 499 مليون و 862 الف و 998 دولار و 50 سنت و تقدر بالعملة الوطنية في 31 يناير2011 و برفض جميع الدعاوي المدنية و الزام رافعيها بالمصروفات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.