هل يجوز الحديث عن الثقافة الجنسية والعلاقات الحميمة ولو بهدف التوعية من خلال الإنترنت والقنوات الفضائية؟ والإجابة على ذلك أن العرب الأوائل وأن المسلمين من عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، كانوا يتعاملون مع هذه الأشياء معاملة الواقع، وأنهم كان يكتنفهم الحياء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحياء خير كله"؛ فكان الرجال يتكلّمون مع الرجال، والنساء يتكلّمن مع النساء، أما هذه الحالة الفوضى التي يعيشها العالم من هذا الاختلاط وقلة الحياء ورفع برقع هذا الحياء من على الوجوه؛ فهذا أمر لم نعهده ولم نرَه لا في تاريخنا ولا في حاضرنا إلى الآن؛ حتى دخلت هذه الآلة العجيبة الغريبة التي استبيحت فيها كل الخطوط الحمراء. "الحياء خير كله".. لا بد علينا أن نعيش هذا المعنى، وكان هناك واحد من الصحابة يلوم أخاه في الحياء فقال: "لا تلُمْه؛ فإن الحياء خير كله".
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "إن مما ترك الناس من حكمة النبوة الأولى إذا لم تستحِ فأصنع ما شئت"؛ ولذلك فعلينا أن نكتنف هذا الحياء، وأن نتعلّم ونُعلّم ونتكلّم في ظلّ هذا الحياء. أما قلة الحياء وقلة الأدب فلا يقرّها دين ولا يقرّها عقل، ولقد جرّبها العالم -قلة الحياء وقلة الأدب- فأصبح الإنسان سلعة يُباع ويُشترى، وأصبحت القلوب قاسية، وأصبحت المعاني مختلّة، وهم يشهدون بذلك ويشكون منه ليل نهار؛ فإن قلّدنا فلنقلّد في العلم وفي الصالح وفي عمارة الأرض وفي تذكية النفس لا في قلة الأدب ولا في قلة الحياء.