بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. على موقعكم "بص وطل" نتلقّى أسئلة نحاول أن نعيش معا في الإجابة عليها؛ فنحيّيكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والسؤال الوارد: هل يجوز الحديث عن الثقافة الجنسية والعلاقات الحميمة ولو بهدف التوعية من خلال الإنترنت والقنوات الفضائية؟ والإجابة على ذلك أن العرب الأوائل وأن المسلمين من عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، كانوا يتعاملون مع هذه الأشياء معاملة الواقع، وأنهم كان يكتنفهم الحياء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحياء خير كله"؛ فكان الرجال يتكلّمون مع الرجال، والنساء يتكلّمن مع النساء، أما هذه الحالة الفوضى التي يعيشها العالم من هذا الاختلاط وقلة الحياء ورفع برقع هذا الحياء من على الوجوه؛ فهذا أمر لم نعهده ولم نرَه لا في تاريخنا ولا في حاضرنا إلى الآن؛ حتى دخلت هذه الآلة العجيبة الغريبة التي استبيحت فيها كل الخطوط الحمراء. "الحياء خير كله".. لا بد علينا أن نعيش هذا المعنى، وكان هناك واحد من الصحابة يلوم أخاه في الحياء فقال: "لا تلُمْه؛ فإن الحياء خير كله".
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "إن مما ترك الناس من حكمة النبوة الأولى إذا لم تستحِ فأصنع ما شئت"؛ ولذلك فعلينا أن نكتنف هذا الحياء، وأن نتعلّم ونُعلّم ونتكلّم في ظلّ هذا الحياء. أما قلة الحياء وقلة الأدب فلا يقرّها دين ولا يقرّها عقل، ولقد جرّبها العالم -قلة الحياء وقلة الأدب- فأصبح الإنسان سلعة يُباع ويُشترى، وأصبحت القلوب قاسية، وأصبحت المعاني مختلّة، وهم يشهدون بذلك ويشكون منه ليل نهار؛ فإن قلّدنا فلنقلّد في العلم وفي الصالح وفي عمارة الأرض وفي تذكية النفس لا في قلة الأدب ولا في قلة الحياء. هناك أيضا سؤال: ما حكم تارك صلاة الجمعة أكثر من مرة؟ حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك صلاة الجمعة أكثر من مرة، وأن ذلك يقسّي القلب، وقد يُودِي بالإنسان إلى مرتبة النفاق؛ ولذلك يجب علينا أن نحافظ على صلاة الجمعة. وما حكم الحديث أثناء وجود الخطيب على المنبر؟ منهيٌ عنه.. ومن قال لأخيه أنصت والإمام يخطب فقد لغى، وفي تاريخ واسط زيادة بسند صحيح "ومن لغى فلا جمعة له"؛ أي إنه سيفقد ثواب الجمعة إذا تجرّأ على ذلك.
وما حكم صلاة الجمعة دون حضور الخطبة؟ صلاة الجمعة.. الخطبة ركن من الأركان؛ ولكن إذا فاتت الخطبة فالصلاة صحيحة، ولكنني ضيّعت على نفسي فرصة عظيمة وثوابا كبيرا.
هل قراءة الفاتحة مع الإمام في الصلاة الجهرية واجبة على المأموم؟ واجبة عند الإمام الشافعي، ولذلك ينبغي علينا أن نحافظ عليها. أما الإمام أبو حنيفة فيرى أنها غير واجبة؛ علما بأن بعض الأئمة لا يترك فرصة للمأمومين لقراءتها؛ فليقرأها هو قراءة سريعة. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته