توصلت البعثة السويسرية العاملة في منطقة "وادي الملوك ب"غرب الأقصر" برئاسة الدكتورة إيلينا جورث ، إلى كشف أثري جديد قد يؤدي إلى كشف أسرار جديدة عن هذا الوادي الذي يوجد به 63 مقبرة أثرية لملوك ونبلاء الفراعنة. وعثرت البعثة على المقبرة رقم 64 ، وبها تابوت لسيدة تدعى : تخمس باستت ، كانت تعمل منشدة للمعبود آمون بالكرنك ، ويرجع تاريخ المقبرة إلى الأسرة (22) ، وعثر بجانب التابوت على لوحة خشبية منقوش عليها صور لصاحبة المقبرة وهى تتعبد للاله (أوزيريس) واللوحة والتابوت بحالة جيدة.
وقام الدكاترة محمد البيلي رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا ومنصور بريك المدير العام لآثار الأقصر اليوم الأحد بمعاينة الكشف الأثري الجديد والتابوت المحكم الغلق والذي يحتمل وجود مومياء صاحبة المقبرة بداخله.
وصرح الدكتور منصور بريك بأنه من المنتظر قيام الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار بزيارة إلى الأقصر لإعلان تفاصيل الكشف الجديد في مؤتمر عالمي من منطقة وادي الملوك.
يذكر أن وادي الملوك والذي عرف أيضا باسم "وادي بيبان الملوك" وهو واد استخدم على مدار (500 سنة) خلال الفترة ما بين القرنين ال(16) وال(11) قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الأسر ال(18) وحتى الأسرة العشرين بمصر القديمة.
ويبلغ عدد المقابر الفرعونية المكتشفة به 63 مقبرة متفاوتة الأحجام إذ تتراوح ما بين حفرة صغيرة في الأرض وحتى مقبرة معقدة التركيب تحوي أكثر من (120) حجرة دفن بداخلها ، واستخدمت هذه المقابر جميعها في دفن ملوك وأمراء الدولة الحديثة بمصر القديمة ، إضافة إلى بعض النبلاء ومن كان على علاقة بالأسرة الحاكمة في ذلك الوقت.
وتعد هذه المنطقة مركزا للتنقيبات الكشفية لدراسة علم الآثار وعلم المصريات منذ نهاية القرن ال(18) إذ تثير مقابرها اهتمام الدارسين للتوسع في مثل هذه الدراسات والتنقيبات الأثرية.
وذاع صيت منطقة "وادي الملوك" في العصر الحديث بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون كاملة وما دار حولها من أقاويل بخصوص لعنة الفراعنة ، وظل الوادي مشتهرا بالتنقيبات الأثرية المنتشرة بين أرجائه حتى تم اعتماده كموقع للتراث العالمي.