ذكرت صحيفة نيويورك تايمز حديثا لعصام العريان نائب رئيس حزب العدالة والحرية متناولة سياسة الاسلاميين خصوصا بعد سيطرتهم على الاغلبية الساحقة فى اول انتخابات برلمانية منذ ثورة 25 يناير ومتناولة ايضا موقفها من السياسات والمعاهدات الخارجية ومدى تعانها مع الولاياتالمتحدة . أكد العريان أن الحزب قرر مواصلة دعم حكومة رئيس الوزراء الحالى كمال الجنزورى طيلة الأشهر الستة المقبلة حتى يقوم المجلس العسكرى الحاكم الحالى للبلاد بتسليم السلطة بعد المصادقة على دستور جديد وانتخاب رئيس جديد للبلاد فى يونيو المقبل.
واستطرد العريان قائلا أن حكم مصر فى الوقت الراهن يتطلب تعاونا بين المجلس العسكرى والحكومة المؤقتة والبرلمان المنتخب، وأنه بمجرد انتخاب رئيس جديد والتصديق على دستور جديد فسنتمكن خلال فترة الثلاثة أشهر التالية لذلك من مطالبة العسكر بالعودة إلى ثكناتهم بشكل آمن.
وعلى صعيد العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أعرب العريان عن رضاه بشأن ما أبدته واشنطن بعد عقود من الشك و عدم الثقة المتبادلة بين الجانبين، من رغبة فى قبول حكومة مصرية جديد تحت لواء الاخوان المسلمين، قائلا "إن أبدى الأمريكيون دعمهم لحكومة مصرية ديمقراطية، فذلك يعنى الكثير"، ومبديا أمله أن يستمر الجانب الأمريكى فى تقديم المساعدات إلى مصر دون ممارسة ضغوطات سياسية.
وبشأن اتفاقية كامب ديفيد، أكد العريان أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تلتزم بالاتفاقية بين البلدين، وأنها التزام لمصر كدولة وليس لجماعة أو حزب، ويجب احترامه، مشددا فى الوقت ذاته على أنه حان الوقت لإسرائيل كى تعى انعكاسات التغييرات الديمقراطية التى أتت بها رياح الربيع العربى، الذى اعتبره أكبر تغيير يحدث فى تاريخ العالم العربى، يعطى صوتا جديدا للغضب العربى تجاه الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.
وتأتى تصريحات العريان بعد الكشف عن النتائج الأولية للجولة الأولى من المرحلة الأخيرة للانتخابات التشريعية فى مصر والتى عززت صدارة الإخوان المسلمين للمشهد الانتخابى عقب نيلهم نحو 40\% من أصوات الناخبين فى هذه المرحلة. واكد العريان بأن جماعة الإخوان فوجئت بفوز حزب النور السلفى بعد حصوله على قرابة 25 \% من أصوات الناخبين حتى الآن.
واستنكر العريان مخاوف بعض المراقبين الغربيين وعلى رأسهم واشنطن حول تأثير المنافسة مع الجماعة السلفية على نهج الجماعة واتخاذها مسارا يمينيا أكثر تشددا، قائلا "الجماعة التى تتشكل بنيتها الأساسية فى الغالب من الأطباء والمهندسين والعمال، ترغب فى إعلاء القيم والنظام فى المجمتع، وتخاطب بالدرجة الأولى الطبقة الوسطى، بينما يستهدف الخطاب السلفى الطبقات الدنيا من المواطنين المهمشين المعزولين دائما عن المشهد الدائر فى مصر، لذا فأنه حال تمكنت الحكومة الجديدة من معالجة مشاكل الفقر فذلك من شأنه أن يحد من وطأة الخطاب السلفى".
وأكد العريان أن الانخراط فى العملية السياسية الدائرة فى مصر من شأنه أن يجعل الخطاب السلفى أكثر وسطية، كما حدث مع جماعته إبان حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرا إلى أنه كان فى طليعة رموز الجماعة التى استطاعت نيل مقعد في البرلمان خلال حكم مبارك الذى صنفهم باعتبارهم إحدى جماعات المعارضة إذ تمكنت الجماعة آنذاك من قبول التعددية السياسية مثل تشكيل ائتلافات والوصول إلى الناخب الذى يميل إلى النهج الوسطى.
وفى ختام الحديث استطرد العريان "حلمنا الأكبر هو أن نحظى بديمقراطية فى العالم العربى ومواءمة الثقافة العربية الإسلامية مع قيم ومبادىء الديمقراطية.