اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان مسبارها القمري الثاني دخل الاحد كما كان متوقعا، مدار القمر لسبر اسرار باطن القمر الطبيعي الوحيد للارض. وتمكن المسبار "غريل-بي" (غرافيتي ريكوفري اند إنتيريور لابوراتوري) من دخول مدار القمر عند الساعة 22,43 بتوقيت غرينتش بعدما شغل محركه الرئيسي لمدة 40 دقيقة فوق القطب الجنوبي للقمر للجم سرعته على ما اكد المسؤولون عن المهمة في "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابع للناسا في باسادينا (ولاية كاليفورنيا غرب الولاياتالمتحدة).
والسبت تمكن المسبار التوأم "غريل-ايه" من دخول مدار القمر عند الساعة 22,00 بتوقيت غرينتش بعدما اتبع اجراءات مماثلة.
وقد وصل المسباران الفضائيان الى وجهتهما بعد رحلة استمرت ثلاثة اشهر ونصف الشهر.
وسيعمل "غريل-ايه" و "غريل-بي" بالتنسيق وسيدرسان القمر كما لم يسبق ان حصل من قبل على ما قال رئيس الناسا تشارلز بولدن في بيان على موقع الوكالة الاميركية الالكتروني.
وشدد على ان "المسبارين الفضائيين التوأمين +غريل+ سيوسعان كثيرا معارفنا بالقمر وتطور كوكبنا".
وكانت ماريا زوبير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) والمسؤولة العلمية الرئيسية المشرفة على هذه المهمة قالت في السابق ان "هذه المهمة ستعيد كتابة كتب العلوم حول تطور القمر".
وبات المسباران على مدار اهليلجي شبه-قطبي سيمكنهما من الدوران حول القمر في غضون 11 ساعة ونصف الساعة.
وخلال الاسابيع التالية سيخفض الفريق المشرف على هذه المهمة مدة هذا الدوران الى اقل من ساعتين مستعينا بمحركات المسبارين الصغيرة.
وعندما سيبدأ المسباران التوأمان اللذان تفصل بينهما مسافة 200 كيلومتر، بمهمة المراقبة والقياس في اذار/مارس 2012 سيدوران حول كوكب القمر على ارتفاع حوالى 55 كيلومترا تقريبا.
والمسافة الفاصلة بين كوكبي الارض والقمر تبلغ حوالى 402336 كيلومترا وكان رواد الفضاء في مهمة ابولو يحتاجون الى ثلاثة ايام لقطع هذه المسافة.
واطلق المسباران "غريل" من قاعدة كاب كانفيرال العسكرية في فلوريدا (جنوب شرق) في العاشر من ايلول/سبتمبر 2011. واحتاج المسباران الى وقت يزيد بثلاثين مرة عن ذلك للوصول وقطعا اكثر من اربعة ملايين كيلومتر.
هذه الرحلة الطويلة التي تخللها استهلاك قليل للوقود والطاقة وفرت لمسؤولي المهمة وقتا اطول لمراقبة حسن عمل المسبارين والمعدات التي يحملانها على ما اوضحت وكالة الفضاء الاميركية.
وكانت المسؤولة عن المهمة ماريا زوبير قالت في ايلول/سبتمبر ان المسبارين "سيساعداننا على فهم كيفية تطور النجم الطبيعي الوحيد للارض فضلا عن الارض والكواكب الصخرية الاخرى".
وسيجري المسباران قياسات دقيقة جدا لجاذبية القمر تكشف عن توزع الكتل فضلا عن سماكة الطبقات الداخلية المختلفة للقمر وصولا الى نواته ومكونات هذه الطبقات.
ويأمل العلماء من خلال ذلك بالتوصل ال فهم افضل لسبب لا تماثل القمر.
ويبلغ وزن كل مسبار من المسبارين التوأمين حوالى 200 كيلوغرام وهما بحجم غسالة ثياب. وقد بنت شركة "لوكهيد مارتن" المسبارين وهما يحصلان على الكهرباء بواسطة لوحين شمسيين وبطارية ليثيوم. وتبلغ كلفة المهمة 496 مليون دولار.
ومهمة "غريل" هي العاشرة بعد المئة لاستكشاف القمر من بينها ستة رحلات ابولو مأهولة بين عامي 1969 و1972 تخللها سير 12 اميركيا على سطح القمر.