القاهرة - د ب أ - نجحت مظاهرة ''جمعة الغضب الثانية'' في جذب عدد كبير من المتظاهرين الذين طالبوا باستكمال مطالب الثورة منتقدين انفراد المجلس العسكري باتخاذ القرارات ومؤكدين على إحترام المؤسسة العسكرية باعتبارها حامية الثورة ، وذلك في ظل غياب الإخوان المسلمين والسلفيين. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت مقاطعتها لمظاهرة اليوم واعتبرتها محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب ، بينما حرص منظمو المظاهرة على التأكيد على عدم الاصطدام بالجيش وهتفوا ''الجيش والشعب إيد واحدة''، مؤكدين أن انتقادهم لقرارات المجلس العسكري لا يعني الاصطدام بالجيش. وكان على رأس المطالب التي رفعها المتظاهرون: إعداد دستور جديد قبل إجراء الانتخابات ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وتأجيل الانتخابات. وقال الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية والناشط السياسي من على أحدي المنصات بالميدان ''لن نسمح بكتابة دستور جديد يهدد مدنية الدولة ولن نسمح أن تتحول مصر إلى دولة دينية باسم الثورة''. وشدد حمزاوي على انه من غير المقبول أن يقوم المجلس العسكري بادارة شئون الدولة بانفرادية، مطالبا باشتراك الأحزاب والائتلافات السياسية في عملية صنع القرار. وكرر ما ذهب إليه معظم المتحدثين في الميدان على إحترام وتقدير المؤسسة العسكرية المنوط بها ضمان استقرار الوطن والتفريق بينها وبين المجلس العسكري الذي يمثل الإدارة السياسية للبلاد. وتحولت قبلة المتظاهرين من المنصة الرئيسية التي كان عادة ما يسيطر عليها الإخوان المسلمين، الذين غابوا عن مظاهرة اليوم ، إلى منصة إئتلاف أحزاب المصري الديمقراطي الإجتماعي والمصري الحر والجبهة الديمقراطية ومصر الحرية حيث تجمع العدد الأكبر ممن كانوا في الميدان حول المنصة التي نصبت في الإتجاه الأخر من المنصة الرئيسية التي تجمع حولها عدد أقل. وطالب المتظاهرون برحيل مجموعة من الشخصيات وعلى رأسهم: يحى الجمل ونائب رئيس الوزراء والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام والمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات. ورردوا هتافات منها: ''الجيش المصري بتاعنا والمجلس مش تبعنا'' و''يا طنطاوي قول لعنان لسه الثورة في الميدان'' و''الشعب يريد دستور جديد'' و''ساكت ساكت ساكت ليه ، خذت حقك ولا إيه''. ووقف على منصة الأحزاب الأربعة أحد الشيوخ وأحد القساوسة وهتف المتظاهرون ''الإخوان فين التحرير أهو''. وقال الدكتور إيهاب الخراط عضو الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي ''ما نريده هو تهيئة المناخ لإجراء انتخابات حقيقية من يظن أننا نخاف من الديمقراطية فهو مخطيء .. فاللاعبون جاهزون، لكن الملعب لم يجهز بعد ، كيف يمكن إجراء انتخابات قبل أن نستقر على الدستور؟ كيف نخوض مباراة قبل أن نعرف ما هي قواعد اللعبة؟'' وقال خالد السيد عضو ائتلاف شباب الثورة: ''اليوم وضعنا في اختبار جديد واليوم أثبتنا لهم أننا نحن من نحمي ثورتنا''. وطالب خالد ومن ورائها ردد الحاضرون بمحاكمة مبارك محاكمة علنية وهتفوا ''المحاكمة علنية لمبارك والحرامية'' وكرروا ''دي ثورة مش انقلاب ثورة بدأها شباب''. ورفع أحد الشباب لافتة كتب عليها ''الشعب مازال يريد إسقاط النظام''. وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ''الثورة لازالت مستمرة إلى أن تتحقق مطالبها، ناس كتير راهنوا أن الشعب لن ينزل وهذا الجمع هو أبلغ رد عليهم''. وكرر حرب التأكيد على رفض أي محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب ، مشددا على أن هناك فارق بين الجيش والمجلس العسكري الذي يدير البلاد سياسيا ونرفض أن ينفرد بالقرارات.