فوز الزميلين عبد الوكيل أبو القاسم وأحمد زغلول بعضوية الجمعية العمومية ل روز اليوسف    وزارة النقل تدرس إرسال مهندسين وفنيين للتدريب في الصين    جهاز التنمية الشاملة يوزيع 70 ماكينة حصاد قمح على قرى سوهاج والشرقية    جولة داخل مصنع الورق بمدينة قوص.. 120 ألف طن الطاقة الإنتاجية سنويا بنسبة 25% من السوق المحلي.. والتصدير للسودان وليبيا وسوريا بنحو 20%    وكالة إيرانية: فرق الإنقاذ تبتعد مسافة 3 ساعات عن منطقة سقوط طائرة الرئيس    فرنسا تستثير حفيظة حلفائها بدعوة روسيا لاحتفالات ذكرى إنزال نورماندي    أحمد عبدالحليم: الزمالك جدد طموحه بالفوز بالكونفدرالية وفخور بجمهور الأبيض    نتائج مواجهات اليوم ببطولة الأمم الإفريقية للساق الواحدة    غدا، محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة    أخبار الفن اليوم، محامي أسرة فريد الأطرش: إعلان نانسي تشويه لأغنية "أنا وأنت وبس".. طلاق الإعلامية ريهام عياد    «ذاكرة الأمة».. دور كبير للمتاحف فى توثيق التراث الثقافى وتشجيع البحث العلمى    الصحة: طبيب الأسرة هو الركيزة الأساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    سلطنة عمان تتابع بقلق بالغ حادث مروحية الرئيس الإيراني ومستعدة لتقديم الدعم    رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: جرائم الاحتلال جعلت المجتمع الدولى يناهض إسرائيل    دموع التماسيح.. طليق المتهمة بتخدير طفلها ببورسعيد: "قالت لي أبوس ايدك سامحني"    بينها «الجوزاء» و«الميزان».. 5 أبراج محظوظة يوم الإثنين 19 مايو 2024    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    خبير تكنولوجى عن نسخة GPT4o: برامج الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إغلاق هوليود    مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للنوم في الطقس الحار بدون استعمال التكييف    الكشف على 1528 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    تحركات جديدة في ملف الإيجار القديم.. هل ينتهي القانون المثير للجدل؟    الجمعة القادم.. انطلاق الحدث الرياضي Fly over Madinaty للقفز بالمظلات    جدل واسع حول التقارير الإعلامية لتقييم اللياقة العقلية ل«بايدن وترامب»    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    «النواب» يوافق على مشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المنشآت الصحية العامة    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    عرض تجربة مصر في التطوير.. وزير التعليم يتوجه إلى لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم 2024 -تفاصيل    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على عبد العزيز: الحوار مع القوى السياسية المختلفة ضرورى لمفهوم أشمل لمعنى السياحة
نشر في الفجر يوم 29 - 12 - 2011

القيادات التى وثق فيها الشعب ستكون على قدر المسئولية لتحافظ على مقدرات مصر
أنا شخصياً لا أرى أن تصريحات القوى السياسية تعارض السياحة بل بالعكس تشجعها
أطالب بتقنين سياحة صناعة السينما وتسهيل إجراءات استخراج التراخيص لتصوير الأفلام العالمية فى مصر

أصبح ملف السياحة فى الفترة الأخيرة، من أشد الملفات سخونة، انقسم حوله الكثيرون، ففى الوقت الذى يسعى فيه البعض لإيجاد حلول سريعة لأزمة تراجع الإقبال السياحى على مصر، يقوم البعض الآخر بمحاولات حثيثة لتمزيق هذا الملف تمامًا وإزالته من الوجود.

وسط كل هذا الصراع الدائر على ما تبقى من هذا القطاع الحيوى والمهم، كان لابد لنا من أن نلجأ إلى خبير السياحة الأول فى مصر، وأحد صناع هذا القطاع، والأكثر خبرة ودراية بكل كبيرة وصغيرة فيه، هو على عبد العزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، وأحد أكثر المتفائلين بأن يستعيد القطاع السياحى المصرى عافيته ويقطر الاقتصاد للحركة والتنمية من جديد.

ذهبنا إليه بعد أن علمنا بمبادرته للقيام بحوار ديمقراطى بين خبراء السياحة والقوى السياسية المختلفة فكان هذا الحوار.

■ هل تصف لنا وضع قطاع السياحة الآن؟

- تأثر قطاع السياحة بحالة الفوضى الحاصلة الآن الناجمة عن تغيير النظام هو أمر طبيعى ولايدعو للقلق السائد الآن، لأنه ناتج عن انفلات أمنى بالدرجة الاولي، وبالتالى من الطبيعى أن يفكر السائح أكثر من مرة قبل أن يزور أى بلد تعانى انفلاتًا أمنيًا، وبالتالى إذا ما عاد الأمن ستنتهى المشكلة فورًا، وهو ما بدأ بالفعل نرى بوادره المشجعة وهو الأمر الذى يدعونى للتفاؤل، فمصر بكل مقوماتها السياحية والطبيعية موجودة، ولن تختفى هذه المعالم أبدا طالما حافظنا عليها، ولن يختفى أيضا الشعب المصرى الطيب الواعى الذى يحافظ على مقدراته.

وبالتالى علينا أن نصبر ونحن نسعى لعودة السياحة إلى الوضع الذى كانت عليه سابقا، لأن هذا العمل الكبير يتطلب حالة من الهدوء، وإعادة ترتيب الأوراق من خلال استغلال هذه المقومات الراسخة لدينا مثل كرم وحسن ضيافة الشعب المصرى ووعيه فى الحفاظ على ممتلكاته السياحية.

■ قلت إن الوضع لن يعود سريعًا إلى ما كنا عليه ماذا تقصد بذلك؟

- ما أعنيه أن أى مريض يحتاج إلى فترة شفاء ثم فترة نقاهة، ثم يبدأ بعدها مشوار العودة الى ما كان عليه قبل مرضه، وما أقوله ليس مجرد كلمات لطمأنة الناس، بل خطط موضوعة ومدروسة بعناية، ولدينا الكوادر والخبرات القادرة على إعادة الأمور إلى سابق عهدها.

لكن علينا أن ندرك أن قطاع السياحة كان يجلب لنا عائدًا يبلغ نحو 12 مليار دولار سنويًا، وأن أكثر من 7 ملايين مصرى يعملون فى قطاع السياحة 2.5 مليون منهم يعملون بشكل مباشر، و 4.5 مليون يعملون بشكل غير مباشر فيما يعرف بالصناعات المكملة للسياحة، ولو دققنا النظر سنجد أن كل فرد من ال7 ملايين يعول أسرة كاملة، وبالتالى فأنا أرى أن 80 مليون مصرى يستفيدون من السياحة، وليس 7 ملايين فقط، واذا افترضنا أن عائد ال12 مليار دولار خسرناه كله «وهذا لم يحدث»، فأنا أرى أنها ليست خسارة، ومتفائل بما سيعوضه القطاع خلال الفترة المقبلة، وهذا فى حالة أن نتدارك الموضوع الآن، ونعى الأزمة الراهنة وأن نعمل على إصلاحها.

■ كيف سيتعامل القطاع السياحى مع القوى الدينية الجديدة الرافضة للسياحة على وضعها الحالي؟

- هناك خطوة أساسية يجب أن تفعلها القوى السياسية المختلفة، وهى أن تتوقف عن التصريحات التى تثير الرعب غير المبرر، ثم علينا جميعًا مسئولية الجلوس على مائدة واحدة لنتحاور، وهو ما قصدته فى مبادرة الحوار الديمقراطي، لنعرفهم أن السياحة صناعة مهمة بالنسبة لمصر، وأن إيراداتها تحتل المرتبة الثانية بعد قناة السويس، فلماذا نهدر هذا الدخل الضخم الذى يقدر بمليارات الدولارات؟، ولا يمكن أن يكون هذا الحوار من خلال الإعلام، فعلينا أن نجلس معهم وجهًا لوجه ونتحاور ونتناقش، لنستطيع أن نوصل رؤيتنا التى تؤكد أن الشعب المصرى يحتاج إلى هذه الصناعة، ونؤكد لهم أن السياحة لا تعنى فقط المايوه والخمر، ولكنها تعنى المقومات السياحية على أرض الوطن، فالسائح لا ينتظر حتى يأتى إلى مصر ليشرب الخمر أو لترتدى السائحة المايوه على الشواطئ، وأريد هنا أن أذكر مثالاً، وهو، أنه عندما منع شرب السجائر داخل الفنادق الأوروبية، حدثت مقاومة، لكن السياحة لم تقف، فالشعب أدرك أن هذا الإجراء جيد ولابد أن يمنع شرب السجائر داخل الفنادق، وأريد أن اشير إلى أن الفنادق تدار بإدارة أجنبية، وهى التى تبيع هذه المنتجات والمشروبات، فلماذا نمنعها؟

وبالتالى فنحن لا نحتاج الى تصريحات متسرعة، بل نريد أن نتناقش بطريقة علمية ونجلس مع الكافه حتى نتفهم بعضنا لبعض، وليس من الضرورى أن يقتنعوا برؤيتنا من أول مرة، فعلينا تكرار المحاولات.

وأنا أرى أنه لا تخوف من السياحة وأن العائد الذى كانت تجلبه والذى يقدر ب12 مليار دولار سيعود بأضعاف مضاعفة قد تصل إلى 40 مليار جنيه سنويًا، لكن ذلك بعد إجراء الحوار الديمقراطي، وتنمية البنية التحتية لثقافة السياحة.

■ هل تتوقع أن إجراء مثل هذه الحوارات مع الإخوان المسلمين والسلفيين سيلقى نتائج إيجابية؟

- أنا متأكد أن القيادات التى وثقت فيها الناس ومنحتها اصواتها ستكون على قدر المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، ووفقًا لما سمعته من هذه القيادات فإن لديهم رؤية ليست معادية للسياحة، وأعتقد أن مثل هذه الحوارات ستخرج بنتائج ايجابية، وأتمنى أن تتوقف حملات تصيد الكلمات من على السنة البعض وأن تتوقف التصريحات ايضا، لأنى مؤمن أن الجميع يسعى لمصلحة الشعب المصري.

■ فى رأيك تؤثر الأعتصامات المستمرة على السياحة؟

- الأعتصامات المشروعة فى كل دول العالم بشرط اللا تعطل عجلة الإنتاج.

■ هل نحتاج إلى زيادة الحملات الترويجية للسياحة فى مصر؟

- نعم هذا أمر مطلوب، لكن مصر تحتاج فى هذه الفترة الثورية التى تبلغ عامها الأول، أن تقف مع بعضها صفا واحدا لحماية منشآتها ومتاحفها ومزاراتها السياحية، حتى نستطيع الاستمرار فى بناء البلاد، فالمستثمر الأجنبى الجاد الذى كان يهرول لاستثمار أمواله فى مصر، كان يفعل ذلك من أجل مكسبه الشخصى أولا، وبالتالى فعلينا أن نشجعه حتى يعود مرة أخري، لكنه إذا وجد أن هناك عراقيل فى القوانين والاتفاقيات المنظمة للاستثمار، وأن هناك انفلاتا أمنيا، وعدم استقرار فى البلاد، فسيذهب إلى أى مكان آخر فى العالم، فالأردن مثلا لديها شواطئ البحر الميت سيذهب إليها السائح للعلاج، بدلا من أن يأتى إلى أسوان وسفاجا فى مصر.

■ كيف ترى الاقتراح الذى تحدث عنه البعض بأن تكون هناك شواطئ خاصة للسياحة؟

- أرفض ذلك تماما فالشواطئ ملك لمصر وشعبها، ولا يوجد ما يسمى بالشواطئ الخاصة، ولايمكن أن تمنع أحداً منها، ومثال على ذلك شاطئ المنتزه الذى كان مملوكا للأسرة المالكة فى وقت سابق، فتح للجميع، ولن يعود مرة أخرى لشخص بعينه، فنحن لنا حق أيضا أن نتمتع بشواطئنا، والذى لا يريد أن يرى الأجانب وهم يستمتعون بجمال الطبيعة بحريتهم، فلا يذهب لهذه الأماكن، السياحة لابد أن تكون مفتوحة وهذا لا يعنى أن تكون مفتوحة للإباحية، نحن لا ننادى بشواطئ للعراة، وأريد أن أؤكد أن السائح الأجنبى الذى يزور مصر يحترمها ويحترم عاداتها وتقاليدها، بدليل أننا لم نر أى سائح يخالف تقاليدينا خاصة أثناء زيارة الأماكن الدينية بل يحرصون على أحترام هذة الأماكن والحفاظ عليها.

■ كيف ترى الحلول للخروج من الازمة التى يعيشها قطاع السياحة ؟

- أولا الاستقرار، وعودة الأمن إلى ما كان عليه، وعودة الانضباط إلى الشوارع، وانتخاب البرلمان ورئيس الجمهورية، مما سيساهم بشكل مباشر فى استقرار الأوضاع فى البلاد، وإرسال رسالة للعالم كله بأن مصر دولة مستقرة لها رئيس ومؤسسات سياسية.

■ ما هى رؤيتك لتطوير المناطق التاريخية؟

- قبل تطوير المناطق التاريخية لابد من الحفاظ عليها من التدمير، فالتطوير أمر سهل، لكن إعادة البناء أمر صعب ومكلف، والمناطق التاريخية لابد أن تكون محصنة، ولابد أن تكون ثقافة وتدرس داخل مدارسنا، وأتذكر أننى كنت فى زيارة إلى انجلترا وزرت قصرًا كبيرًا على مساحة 11 ألف متر، كان مملوكا لحفيد اللورد كارنافورون، الممول الرئيسى لعمليات التنقيب والاكتشافات التى قام بها هاورد كارتر والتى نتج عنها اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون.. وقد قام بتحويل جزء من هذا القصر الى متحف مصغر . به مقتنيات من نسخ مقلدة لمقبرة توت عنخ أمون وكنوزها ويقومون بدعوة طلاب المدارس الصغار ليزوروا هذا المتحف المصغر ليتعرفوا على اعرق الحضارات فى العالم «مصر» وقد لقى هذا المشروع نجاحا كبيرا حيث يقوم الاف الطلاب بزيارة هذا المكان سنوياً.

وقد اصطحبنى لهذه الزيارة السفير حاتم سيف النصر سفير مصر بالمملكة المتحدة وللعلم هذا المشروع يبعد حوالى ساعة ونصف من مدينة لندن، على النقيض تفتقد المدارس المصرية هذه الثقافة، فيجب على المدارس المصرية انتداب خبراء الآثار لتعريف الطلاب بحضارتهم العريقة منذ الصغر.

■ لماذا غابت السياحة العلاجية من على خريطة القطاع ؟ وهل هناك خطة لاستعادتها و تطويرها؟

- مدينة أسوان كانت مشهورة دائما بأنها مشتى يعالج من عدة أمراض جلدية والروماتيزم، وكذلك سفاجا اشتهرت بعلاج الصدفية، لكن السياحة العلاجية تراجعت بشكل عام فى العالم كله، حيث اتجه العالم الى سياحة الشواطئ أكثر من السياحة الثقافية والعلاجية.

■ هل من الممكن أن نبتكر أنواعًا جديدة من السياحة خاصة بمصر وتساهم فى استعادة ما فقدناه؟

- ولماذا نبتكر شيئًا جديدًا ونحن نمتلك الأصل، نحن فى مصر لدينا الشمس، والبحار والآثار، ولدينا الصحراء، لكننا بالفعل إذا أردنا الجديد، فهناك سياحة صناعة السينما، التى لا نستغلها بسبب عقبة القوانين التى تعرقل استخراج التصاريح ودخول المعدات الأجنبية فى مصر، رغم أنها مصدر سياحى يدر دخلاً كبيرًا، فالنجم توم كروز صور فيلمًا كاملاً فى دبي، وقام بدعاية كبيرة ساهمت فى إثراء دبى، كذلك أنطونى كوين عندما صور فيلمى عمر المختار والرسالة فى ليبياوكذالك المغرب وبالتحديد مراكش وهذة السياحه فى نظري شديدة الاهمية لان عائدها مباشر وغير مباشر خاصه فى الدعاية إلى مصر، وبالتالى فنحن نحتاج إلى تسهيلات فى استخراج التصاريح ودخول معدات التصوير الأجنبية، وتقنينها، فنحن اذا سمحنا بتصوير الأفلام العالمية فى الصحراء أو منطقة الأهرامات فسنساهم فى الدعايه الي مصر، وأنا أطالب الجهات السيادية فى مصر بالسماح للمنتجين العالميين بتصوير أفلامهم فى مصر، وتقنين دخول أدواتهم ومعداتهم، حيث إن إجراءات استخراج التراخيص المعتادة أدت إلى ابتعاد المنتجين عن التصوير فى مصر، وأتجهت إلى دول أخرى وبالتالى علينا أرسال رسالة طمأنه هؤلاء المنجين بأنهم لن يلقوا معوقات عند الدخول من مطارات أو موانى مصر المختلفة.

■ وماذا عن الخدمات فى الفنادق المصرية؟

- يجب الاهتمام بتدريب العاملين واستغلال الأزمة الراهنة المتمثلة فى تراجع نسبة الإشغال بتدريب العاملين، وأعتقد أن وزارة السياحة تقوم بدور جيد مع الغرف الفندقية فى هذا الاتجاه، لكن هذا وحده لايكفي، نحن نجبر الفنادق العالمية بأن تقوم بتدريب متواصل لما لديها من عمالة، وذلك لخلق عمالة شابة تحب السياحة، وتعمل على إثراء المجال.

■ وماذا عن إشكالية تسريح العمالة من الفنادق؟

- من أين جئت بهذة المعلومات علينا ان نعلم ان الفنادق المملوكة للدولة لم تسرح عاملاً واحدًا فى ظل هذه الأزمة، وأيضا قبل قيام الثورة لم يتم تسريح أى عامل، بل بالعكس أغلق فندق كتاركت التاريخى بأسوان الذى يرجع عمره إلى 120 عاما لمدة ثلاثة أعوام لإعادة ترميمه، ولم يتم تسريح أى من العاملين به، بل جلسوا فى منازلهم طوال هذه الفترة، وكانوا يتقاضون أجرهم، ونفس الأمر حدث أيضا مع فندق النيل هيلتون سابقا، أما فنادق القطاع الخاص فهى التى حدثت فيها هذه الأزمة حيث إنها تعمل بمبدأ المكسب والخسارة، بمعنى أنه فى حالة زيادة الاشغال تقوم الفنادق الخاصة بزيادة عدد العاملين بها، أما عندما تتراجع نسبة الاشغال وهو ما يعد خسارة، تقوم هذه الإدارات التابعة للفنادق الخاصة بتسريح العاملين وفقاً للعقود المبرة معهم ولا أظن القطاع الخاص يخالف العقود لانهم يهتمون بقوانين العمل.

■ هل أصبحت سياحة المؤتمرات والمهرجانات البديل الوحيد الآن؟

- سياحة المؤتمرات والمهرجانات موجودة، وليست اختراعا، فلا بديل عن الأصل نفسه، وهذا النوع من السياحة مكمل، لأن المؤتمرات والمهرجانات لها أجندة ومواعيد محددة، ويجب أن تضع مصر فى أجندة المؤتمرات، وأن يتم الألتزام بموعدها وتاريخها كل عام.

■ هل يمكن الاستفادة بالمزارات الدينية فى مصر فيما يعرف بالسياحة الدينية خاصة مع التخوفات مما يتردد عن أنها ستساهم فى المد الشيعى لمصر؟

- أنا لست متخوفاً من أن تكون السياحه الدينية ضمن استيراتجيتنا السياحية فى مصر ويمكنا الأستفادة كثيراً من هذا النوع من السياحة فهناك العديد من الأماكن مثل مساجد الصحابة أهل البيت وسانت كاترين فى سيناء ورحلة العائلة المقدسة ولا ينبغى التشكيك فى السياحه التى تأتى الى مصر لهذا الغرض.

■ كيف ترى دور الوكلاء السياحيين خلال الفترة المقبلة؟

- الوكلاء موجودون وسيستمرون فى دورهم كوسيط بيننا وبين السائح، وعليهم إظهار مصر بصورة مشرفة والتواصل مع الأجهزة السياحية فى مصر والوقوف على ما يجرى من أحداث، وعليهم عدم المغالاة فى الأسعار، حتى لا يهرب السائح، لأن اليوم المنافسة شرسة فى العالم، ونفس الأمر ينطبق أيضا على الفنادق، فلابد من توحيد الأسعار للمصرى والأجنبى وعدم المغالاة فيها، فالوكيل السياحى ضامن للسائح، فهو طرف ثالث يؤدى دوره، وله عمولة مقننة.

■ ما هى توقعاتك لعام 2012 فيما يتعلق بالإقبال السياحى على مصر؟

- أنا متفائل بالعام الجديد، سواء حققنا العائد المادى من السياحة الذى يقدر ب12 مليار دولار سنويًا أم لا، فالسياحة موجودة، والمناطق السياحية موجودة، علينا فقط الحفاظ على تراثنا العريق، فأى سوء تصرف أو أى صورة مسيئة عن مصر تظهر عبر تليفزيونات العالم تؤثر سلبًا علينا، وتساهم فى بعد السياح عن مصر، كل ما أريده أن أقولة للعاملين بقطاع الفنادق والسياحة أن وزارة السياحه بمفردها أو الشركة القابضة بمفردها أو الموسسات الآخرى بمفردها لن تنجح بمفردها إلا إذا تعاون كل العاملين بهذا القطاع بجدية وأمانه لأعطاء السائح صوره مصر الحقيقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.