اليوم، الإدارية العليا تبدأ في نظر طعون نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    لا اتفاق يلوح في الأفق بشأن معاهدة أممية لمنع النفايات البلاستيكية    زيارة مرتقبة لترامب إلى إسرائيل، تطور جديد بمفاوضات إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة    ألمانيا ترفض خطط إسرائيل لبناء مستوطنات في الضفة الغربية    حكام مالي العسكريون يعتقلون جنرالين وآخرين في مؤامرة انقلاب مزعومة    بوتين يشيد بجهود ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا قبل قمة الجمعة في ألاسكا    شاب يتخلص من حياته ب"الحبة القاتلة" في الفيوم    تامر عاشور يشعل بورتو العلمين الجديدة في واحدة من أضخم حفلات صيف 2025    قبل عمرة المولد النبوي.. سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    تراجع عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 15-8-2025 وعيار 21 بالمصنعية    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025؟ أعلى عائد شهادات في البنوك اليوم    مفتي الجمهورية يستنكر التصريحات المتهورة حول أكذوبة «إسرائيل الكبرى»    تنسيق مغربي إسباني يحبط عملية تهريب دولية للكوكايين    بعد انتهاء مباريات اليوم .. تعرف علي ترتيب جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025    محمد عباس يدير مباراة الزمالك والمقاولون بالدوري    ملف يلا كورة.. وداع منتخب اليد.. اكتساح مصر للسلة.. وقائمة الأهلي    موعد مباراة الأهلي وفاركو اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة والمعلق    15.8 مليون جنيه حصيلة بيع سيارات وبضائع جمارك الإسكندرية والسلوم في مزاد علني    مصرع طالب في تصادم سيارة ودراجة بخارية بقنا    ليلة رعب بالقليوبية.. معركة بالأسلحة البيضاء تنتهي بسقوط المتهمين بالخصوص    بعد ظهور سحب رعدية.. محافظ أسوان يكلف برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن    الحر يضرب بقوة ودرجة الحرارة تصل ل49.. حالة الطقس اليوم وغدًا وموعد انتهاء الموجة الحارة    خالد البلشي يستقبل الصحفي التلفزيوني عادل العبساوي في مكتبه    هشام عباس يحيي حفلًا كبيرًا في مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء 18 أغسطس    علاء زينهم: أعيش في سلام نفسي وتعلمت مواجهة التنمر بروح التحدي    تامر حسني: «نفسي أعمل حفلات في الصعيد والأقصر وأسوان والشرقية» (فيديو)    لا تتجاهل هذه العلامات.. 4 إشارات مبكرة للنوبة القلبية تستحق الانتباه    أول ظهور للفنانة ليلى علوي بعد تعرضها لحادث سير بالساحل الشمالي (فيديو)    لافروف ودارتشييف يصلان إلى ألاسكا حيث ستعقد القمة الروسية الأمريكية    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    د.حماد عبدالله يكتب: الضرب فى الميت حرام !!    ما هو حكم سماع سورة الكهف من الهاتف يوم الجمعة.. وهل له نفس أجر قراءتها؟ أمين الفتوى يجيب    النيابة تصدر قرارًا بحق المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات    طريقة عمل سلطة التبولة بمذاق مميز ولا يقاوم    بيراميدز يخوض ودية جديدة استعدادا للمواجهات المقبلة في الدوري    من الأطباء النفسيين إلى اليوجا.. ريهام عبد الغفور تكشف ل يارا أحمد رحلة تجاوز الفقد    رسميًا ..مد سن الخدمة بعد المعاش للمعلمين بتعديلات قانون التعليم 2025    رسميًا الآن.. رابط نتيجة تنسيق رياض أطفال 2025 محافظة القاهرة (استعلم)    «هتستلمها في 24 ساعة».. أماكن استخراج بطاقة الرقم القومي 2025 من المولات (الشروط والخطوات)    «اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم».. دعاء يوم الجمعة ردده الآن لطلب الرحمة والمغفرة    #رابعة يتصدر في يوم الذكرى ال12 .. ومراقبون: مش ناسيين حق الشهداء والمصابين    خالد الغندور: عبد الله السعيد يُبعد ناصر ماهر عن "مركز 10" في الزمالك    هترجع جديدة.. أفضل الحيل ل إزالة بقع الملابس البيضاء والحفاظ عليها    تناولها يوميًا.. 5 أطعمة تمنح قلبك دفعة صحية    تعرف على عقوبة تداول بيانات شخصية دون موافقة صاحبها    بالصور| نهضة العذراء مريم بكنيسة العذراء بالدقي    القوى الفلسطينية: نثمّن الجهود المصرية والقطرية ونطالب بوقف فوري للعدوان على غزة    ظهرت الآن، نتيجة المرحلة الأولى لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة    "بعد اتهامها بتجارة الأعضاء".. محامي زوجة إبراهيم شيكا يكشف لمصراوي حقيقة منعها من السفر    طرائف الدوري المصري.. لاعب بيراميدز يرتدي قميص زميله    ستيفان مبيا: محمد صلاح كان يستحق الفوز بالكرة الذهبية في السنوات الماضية    وزير البترول يكلف عبير الشربيني بمهام المتحدث الرسمي للوزارة    القانون يحدد ضوابط استخدام أجهزة تشفير الاتصالات.. تعرف عليها    بعد موافقة النواب.. الرئيس السيسي يصدق على قانون التصرف في أملاك الدولة    لأول مرة بمجمع الإسماعيلية الطبي.. إجراء عملية "ويبل" بالمنظار الجراحي لسيدة مسنة    هل دفع مخالفة المرور يسقط الإثم الشرعي؟.. أمين الفتوى يجيب    درة تاج الصحافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على عبد العزيز: الحوار مع القوى السياسية المختلفة ضرورى لمفهوم أشمل لمعنى السياحة
نشر في الفجر يوم 29 - 12 - 2011

القيادات التى وثق فيها الشعب ستكون على قدر المسئولية لتحافظ على مقدرات مصر
أنا شخصياً لا أرى أن تصريحات القوى السياسية تعارض السياحة بل بالعكس تشجعها
أطالب بتقنين سياحة صناعة السينما وتسهيل إجراءات استخراج التراخيص لتصوير الأفلام العالمية فى مصر

أصبح ملف السياحة فى الفترة الأخيرة، من أشد الملفات سخونة، انقسم حوله الكثيرون، ففى الوقت الذى يسعى فيه البعض لإيجاد حلول سريعة لأزمة تراجع الإقبال السياحى على مصر، يقوم البعض الآخر بمحاولات حثيثة لتمزيق هذا الملف تمامًا وإزالته من الوجود.

وسط كل هذا الصراع الدائر على ما تبقى من هذا القطاع الحيوى والمهم، كان لابد لنا من أن نلجأ إلى خبير السياحة الأول فى مصر، وأحد صناع هذا القطاع، والأكثر خبرة ودراية بكل كبيرة وصغيرة فيه، هو على عبد العزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، وأحد أكثر المتفائلين بأن يستعيد القطاع السياحى المصرى عافيته ويقطر الاقتصاد للحركة والتنمية من جديد.

ذهبنا إليه بعد أن علمنا بمبادرته للقيام بحوار ديمقراطى بين خبراء السياحة والقوى السياسية المختلفة فكان هذا الحوار.

■ هل تصف لنا وضع قطاع السياحة الآن؟

- تأثر قطاع السياحة بحالة الفوضى الحاصلة الآن الناجمة عن تغيير النظام هو أمر طبيعى ولايدعو للقلق السائد الآن، لأنه ناتج عن انفلات أمنى بالدرجة الاولي، وبالتالى من الطبيعى أن يفكر السائح أكثر من مرة قبل أن يزور أى بلد تعانى انفلاتًا أمنيًا، وبالتالى إذا ما عاد الأمن ستنتهى المشكلة فورًا، وهو ما بدأ بالفعل نرى بوادره المشجعة وهو الأمر الذى يدعونى للتفاؤل، فمصر بكل مقوماتها السياحية والطبيعية موجودة، ولن تختفى هذه المعالم أبدا طالما حافظنا عليها، ولن يختفى أيضا الشعب المصرى الطيب الواعى الذى يحافظ على مقدراته.

وبالتالى علينا أن نصبر ونحن نسعى لعودة السياحة إلى الوضع الذى كانت عليه سابقا، لأن هذا العمل الكبير يتطلب حالة من الهدوء، وإعادة ترتيب الأوراق من خلال استغلال هذه المقومات الراسخة لدينا مثل كرم وحسن ضيافة الشعب المصرى ووعيه فى الحفاظ على ممتلكاته السياحية.

■ قلت إن الوضع لن يعود سريعًا إلى ما كنا عليه ماذا تقصد بذلك؟

- ما أعنيه أن أى مريض يحتاج إلى فترة شفاء ثم فترة نقاهة، ثم يبدأ بعدها مشوار العودة الى ما كان عليه قبل مرضه، وما أقوله ليس مجرد كلمات لطمأنة الناس، بل خطط موضوعة ومدروسة بعناية، ولدينا الكوادر والخبرات القادرة على إعادة الأمور إلى سابق عهدها.

لكن علينا أن ندرك أن قطاع السياحة كان يجلب لنا عائدًا يبلغ نحو 12 مليار دولار سنويًا، وأن أكثر من 7 ملايين مصرى يعملون فى قطاع السياحة 2.5 مليون منهم يعملون بشكل مباشر، و 4.5 مليون يعملون بشكل غير مباشر فيما يعرف بالصناعات المكملة للسياحة، ولو دققنا النظر سنجد أن كل فرد من ال7 ملايين يعول أسرة كاملة، وبالتالى فأنا أرى أن 80 مليون مصرى يستفيدون من السياحة، وليس 7 ملايين فقط، واذا افترضنا أن عائد ال12 مليار دولار خسرناه كله «وهذا لم يحدث»، فأنا أرى أنها ليست خسارة، ومتفائل بما سيعوضه القطاع خلال الفترة المقبلة، وهذا فى حالة أن نتدارك الموضوع الآن، ونعى الأزمة الراهنة وأن نعمل على إصلاحها.

■ كيف سيتعامل القطاع السياحى مع القوى الدينية الجديدة الرافضة للسياحة على وضعها الحالي؟

- هناك خطوة أساسية يجب أن تفعلها القوى السياسية المختلفة، وهى أن تتوقف عن التصريحات التى تثير الرعب غير المبرر، ثم علينا جميعًا مسئولية الجلوس على مائدة واحدة لنتحاور، وهو ما قصدته فى مبادرة الحوار الديمقراطي، لنعرفهم أن السياحة صناعة مهمة بالنسبة لمصر، وأن إيراداتها تحتل المرتبة الثانية بعد قناة السويس، فلماذا نهدر هذا الدخل الضخم الذى يقدر بمليارات الدولارات؟، ولا يمكن أن يكون هذا الحوار من خلال الإعلام، فعلينا أن نجلس معهم وجهًا لوجه ونتحاور ونتناقش، لنستطيع أن نوصل رؤيتنا التى تؤكد أن الشعب المصرى يحتاج إلى هذه الصناعة، ونؤكد لهم أن السياحة لا تعنى فقط المايوه والخمر، ولكنها تعنى المقومات السياحية على أرض الوطن، فالسائح لا ينتظر حتى يأتى إلى مصر ليشرب الخمر أو لترتدى السائحة المايوه على الشواطئ، وأريد هنا أن أذكر مثالاً، وهو، أنه عندما منع شرب السجائر داخل الفنادق الأوروبية، حدثت مقاومة، لكن السياحة لم تقف، فالشعب أدرك أن هذا الإجراء جيد ولابد أن يمنع شرب السجائر داخل الفنادق، وأريد أن اشير إلى أن الفنادق تدار بإدارة أجنبية، وهى التى تبيع هذه المنتجات والمشروبات، فلماذا نمنعها؟

وبالتالى فنحن لا نحتاج الى تصريحات متسرعة، بل نريد أن نتناقش بطريقة علمية ونجلس مع الكافه حتى نتفهم بعضنا لبعض، وليس من الضرورى أن يقتنعوا برؤيتنا من أول مرة، فعلينا تكرار المحاولات.

وأنا أرى أنه لا تخوف من السياحة وأن العائد الذى كانت تجلبه والذى يقدر ب12 مليار دولار سيعود بأضعاف مضاعفة قد تصل إلى 40 مليار جنيه سنويًا، لكن ذلك بعد إجراء الحوار الديمقراطي، وتنمية البنية التحتية لثقافة السياحة.

■ هل تتوقع أن إجراء مثل هذه الحوارات مع الإخوان المسلمين والسلفيين سيلقى نتائج إيجابية؟

- أنا متأكد أن القيادات التى وثقت فيها الناس ومنحتها اصواتها ستكون على قدر المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، ووفقًا لما سمعته من هذه القيادات فإن لديهم رؤية ليست معادية للسياحة، وأعتقد أن مثل هذه الحوارات ستخرج بنتائج ايجابية، وأتمنى أن تتوقف حملات تصيد الكلمات من على السنة البعض وأن تتوقف التصريحات ايضا، لأنى مؤمن أن الجميع يسعى لمصلحة الشعب المصري.

■ فى رأيك تؤثر الأعتصامات المستمرة على السياحة؟

- الأعتصامات المشروعة فى كل دول العالم بشرط اللا تعطل عجلة الإنتاج.

■ هل نحتاج إلى زيادة الحملات الترويجية للسياحة فى مصر؟

- نعم هذا أمر مطلوب، لكن مصر تحتاج فى هذه الفترة الثورية التى تبلغ عامها الأول، أن تقف مع بعضها صفا واحدا لحماية منشآتها ومتاحفها ومزاراتها السياحية، حتى نستطيع الاستمرار فى بناء البلاد، فالمستثمر الأجنبى الجاد الذى كان يهرول لاستثمار أمواله فى مصر، كان يفعل ذلك من أجل مكسبه الشخصى أولا، وبالتالى فعلينا أن نشجعه حتى يعود مرة أخري، لكنه إذا وجد أن هناك عراقيل فى القوانين والاتفاقيات المنظمة للاستثمار، وأن هناك انفلاتا أمنيا، وعدم استقرار فى البلاد، فسيذهب إلى أى مكان آخر فى العالم، فالأردن مثلا لديها شواطئ البحر الميت سيذهب إليها السائح للعلاج، بدلا من أن يأتى إلى أسوان وسفاجا فى مصر.

■ كيف ترى الاقتراح الذى تحدث عنه البعض بأن تكون هناك شواطئ خاصة للسياحة؟

- أرفض ذلك تماما فالشواطئ ملك لمصر وشعبها، ولا يوجد ما يسمى بالشواطئ الخاصة، ولايمكن أن تمنع أحداً منها، ومثال على ذلك شاطئ المنتزه الذى كان مملوكا للأسرة المالكة فى وقت سابق، فتح للجميع، ولن يعود مرة أخرى لشخص بعينه، فنحن لنا حق أيضا أن نتمتع بشواطئنا، والذى لا يريد أن يرى الأجانب وهم يستمتعون بجمال الطبيعة بحريتهم، فلا يذهب لهذه الأماكن، السياحة لابد أن تكون مفتوحة وهذا لا يعنى أن تكون مفتوحة للإباحية، نحن لا ننادى بشواطئ للعراة، وأريد أن أؤكد أن السائح الأجنبى الذى يزور مصر يحترمها ويحترم عاداتها وتقاليدها، بدليل أننا لم نر أى سائح يخالف تقاليدينا خاصة أثناء زيارة الأماكن الدينية بل يحرصون على أحترام هذة الأماكن والحفاظ عليها.

■ كيف ترى الحلول للخروج من الازمة التى يعيشها قطاع السياحة ؟

- أولا الاستقرار، وعودة الأمن إلى ما كان عليه، وعودة الانضباط إلى الشوارع، وانتخاب البرلمان ورئيس الجمهورية، مما سيساهم بشكل مباشر فى استقرار الأوضاع فى البلاد، وإرسال رسالة للعالم كله بأن مصر دولة مستقرة لها رئيس ومؤسسات سياسية.

■ ما هى رؤيتك لتطوير المناطق التاريخية؟

- قبل تطوير المناطق التاريخية لابد من الحفاظ عليها من التدمير، فالتطوير أمر سهل، لكن إعادة البناء أمر صعب ومكلف، والمناطق التاريخية لابد أن تكون محصنة، ولابد أن تكون ثقافة وتدرس داخل مدارسنا، وأتذكر أننى كنت فى زيارة إلى انجلترا وزرت قصرًا كبيرًا على مساحة 11 ألف متر، كان مملوكا لحفيد اللورد كارنافورون، الممول الرئيسى لعمليات التنقيب والاكتشافات التى قام بها هاورد كارتر والتى نتج عنها اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون.. وقد قام بتحويل جزء من هذا القصر الى متحف مصغر . به مقتنيات من نسخ مقلدة لمقبرة توت عنخ أمون وكنوزها ويقومون بدعوة طلاب المدارس الصغار ليزوروا هذا المتحف المصغر ليتعرفوا على اعرق الحضارات فى العالم «مصر» وقد لقى هذا المشروع نجاحا كبيرا حيث يقوم الاف الطلاب بزيارة هذا المكان سنوياً.

وقد اصطحبنى لهذه الزيارة السفير حاتم سيف النصر سفير مصر بالمملكة المتحدة وللعلم هذا المشروع يبعد حوالى ساعة ونصف من مدينة لندن، على النقيض تفتقد المدارس المصرية هذه الثقافة، فيجب على المدارس المصرية انتداب خبراء الآثار لتعريف الطلاب بحضارتهم العريقة منذ الصغر.

■ لماذا غابت السياحة العلاجية من على خريطة القطاع ؟ وهل هناك خطة لاستعادتها و تطويرها؟

- مدينة أسوان كانت مشهورة دائما بأنها مشتى يعالج من عدة أمراض جلدية والروماتيزم، وكذلك سفاجا اشتهرت بعلاج الصدفية، لكن السياحة العلاجية تراجعت بشكل عام فى العالم كله، حيث اتجه العالم الى سياحة الشواطئ أكثر من السياحة الثقافية والعلاجية.

■ هل من الممكن أن نبتكر أنواعًا جديدة من السياحة خاصة بمصر وتساهم فى استعادة ما فقدناه؟

- ولماذا نبتكر شيئًا جديدًا ونحن نمتلك الأصل، نحن فى مصر لدينا الشمس، والبحار والآثار، ولدينا الصحراء، لكننا بالفعل إذا أردنا الجديد، فهناك سياحة صناعة السينما، التى لا نستغلها بسبب عقبة القوانين التى تعرقل استخراج التصاريح ودخول المعدات الأجنبية فى مصر، رغم أنها مصدر سياحى يدر دخلاً كبيرًا، فالنجم توم كروز صور فيلمًا كاملاً فى دبي، وقام بدعاية كبيرة ساهمت فى إثراء دبى، كذلك أنطونى كوين عندما صور فيلمى عمر المختار والرسالة فى ليبياوكذالك المغرب وبالتحديد مراكش وهذة السياحه فى نظري شديدة الاهمية لان عائدها مباشر وغير مباشر خاصه فى الدعاية إلى مصر، وبالتالى فنحن نحتاج إلى تسهيلات فى استخراج التصاريح ودخول معدات التصوير الأجنبية، وتقنينها، فنحن اذا سمحنا بتصوير الأفلام العالمية فى الصحراء أو منطقة الأهرامات فسنساهم فى الدعايه الي مصر، وأنا أطالب الجهات السيادية فى مصر بالسماح للمنتجين العالميين بتصوير أفلامهم فى مصر، وتقنين دخول أدواتهم ومعداتهم، حيث إن إجراءات استخراج التراخيص المعتادة أدت إلى ابتعاد المنتجين عن التصوير فى مصر، وأتجهت إلى دول أخرى وبالتالى علينا أرسال رسالة طمأنه هؤلاء المنجين بأنهم لن يلقوا معوقات عند الدخول من مطارات أو موانى مصر المختلفة.

■ وماذا عن الخدمات فى الفنادق المصرية؟

- يجب الاهتمام بتدريب العاملين واستغلال الأزمة الراهنة المتمثلة فى تراجع نسبة الإشغال بتدريب العاملين، وأعتقد أن وزارة السياحة تقوم بدور جيد مع الغرف الفندقية فى هذا الاتجاه، لكن هذا وحده لايكفي، نحن نجبر الفنادق العالمية بأن تقوم بتدريب متواصل لما لديها من عمالة، وذلك لخلق عمالة شابة تحب السياحة، وتعمل على إثراء المجال.

■ وماذا عن إشكالية تسريح العمالة من الفنادق؟

- من أين جئت بهذة المعلومات علينا ان نعلم ان الفنادق المملوكة للدولة لم تسرح عاملاً واحدًا فى ظل هذه الأزمة، وأيضا قبل قيام الثورة لم يتم تسريح أى عامل، بل بالعكس أغلق فندق كتاركت التاريخى بأسوان الذى يرجع عمره إلى 120 عاما لمدة ثلاثة أعوام لإعادة ترميمه، ولم يتم تسريح أى من العاملين به، بل جلسوا فى منازلهم طوال هذه الفترة، وكانوا يتقاضون أجرهم، ونفس الأمر حدث أيضا مع فندق النيل هيلتون سابقا، أما فنادق القطاع الخاص فهى التى حدثت فيها هذه الأزمة حيث إنها تعمل بمبدأ المكسب والخسارة، بمعنى أنه فى حالة زيادة الاشغال تقوم الفنادق الخاصة بزيادة عدد العاملين بها، أما عندما تتراجع نسبة الاشغال وهو ما يعد خسارة، تقوم هذه الإدارات التابعة للفنادق الخاصة بتسريح العاملين وفقاً للعقود المبرة معهم ولا أظن القطاع الخاص يخالف العقود لانهم يهتمون بقوانين العمل.

■ هل أصبحت سياحة المؤتمرات والمهرجانات البديل الوحيد الآن؟

- سياحة المؤتمرات والمهرجانات موجودة، وليست اختراعا، فلا بديل عن الأصل نفسه، وهذا النوع من السياحة مكمل، لأن المؤتمرات والمهرجانات لها أجندة ومواعيد محددة، ويجب أن تضع مصر فى أجندة المؤتمرات، وأن يتم الألتزام بموعدها وتاريخها كل عام.

■ هل يمكن الاستفادة بالمزارات الدينية فى مصر فيما يعرف بالسياحة الدينية خاصة مع التخوفات مما يتردد عن أنها ستساهم فى المد الشيعى لمصر؟

- أنا لست متخوفاً من أن تكون السياحه الدينية ضمن استيراتجيتنا السياحية فى مصر ويمكنا الأستفادة كثيراً من هذا النوع من السياحة فهناك العديد من الأماكن مثل مساجد الصحابة أهل البيت وسانت كاترين فى سيناء ورحلة العائلة المقدسة ولا ينبغى التشكيك فى السياحه التى تأتى الى مصر لهذا الغرض.

■ كيف ترى دور الوكلاء السياحيين خلال الفترة المقبلة؟

- الوكلاء موجودون وسيستمرون فى دورهم كوسيط بيننا وبين السائح، وعليهم إظهار مصر بصورة مشرفة والتواصل مع الأجهزة السياحية فى مصر والوقوف على ما يجرى من أحداث، وعليهم عدم المغالاة فى الأسعار، حتى لا يهرب السائح، لأن اليوم المنافسة شرسة فى العالم، ونفس الأمر ينطبق أيضا على الفنادق، فلابد من توحيد الأسعار للمصرى والأجنبى وعدم المغالاة فيها، فالوكيل السياحى ضامن للسائح، فهو طرف ثالث يؤدى دوره، وله عمولة مقننة.

■ ما هى توقعاتك لعام 2012 فيما يتعلق بالإقبال السياحى على مصر؟

- أنا متفائل بالعام الجديد، سواء حققنا العائد المادى من السياحة الذى يقدر ب12 مليار دولار سنويًا أم لا، فالسياحة موجودة، والمناطق السياحية موجودة، علينا فقط الحفاظ على تراثنا العريق، فأى سوء تصرف أو أى صورة مسيئة عن مصر تظهر عبر تليفزيونات العالم تؤثر سلبًا علينا، وتساهم فى بعد السياح عن مصر، كل ما أريده أن أقولة للعاملين بقطاع الفنادق والسياحة أن وزارة السياحه بمفردها أو الشركة القابضة بمفردها أو الموسسات الآخرى بمفردها لن تنجح بمفردها إلا إذا تعاون كل العاملين بهذا القطاع بجدية وأمانه لأعطاء السائح صوره مصر الحقيقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.