تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددا من القضايا من بينها مسألة الانتخابات وتسليم السلطة للمدنيين في مصر وثورات الربيع العربي.
ففي عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار"، تحدث محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم عن القضية التي يثيرها البعض، ممن يطالبون المجلس العسكري بالتبكير، أو الإسراع، في تسليم السلطة والمسئولية إلي إدارة مدنية بالمخالفة لما جاء في الإعلان الدستوري.
وأشار الكاتب إلى أن البعض يطالب بذلك حرصا علي القوات المسلحة، وحفاظا علي صورتها ووضعها، بعيدا عن التأثر، أوأن تشوبها شائبة خلال تعاملها المباشر مع المدنيين، فيما يرى فصيل آخر أن استمرار بقاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة في تولي المسئولية والسلطة، يؤدي الي التباطؤ في وصول الثورة إلي غايتها والبطء في تحقيقها لأهدافها.
وقال "تعددت الأفكار والمقترحات والمبادرات من الفريق أو الفصيل المطالب بالإسراع في انتقال السلطة من المجلس الأعلي قبل موعدها المحدد، بينما نسي الجميع أن هناك غالبية من المصريين، تري عكس ما يرون، ولها رؤية مختلفة تماما عن رؤيتهم".
وفى عموده (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد إن ثورات الربيع العربي لاتزال تعبر مرحلة انتقالية تفاوتت صعوباتها من الحرب الأهلية التي استنزفت دماء الليبيين والسوريين واليمنيين وسقط فيها عشرات الآلاف من الشهداء، إلي مصاعب إنجاز وفاق وطني بين قوي الداخل التي انقسمت إلي إسلاميين وليبراليين، وأدي إلي الدخول في متاهة المليونيات المتعارضة الأهداف، كما حدث في مصر.
ورأى الكاتب أن النظام العربي لم يعد قادرا علي أن يستجيب لمطالب الشعوب العربية في الإصلاح والحكم الرشيد، وأن التغيير قادم لا محالة في موجات متتابعة ينشد ديمقراطية صحيحة ودولة قانونية تحترم حقوق الإنسان بعد أن سقطت أنظمة الحكم في مصر وتونس وليبيا.
وأوضح أن العام الجديد سوف يحمل لنا أخبارا جديدة من اليمن وسوريا وربما من أماكن عربية أخري استجابة لمطالب جيل من الشباب العربي قوي العزم والإرادة.
وتوقع الكاتب أن يتعرض العراق للمزيد من القلاقل والفتن، التي تهدد وحدته وتجدد مشروع تقسيمه إلي دويلات ثلاث بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وقال الدكتور حسن نافعة في عموده بصحيفة "المصري اليوم" إن عبرت قبل ذلك عن سعادته بفوز عدد من الوجوه الشابة فى انتخابات مجلس الشعب، آملا أن تقدم نموذجا يحتذى فى الأداء البرلمانى.
وأضاف:أنه كان من بين الأسماء التى ذكرها، على سبيل المثال لا الحصر، اسما الدكتور مصطفى النجار والدكتور عمرو حمزاوى، اللذان تردد فى وسائل الإعلام أنهما طرحا مؤخرا مبادرة تدعو مجلس الشعب المنتخب فى جلسته الأولى فى 23 يناير 2012، لتشكيل لجنة برلمانية لإدارة التفاوض مع المجلس العسكري لاستكمال إجراءات نقل السلطة. وأخرى للتحقيق فى جميع انتهاكات حقوق الإنسان، وثالثة لضمان حقوق شهداء ومصابى الثورة.
وأكد أن هذه المبادرة تضمنت مقترحات بتواريخ محددة لإصدار قانون تنظيم انتخابات الرئاسة قبل أول فبراير، وتبكير انتخابات مجلس الشورى، ودعوة مجلسى الشعب والشورى لاجتماع مشترك فى منتصف فبراير، وتكليفهما فى تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
وأشار إلى أنه من حق أى مواطن أن يطرح ما يشاء من مبادرات على الرأى العام، غير أن جدية أى مبادرة تتوقف أساسا على حجم ما تتمتع به من تأييد سياسى يقف خلفها.
وفى تقديرى أنه كان يمكن لمبادرة "النجار وحمزاوى" أن تحظى بمصداقية أكبر لو أنها كانت قد طرحت بعد التشاور مع النواب أو مع رؤساء الأحزاب الحاصلة على النسبة الأكبر من أصوات الناخبين أو مقاعد البرلمان.
وقال إن هذه المبادرتهما ستظل واحدة من تلك المبادرات "الإعلامية" التى تزخر بها الساحة فى هذه الأيام وتستهدف التأثير على الرأى العام بأكثر مما تعمل على صنع توافق وطنى حقيقى.
وقال الكاتب والشاعر فاروق جويدة في مقاله اليومي (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام" إن شباب الثورة استقبل في مطار القاهرة زميلهم العائد من رحلة علاج في فرنسا طبيب الأسنان أحمد حرارة. هذا الطبيب الشاب صاحب أعظم وسام في ثورة يناير.. الشاب الذي فقد عينه الأولي في 28 يناير وفقد عينه الثانية في 19 نوفمبر. وأشار إلى أنه ما بين ثورتين شارك فيهما وفقد بصره بالكامل قال له الأطباء في فرنسا أنه لا أمل في أن يعود مبصرا مرة أخري..طبيب الأسنان الذي فقد البصر لن يفقد البصيرة ربما تمني وهو يتقدم الصفوف في ثورة يناير أن يري مصر كما أحبها..
ومثل هذا الشاب الذي أدرك معني التضحية وآمن بقيمة تسمى الوطن لن يغيب بصره أبدا وما لا يراه بعينه سوف يراه بقلبه الذي حمل كل هذه المشاعر النبيلة لوطنه.
وأكد جويده أنه كان يكفيه أنه شارك في ثورة يناير وفقد عينا وكان من الممكن أن يظل يري بعينه الأخري.
ولكنه عاد إلى الميدان في لحظة شعر فيها أن الميدان ينتظره وأن رفاق المشوار في حاجة إليه..وانضم إلى رفاقه ليفقد عينه الثانية.
وأشار إلى أن هذا النموذج من شباب ثورتنا الرائع هو مصدر فخرنا واعتزازنا بهذا الجيل خاصة أمام متغيرات كثيرة شهدتها الشهور الماضية منذ قيام الثورة..حاول البعض منا تشويه صورة هؤلاء الشباب وتسللت أياد كثيرة تلقى الحجارة على هذا الحشد الجميل.اتهامات بالعمالة والخيانة والرشوة والعلاقات الخارجية والتمويل الأجنبي لا أدري من أين جاءت كل هذه القسوة وكيف أنقسم الوطن علي نفسه بل أنقسم أبناء الأسرة الواحدة.
واختتم قائلا ":يبدو أن هؤلاء لم يشاهدوا صور أحمد حرارة وهو يرتدى نظارته السوداء وهي تضيء في سماء ميدان التحرير وسوف تضيء معها أرجاء كثيرة في هذا الوطن..هذه النظارة ستبقى وساما على صدر هذا الطبيب الشاب الذى قدم لوطنه شهادة ميلاد حتى وإن فقد بصره.. وهى شهادة لهذه النماذج الرائعة من شباب الثورة سواء كانوا شهداء عند ربهم يرزقون أو فقدوا البصر ولم يفقدوا البصيرة.