تناقلت وسائل الأنباء في الأيام القليلة الماضية اسم حركه " الاشتراكيون الثوريون " كثيرا وخاصة بعد تقدم السيد / جمال تاج الدين . أمين عام لجنه الحريات بالنقابة العامة للمحامين و العضو بجماعه الإخوان المسلمين . والسيد / حسن القباني . رئيس قسم الإخبار بالموجع الرسمي للجماعة " إخوان اون لاين " ببلاغ للنائب العام رقم 11218 يتهمان فيه كلا من السيد / سامح نجيب . والسيد / ياسر عبد القوى. و السيد / هشام يسري . أعضاء في حركه الاشتراكيين الثوريين يتهمهم فيه بالتحريض على إسقاط الدولة .
ولكن من هم ؟ ما أهدافهم؟ ما مبادئهم ؟ ما قناعتهم ؟ كثيرون من أبناء وطننا لا يعرفونهم يسمعون عنهم أحيانا وتنقبض صدورهم من مصطلح الاشتراكيون فحسب قولهم في موقعهم الرسمي " ربما لم تحظ كلمة في العقدين الأخيرين بمثل ما حظيت به كلمة "اشتراكية" من سمعة سيئة. الأصدقاء والأعداء على حد سواء تضامنوا من أجل إهالة التراب على أمل نرى أنه وحده القادر على إنقاذ مصر والإنسانية من همجية نظام الأرباح السائد. فبين المدّعين أن تجارب رأسمالية الدولة الشمولية هي الشكل الوحيد الممكن واقعيا للاشتراكية، وبين القائلين أن الرأسمالية هي نهاية التاريخ وآخر محطاته، تاهت الحقيقة وفقدت الكلمات معناها."
فهم أكثر من يعلم بأثر كلمه الاشتراكية في نفوس العامة والبسطاء في وطننا . ولكن بالنسبة لهم ، "الاشتراكية الحقيقية" هي خلاصة الفكر والنضال الإنساني ضد ظلم الرأسمالية واستغلاليتها على مدى قرنين من الزمان. الاشتراكية باختصار هي تلك الرؤية للعالم التي تؤسس نفسها على كفاح الكادحين والمظلومين من أجل الإنعتاق، والتي تؤمن حقا بقدرة الجماهير على التغيير الجذري وعلى خلق "عالم أفضل ممكن".ويفصلون بين الاشتراكية التي يعتنقوها وتلك التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي بل ويهاجمون الاتحاد السوفيتي السابق أيضا بقولهم " فالاشتراكية ليست تلك التجربة التي سرقت من قبل طبقه حاكمه جديدة في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق و ليست أيضا وهما زائف تحركه رومانسيه طفولية " ويقولون أن الاشتراكية واقع حقيقي ممكن تحقيقه مناهضا للظلم والقمع الواقعيين فعليا. الاشتراكية واقعيه بمقدار واقعيه اغلبيه سكان هذا الكوكب وهذه البلد الذين ليس لهم مصلحه في استمرار سيطرة المترفين على أدوات السلطة ومصادر الثروة في العالم .
فهم إذا مناهضون للظلم و القمع في المقام الأول وأيضا مناهضين لهؤلاء القابضون على موارد الثورة والسلطة في العالم فالاشتراكية التي يتبنوها كما جاء على ألسنتهم .
"الاشتراكية التي نتبناها تقوم على أسس واضحة. ليس هناك شك أن "شجرة الحياة الخضراء" تعلمنا كل يوم الجديد. ولكن أسسنا المبدئية - أهدافنا وجوهر رؤيتنا - يمكن تلخيصها في عدد من النقاط البسيطة المختصرة: الرأسمالية تعمل لمصلحة الأقلية المترفة وضد مصلحة الأغلبية الكادحة: ذلك أن النظام الرأسمالي يقوم في جوهره على الاستغلال وعلى نهب فائض القيمة من عموم العمال والكادحين. ثروة الأغنياء الطائلة مصدرها كدح الفقراء وعرقهم وبؤسهم. في عالمنا هذا تتراكم الثروة في جانب والفقر والجوع والمرض في جانب آخر. لا يمكن إصلاح الرأسمالية من داخلها: لا زال للأفكار الإصلاحية سوقا واسعة. الكثيرون يتحدثون عن التغيير عن طريق بعض الإصلاحات هنا أو هناك. ولكننا نعلم أن عصر الإصلاحات قد ولّى. كلمة "الإصلاح" نفسها اختطفها غلاة الرأسماليين، فأصبحت على أيديهم تعني همجية السوق وإلغاء الدعم ورفع حماية الدولة. ولذلك، فإن من يدعو للإصلاح هو فقط يجَمل النظام القائم ويعطيه فرصة للبقاء. حتى أبسط الإصلاحات تحتاج إلى ثورة من أجل تحقيقها. في الماضي كانت الرأسمالية الصاعدة تعطي الأرض لمن يفلحها. اليوم هي تنتزع الأرض من الفلاحين لتعطيها لكبار الرأسماليين الاحتكاريين. فقط ثورة جماهيرية من أسفل هي التي من الممكن أن تعيد الأرض لمن يكدحون فيها.. فقط ثورة جماهيرية من أسفل هي التي من الممكن أن تحقق آمال المظلومين. الثورة الجماهيرية من أسفل ممكنة وضرورية: التغيير لا يمكن أن يحدث على يد أقلية مختارة. التغيير لا يمكن أن يحدث بانقلابات القصور أو الجيوش أو بوصول مستبد عادل للسلطة. التغيير لن يحدث إلا على يد الجماهير. نضال الجماهير الجماعي الديمقراطي من أسفل هو الطريق إلى المستقبل الطبقة العاملة هي الطبقة القائدة للنضال الثوري: لا شك أن الثورة ستكون عيدا لكل الفقراء. لكن من بين كل المقهورين في عالمنا المعاصر توجد طبقة واحدة لديها القدرة على قيادة معسكر المظلومين إلى النصر - الطبقة العاملة. والطبقة العاملة كما نفهمها ليست فقط عمال المصانع، وإنما هي كل العاملين بأجر والخاضعين لسيطرة وسلطة رأس المال، سواء كان عملهم في مصنع أو في أي مؤسسة إنتاجية أو خدمية أخرى. تلك الطبقة، بحجمها الهائل في عالمنا المعاصر، وبتنظيمها وحداثتها ومصالحها، قادرة على دخول المعركة إلى النهاية، وقادرة على شل حركية الرأسمالية ومصدر أرباحها، ومن ثم هي قادرة على تحقيق النصر لمعسكر المقهورين. فأغلال الرأسمالية لابد أن تحطم حيث توجد: في نظام استغلال العمل المأجور. دولة العمال والكادحين هي الهدف المبتغى: لن تكلل الثورة بالنصر إذا ما أزيح حاكم رأسمالي وحل محله حاكم رأسمالي آخر. الانتصار له معنى واحد فقط: نهاية كل أشكال الاستغلال والقهر والاستبداد. ومن ثم فإن هدف الثورة ينبغي أن يكون تحطيم جهاز الدولة الرأسمالي وإحلاله بديمقراطية عمالية يكون مثلها هو كل تجارب ثورات القرن العشرين. دولة العمال هي دولة الديمقراطية المباشرة حيث يشارك الكادحون، من خلال مجالسهم العمالية المنتخبة في كل موقع ومكان، في تقرير مصيرهم وفي إدارة المجتمع بموارده وثرواته.
لابد للثورة أن تحرر كل المضطهدين والمقهورين: الثورة ليست عملا جزئيا. الثورة ليست مهمة محدودة. الثورة هي تحرير شامل وكلي. النضال العمالي الظافر لابد أن يتبنى مصالح كل المقهورين. كل أدوات تقسيم الطبقة العاملة بين رجال نساء، سود وبيض، مسلمين ومسيحيين، لابد من مواجهتها بكل الحزم. والطريق الوحيد لذلك هو نضال الحركة الثورية من أجل تحرر المرأة والسود والمسيحيين والأمم المضطهدة من كل صنوف الظلم والقهر والهيمنة. الاشتراكي الحق هو خادم لكل المضطهدين. والاشتراكية الحقة هي التي تحرر كل المظلومين.
لا توجد اشتراكية في بلد واحد: النظام الرأسمالي سلسلة واحدة منتظمة في سوق عالمي واحد. بالقطع يمكن كسر السلسلة عند إحدى حلقاتها. ولكن المهمة لن تتم إلا بتحطيم السلسلة كلها. ولذلك فالثورة العالمية ليست ترفا أو عملا إضافيا. الثورة العالمية هي صميم الإستراتيجية الثورية الظافرة. انتشار الثورة، وأساس إمكانيته هو وحدة العالم ووحدة أزمته، لابد أن يكون هدفا أصيلا لأي نضال ثوري محلي. والأممية الثورية هي الرد المنطقي الوحيد على مخططات مجالس إدارات العالم في قمة الثمانية وفي منظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات الرأسمالية العالمية. الحزب العمالي المناضل ضرورة للتغيير: الثورة ليست نزهة. الطبقة الحاكمة موحدة ومنظمة. جهاز الدولة يمثل عقلا وجهازا إداريا رفيع المستوى يقوم من خلاله الحكام بإدارة شئونهم. ومن ثم فإن الجماهير الكادحة تحتاج إلى عقل وإلى ذاكرة وإلى جهاز تنظيمي مغروس في داخلها يقود حركتها ويقف ضد تفاوتات وعيها وتذبذب حركتها. الحزب العمالي المناضل والمتفهم لخبرة التاريخ ولخبرة طبقته يستطيع أن يقوم بهذه المهمة. هذا الحزب لا يسقط من السماء. هذا الحزب يبني بالكفاح والصبر والعمل. وبناؤه لابد أن يكون هدف كل مناضل من أجل العدل والحرية .. من أجل الاشتراكية. المعركة ليست سهلة ولكنها اليوم ممكنة: لا شك أن عالمنا المعاصر يحمل فرصا كبيرة للمناضلين من أجل العدل والحرية. نحن نعيش عصر الاستقطاب في أعلى صوره. فالليبرالية الجديدة بدأت تفصح عن وجهها القبيح. وإمبريالية ما بعد الحرب الباردة كشفت عن أنيابها. كل أوهام مطلع التسعينات بدأت تتبدد: السلام الإمبريالي ذهب أدراج الرياح، والاستقرار الرأسمالي فقد معناه، والنمور بدأت تعاني الأزمات، وفورة النفط تخبو. من جانب آخر، نرى اليوم الصعود المدوي لحركات مناهضة للعولمة الرأسمالية والحرب في تضافر مثير للتأمل مع صعود حركات التحرر الوطني الباسلة. الشرق الأوسط ساحة ليس فقط لليبرالية الجديدة والرأسمالية الجديدة بكل همجيتها، ولكن أيضا لتعزيز هيمنة الإمبريالية الأمريكية عالميا. هذا الجزء من العالم يغلي وينتظر التغيير على أحر من الجمر. فقط من لا يمكنه أن يرى سينكر أن المنطقة مقبلة على زلازل. النضال الجماهيري من أسفل، والاشتراكية كبديل، لابد أن يحفرا لنفسيهما طريقا ومجرى. هذا أمر ممكن. وهو أيضا ضروري. وشرطه الانخراط في كل معركة ورفع راية التحرر في كل ساحة ومجال. "
تلك هي مبادئهم وأهدافهم وقناعتهم ولكن ما هي مواقفهم وتاريخهم ونشأتهم ورموزهم ؟
بداء التحرك الشيوعي في مصر مع تأسيس الحزب الشيوعي المصري الذي سرعان ما انحل عام 1922 وذلك بسبب عدم تمتعه بشعبيه جماهيريه وقتها وانصراف الأطياف المصرية عنه خاصة طبقه العمال . ولكن سرعان ما بدأت موجه شيوعيه أخرى في مصر وقد جذبت عدد كبير من أبناء الجاليات الأجنبية وطلاب مدارس الليسيه الفرنسية ولكنها نشأت مجزئه ومنقسمة ولم يتدخل الاتحاد السوفيتي أو الأحزاب الشيوعية في أوروبا لتوحيد القيادة الشيوعية في مصر مما أدى إلى ظهور أربعه تنظيمات شيوعيه في مصر أشهرهم منظمه ايسكرا " الشرارة " والحركة المصرية للتحرر الوطني " حمتو " ، تحرير الشعب والفجر الجديد بقيادة مثقفين يهود كان من أشهرهم هنري كورييل (1914 – 1987) أحد مؤسسي وقادة حمتو وقائد مجموعة روما فيما بعد. عقب الحرب العالمية الثانية تواترت الجهود لتوحيد الحركة الشيوعية المصرية وتمصيرها وتوسيع نشاطها وعضويتها بين الطبقة العاملة المصرية وكانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هو توحد الحركة المصرية للتحرر الوطني و ايسكرا وتحرير الشعب لتكوين الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) عام 1947 وبالرغم من أن هذه الوحدة قد حققت نجاحا وتوسعا في بدايتها إلا أن الفروق الثقافية بين قادتها والتكتلات التنظيمية على أسس التنظيمات القديمة قد أدت إلى إضعافها واعتقال معظم قياداتها عام 1948 وقد أبعد معظم القادة الشيوعيين اليهود إلى أوروبا لان الحكومة المصرية قد نظرت إليهم كأجانب حيث بدأ معظمهم حياتهم الجديدة في أوروبا تاركين تاريخهم المصري خلف ظهورهم. كان هنري كوريل ومجموعة أصدقائه استثناءا على هذه القاعدة حيث بقوا أوفياء لرفاقهم المصريين ولنضال المصريين للتحرر الوطني وأسسوا عام 1951 مجموعة دعم للحركة الشيوعية المصرية (مجموعة روما) التي اعترف بها "حدتو" كفرع لها في باريس التي كان يقيم فيها "هنري كورييل". وتمكنت مجموعة روما من الحفاظ على صلتها بالرفاق القدامى في مصر بالرسائل المشفرة والزيارات السرية المتبادلة بين القاهرة وباريس للاطلاع على أوضاع بعضهم البعض وتقديم الدعم والمساندة. بعد خلع ونفي الملك فاروق عن مصر في يوليو 1952 وسيطرة الجيش على السلطة كانت "حدتو" هي الحركة الشيوعية الوحيدة في مصر وخارجها التي أيدت استيلاء الضباط الأحرار على السلطة لكنها عادت أدراجها واتخذت موقفا معاديا للسلطة بعد قمعها الدموي لإضراب عمال كفر الدوار وإعدام القادة العماليين والتأييد النسبي الذي قوبل به النظام الجديد من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1953. وقد تعرضت الحركة الشيوعية المصرية للقمع والملاحقة خلال السنوات القليلة التي أعقبت ذلك وقدمت مجموعة روما عونا ماديًا ومعنوياً كبيراً للرفاق في مصر وكثفت اتصالاتها بناشطي حركة أنصار السلام بقيادة يوسف حلمي وأيدت بنشاط مبادرته لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل.
لم تراجع الحركة الشيوعية المصرية موقفها من نظام عبد الناصر إلا عقب مؤتمر باندونج وتأميم شركة قناة السويس وصفقه الأسلحة التشيكية, حيث عدلت عن موقفها الأول واعتبرت النظام الناصري في مصر جزءً من القوى المناضلة ضد الامبريالية. وخلال أزمة السويس تحصلت مجموعة روما على معلومات سرية عن العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي الوشيك على مصر وحاولت تمرير تلك المعلومات لعبد الناصر ولم تشفع حتى تلك المحاولة لهنري كورييل في استعادة جنسيته المصرية.
تراجع نفوذ وأهمية مجموعة روما باضطراد مع تزايد محاولات توحيد المجموعات الشيوعية المختلفة عقب عام 1955 وقد أدى تأسيس الحزب الشيوعي المصري المتحد إلى إبعاد هنري كورييل عن اللجنة المركزية للتنظيم لكنه استعاد عضويته في اللجنة المركزية بعد عام ليفقدها بعد عام واحد بتأسيس الحزب الشيوعي المصري المتحد عام 1957 وامتدت هذه الإجراءات لتشمل كل مجموعة روما عقب قرار المكتب السياسي للحزب بحل المجموعة في أكتوبر 1957 وانتهى دور مجموعة روما في الحركة الشيوعية المصرية عام 1958 باتحاد كل الفصائل الشيوعية المصرية في الحزب الشيوعي المصري وقد انضم حزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري لهذه الوحدة بشرط مسبق هو إبعاد كل اليهود من قيادة الحزب الجديد.
ومن أهم المواقف التي اتخذها التيار الشيوعي المصري كانت انتفاضه الطلبة عام 1946 , ففي فبراير 1946 انفجرت انتفاضة شاملة في أغلب مدن مصر الكبرى تعبيراً عن فقدان الطبقات الحاكمة سيطرتها على جموع العمال والطلاب والفقراء في مصر نتيجة لعجزها الواضح عن إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
حيث اندلعت في التاسع من فبراير مظاهرة حاشدة ضمت عدة آلاف من الطلاب إثر عقد مؤتمر طلابي في جامعة القاهرة، وصدور قرارات تطالب بوقف المفاوضات مع البريطانيين، وجلاء القوات البريطانية فوراً عن مصر والسودان. سار الطلاب في اتجاه قصر عابدين لتقديم قراراتهم للملك فاروق، وبينما كانت المظاهرة تعبر كوبري عباس، فتحت قوات الجيش والشرطة الكوبري، وسقط العديد من الطلاب في النيل وأصيبت أعداد كبيرة منهم بجروح. وأثار هذا الحدث غضبًا شعبيًا هائلاً في مختلف مدن مصر أسفر عن زيادة حدة المظاهرات في الأيام التالية من 10 فبراير حتى الرابع من مارس. وخلال هذه الفترة القصيرة، تصاعدت حركة الطلاب وأخذت مضمونًا طبقياً جديداً، كان أوضح تعبير عنه هو تشكيل اللجنة الوطنية للعمال والطلبة يومي 18 و 19 فبراير بعد سلسلة اجتماعات شارك فيها ممثلون عن اللجنة الوطنية للطلاب التي تشكلت في صيف عام 1945 من عناصر نشطة وفدية وماركسية وإخوان مسلمين وممثلين عن اللجنة الوطنية العامة لعمال شبرا الخيمة وعمال المطابع ومؤتمر نقابات الشركات والمؤسسات الأهلية واللجنة التحضيرية لمؤتمر نقابات مصر ورابطة العمال المصرية. ودعت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة إلى إضراب عام يوم 21 فبراير أطلق عليه اسم "يوم الجلاء" وفي ذلك اليوم تجمع حشد يضم حوالي 100000 شخص بينهم 15000 عامل من شبرا الخيمة وحدها (كان عمال نسيج شبرا الخيمة بارزين بصفة خاصة في هذه الحركة) واصطدمت قوات الاحتلال البريطاني بهذه الجموع المحتشدة وأسقطت 23 قتيلاً و 121 جريحاً، وأصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي الطالب المصري. وفي اليوم التالي، دعت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة إلى القيام بإضراب عام ثان في الرابع من مارس أطلقت عليه اسم "يوم الشهداء". ورغم أن مظاهرات 4 مارس كانت محدودة داخل القاهرة، إلا أن مناطق أخرى مثل الإسكندرية والمحلة شهدت اشتباكات بين حشود كبيرة من المتظاهرين وبين القوات البريطانية، سقط فيها 28 قتيلاً و 342 جريحاً، وأغلقت الصحف والمصانع والمتاجر والمدارس أبوابها احتجاجًا في مختلف أرجاء مصر وكان أكبر إضراب في المحلة الكبرى وقتها ، حيث توقف 25 ألف عامل عن العمل في شركة مصر للغزل والنسيج.
و أيضا لا ينسى التاريخ المصري انتفاضه عام 1977 حيث كان الحزب الشيوعي المصري والاشتراكيون المصريون هم المحرك الأساسي لها حيث في مساء يوم 17 يناير 1977 وقف الدكتور/ عبد المنعم القيسوني – نائب رئيس الوزراء ورئيس المجموعة الاقتصادية – أمام مجلس الشعب، ليعلن عن قيام الحكومة باتخاذ مجموعة من القرارات الاقتصادية "الحاسمة والضرورية" التي تهدف إلى خفض العجز في ميزان المدفوعات، وذلك تحت ضغط الصندوق والبنك الدوليين، ومن أجل توقيع اتفاق معهما. كانت المحصلة الرئيسية لهذه القرارات هي تحميل الفقراء من المصريين أعباء مالية تقترب من 500 مليون جنيه سنويًا، تدفع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على شكل زيادة في أسعار جميع السلع الضرورية. باختصار، حدثت زيادة مباشرة في أسعار الخبز والسجائر البنزين والبوتاجاز والسكر والدقيق الفاخر والذرة والسمسم والحلاوة الطحينية والفاصوليا واللحوم المذبوحة والشاي والأرز والمنسوجات والملبوسات، بنسب تتراوح ما بين 30 % إلى 50 %. واليوم، وتحت مظلة نفس القرارات الحاسمة والضرورية لدفع الاستثمار وتخفيض عجز الموازنة، قلصت الدولة الدعم على مدى أكثر من عقد وتمضي قدما في تحرير خدمات الكهرباء والمواصلات والمياه وغيرها ملقية بعبء هائل إضافي على مستويات معيشة الفقراء المتدهورة أصلا. بل إن الصحف تنشر تقارير عن خطط مقبلة في الأسابيع القادمة لرفع سعر رغيف الخبز ليصل إلى عشرين قرشا.
في يناير 1977 انفجرت انتفاضة جماهيرية هائلة على مدار يومين كاملين، وبامتداد جميع المدن الرئيسية في مصر، لتسبب ذعرًا هائلاً داخل السلطة الساداتيه، اضطرها إلى التراجع السريع عن جميع قراراتها، واتخاذ مجموعة من التدابير القمعية. فقامت بفرض حظر التجول، وإنزال الجيش إلى المدن لقمع المظاهرات، بعد أن عجزت قوات الشرطة عن ذلك، وتم اعتقال المئات من الكوادر السياسية والآلاف من المتظاهرين. وقد اسمها الرئيس الراحل / محمد أنور السادات " انتفاضه الحرامية " ولكن صدر الحكم التاريخي في 19 ابريل لسنه 1980 واصفا ما حدث بأنه انتفاضه شعبيه ضد الغلاء والظلم والاستبداد.
واستمر نضال التيار المصري الشيوعي وتحركاتهم على مجال مقاومه القمع والظلم والغلاء ونذكر أيضا مواقفهم المشرفة من وقفات احتجاجيه ضد الاعتقالات التي كان يروح ضحيتها أعضاء في جماعه الإخوان المسلمين وكثيرون غيرهم عصفت بهم سلطه قمعيه ظالمه بكافه الطرق والوسائل المشروعة فأعضاء كثر من الحزب الشيوعي المصري أسسوا حركات نضالية أخرى مثل " حركه كفاية " وحركات نضالية أخرى تمخضت عنها في النهاية الثورة المصرية الشاملة الجامعة لكافه الأطياف في 25 من يناير عام 2011 .
سرد سريع لتاريخ حركه من أهم الحركات الثورية في مصر وهى الحركة الشيوعية المصرية المنبثق منها حركه الاشتراكيون الثوريون هؤلاء هم كما تحدثوا عن أنفسهم أحلامهم وقناعتهم ومبدءاهم وتاريخهم ومواقفهم منذ بداية ظهورهم في مصر حتى تلك اللحظة .