قالت وكالة الاناضول ان كأس العالم لكرة القدم يأتي هذه السنة مفعما بالآمال بالنسبة لعشاق هذه الرياضة الشهيرة في الكاميرون. آمال تتغذى من الأمجاد السابقة التي حققتها "الأسود التي لا تروض" حين تمكنت من بلوغ الدور ربع النهائي لمونديال إيطاليا سنة 1990 في سابقة افريقية. أما البعض الآخر، ففضلوا التحلّي ببعض الواقعية وعدم المجازفة بالتحليق عاليا، بالنظر إلى الأداء "غير المستقر" لمنتخبهم خلال السنوات الأخيرة فخلال فعاليات مونديال البرازيل لهذه السنة، يخوض المنتخب الكاميروني، اليوم الجمعة، مباراته الأولى ضد المنتخب المكسيكي معظم مشجعي الفريق من الجماهير الكاميرونية تحلم باستعادة أحداث مونديال 1990 بإيطاليا، حين بلغت "الأسود التي لا تروض" الربع النهائي، وكانت تلك المرة الأولى التي يتمكّن فيها منتخب افريقي من الوصول إلى ذلك المستوى في فعاليات كأس العالم على مرّ السنين. ومن جانبه صرح "باتريك تشونجي" أستاذ بمعهد ياوندي الثانوي، :" لقد تابعت المباريات الودية للمنتخب الكاميرون في إطار التحضيرات" لخوض فعاليات كاس العالم 2014، و"نحن ضمن مجموعة تضم فرقكبرى، غير أنني أعتقد أننا نمتلك حظوظا وافرة لبلوغ الربع النهائي.. سيكون الأمر صعبا، لكن لا يمكن منعنا من الحلم بذلك". وطالب مشجع كاميروني، من عشاق كرة القدم، يدعى "سيمون مفينج"أن "المنتخب الكاميروني يمتلك الكثير من اللاعبين الموهوبين، والذين خاضوا أفضل البطولات في العالم؛ مشيرا لدينا "صامويل إيتو" و"تشوبو موتينج"، وهذين اللاعبين يعتبران ظاهرة في كرة القدم حول العالم.. ثم ما قولكم في "ماتيب" في الدفاع، والذي يتميز بتكتيك عالى؛ كما ان "ألكسندر سونج" سيكون قادرا على السيطرة على وسط الميدان ولهذا، لا أرى سببا يمنعنا من الوصول إلى الربع النهائي، تماما كما حصل سنة 1990". وأضاف الصحفي المختص في الرياضة بصحيفة "اليوم" اليومية في الكاميرون "آشيل شونتزا" " تأهلنا لنهائيات كأس العالم لهذه السنة يعني أننا في مستوى المنافسة؛ الامر مرتبط بالمباراة الأولى؛ ففي صورة تمكن منتخبنا من تقديم اداء جيد أمام نظيره المكسيكي " المباراة ستكون اليوم ؛ الجمعة" سيكون ذلك بمثابة الدافع للوصول إلى الدور الثمن نهائي". وبحسب الوكالة فهناك وجهات نظر استندت في معظمها على أمجاد المنتخب الكاميروني سنة 1990، غير أنها غيبت ما يفرضه المنطق المبني على حقيقة تراجع أداء المنتخب الكاميروني خلال السنوات الأخيرة، وفقا لخبراء في كرة القدم. أما "جوزيف انطوان بيل" حارس المرمى الشهير السابق بالمنتخب الكاميروني لكرة القدم، قال، في اتصال، أن "الجميع يحتفظ في ذاكرته بالأحداث الجميلة لسنة 1990، لكن مالذي جرى إثر ذلك؟ وتحديدا سنة 1994 و1998، ثم في 2002 و2006؟ نحن لا نمتلك سوى مشاركة وحيدة ناجحة في كأس العالم، وبقية المشاركات منيت بالفشل، بيد أنّ العقل البشري عادة ما لا يحبّذ استحضار الفشل، وتقتصر الذاكرة على الركن المضئ فحسب"؛ وأضاف المستشار الرياضي الدولي قائلا "على المنتخب الكاميروني أن يتحلى، في كل الأحوال، بالتواضع والتركيز على النجاح". بينما يرى الصحفي الكاميروني المختص بالشئون الرياضية "ليوكاديا بونجيبان"، والذي يعمل حاليا لحساب ال "بي. بي. سي" الرياضية، أنه "لا يمكن التكهن بما ستتمخض عنه مباريات الأسود التي لا تروض.. فأحيانا، يلعبون بطريقة رائعة، تجدنا نجزم معها بأنهم قادرين على المضي بعيدا خلال المنافسات، ثم يحدث أحيانا بأننا لا نتمكّن من معرفتهم حين نتابع مباراة أخرى لهم.. إنهم يتغيرون مثل الحرباء، رغم أنهم أسود.. لذا، فمن الصعب التنبؤ بما سيكون عليه أداء المنتخب الكاميروني خلال مونديال البرازيل". من جهته يرى اللاعب الكاميرونى السابق "إيمانويل مابوانج كيساك"، والذى كان ضمن التشكيلة التي حققت الوصول إلى الدور ربع النهائي في مونديال إيطاليا لسنة 1990،أن "المنتخب المكسيكي بصدد التحضير لهذه المنافسة منذ 4 سنوات، وهو فريق قوي. أما المنتخب الكاميروني، فيمتلك لاعبين موهوبين، رغم انهم انطلقوا في التحضيرات بعد المنتخب المكسيكي بفترة طويلة.. رغم ذلك، أعتقد أنّ حظوظ الفريقين متساوية لتقديم أداء جيد". يكر ان الكاميرون والجزائر وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا هي المنتخبات الأفريقية الخمسة المشاركة في الكرنفال الدولي لكرة القدم لسنة 2014 في "ريو دي جانيرو" بالبرازيل، والذي انطلقت فعالياته منذ مساء يوم أمس الخميس في منافسة كروية من العيار الثقيل، يقول الخبراء والملاحظون إنّ المفاجآت التي ستتمخض عنها ستبعثر أغلب التكهّنات.