علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على هجوم حركة "طالبان" الباكستانية على مطار كراتشيجنوبباكستان، قائلة إن الحركة شهدت قبل أسبوع، أعمال تناحر عنيفة أدت إلى انقسامها إلى فصيلين، فضلاً عن انهيار محادثات السلام مع الحكومة، وقيام طائرات عسكرية بقصف مخابئ الجماعات المسلحة في الحزام القبلي. وأضافت أن "طالبان" ردت على ذلك القصف أمس الأول الأحد، بقيام فرقة من الانتحاريين، الذين تنكروا في زي قوات الأمن الحكومية، باقتحام مطار كراتشي الدولي بعد حلول الظلام. وذكرت أن مسؤولين حكوميين باكستانيين قالوا إنهم حملوا معهم الطعام والماء والذخيرة، وأنهم يستعدون على ما يبدو لحصار طويل، وطموحات كبيرة وربما لاختطاف طائرة تجارية أو لتفجير مستودع للنفط، أو لتدمير طائرات على مدرج الإقلاع. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انتهاء المعركة قبل ساعة من فجر أمس، الاثنين، صرح مسؤولون بأن المتشددين قتلوا 19 شخصا على الأقل، بينهم أربعة من موظفي شركة الطيران الوطنية /الخطوط الجوية الباكستانية الدولية/، وقال ضابط كبير بالجيش، رفض الكشف عن هويته، إن سبعة من المهاجمين قتلوا في المعركة، ولقي ثلاثة آخرون حتفهم عندما فجروا سترات ناسفة كانوا يرتدونها. وقال أحد قادة حركة "طالبان" الباكستانية - في اتصال هاتفي من مقاطعة وزيرستان- إن الجهاديين الأجانب شاركوا في تلك العملية ردا على الغارات الجوية العسكرية الأخيرة على وزيرستان والتي استهدفت الأوزبك، مضيفاً "إن حركة أوزبكستان الإسلامية كانت دائما مصدر قوة كبير لنا". وذكرت الصحيفة أنه بعد خمس ساعات من شن هذا الهجوم، لقي المهاجمون العشرة حتفهم إما برصاص الجنود أو بواسطة تفجير السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها، إلا أن طبيعة هذا الهجوم الذي تميز بالجرأة والتهور هزت باكستان في الصميم وأعادت إلى الأذهان بعنف أن "طالبان" وبرغم كل انقساماتها تبقى قوة مرنة قادرة على استعادة حيويتها بدرجة مثيرة للدهشة، حيث امتد ذراعها بعيدا عن منطقة نفوذها في الحزام القبلي واستطاعت اختراق أكثر المطارات ازدحاما في كبرى المدن الباكستانية. وترى الصحيفة أنه يمكن لحركة "طالبان" تكوين شبكة دولية لتنفيذ هجمات متطورة، لتسبب بذلك مشاكل ليس لحكومة باكستان وجيشها فحسب ، بل أيضا للمصالح الأمريكية في أفغانستان. وأوضحت "نيويورك تايمز" أن قوة "طالبان" تكمن في شبكة التحالفات التي أقامتها مع الجماعات المتشددة في شمال وزيرستان - المنطقة القبلية التي تقع على الحدود الأفغانية، والذي برز منذ عام 2001 كمركز عالمي ينبض بالحياة لأموال وأيديولوجية الجهاديين ويذخر بمقاتلين من البنجاب، والشيشان، العرب ودول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى طالبان الأفغانية وقلة من الغربيين. وأشارت الصحيفة إلى أن كراتشي تشهد بالفعل اضطرابات سياسية، لكن هجوم "طالبان" يمثل هجوما نادرا على امتيازات المواطنين الأكثر ثراء في المدينة، وعلى الرغم من أن بعض رجال الأعمال الأثرياء من كراتشي تم اختطافهم على يد طالبان، إلا أن معظم الأغنياء يعزلون أنفسهم بعيداً عن عنف طالبان، والذي غالبا ما يستهدف القواعد العسكرية أو الشرطة أو الأسواق حيثما يتجمع الباكستانيون الفقراء. ونبهت الصحيفة إلى أن الجيش الباكستاني يئن تحت وطأة توترات مع رئيس الوزراء، نواز شريف، الذي يتشبث بفكرة أن محادثات السلام ما زالت قادرة على إنهاء تمرد طالبان الباكستانية.