قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن إيران باتت منخرطة في الصراع السوري بشكل أكبر مما مضى، وكان دورها حاسما في تحقيق الأسد لانتصارات على المعارضة، من خلال مشاركتها المباشرة بجنودها أو عبر وكلائها في المنطقة كحزب الله، أو عبر حشد آلاف المتطوعين الشيعة من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب نظام الأسد. وأوضحت الصحيفة أن إيران قدمت التعازى فى وفاة أحد كبار ضباط الحرس الثوري الأسبوع الماضي، والذي قتل أثناء مشاركته في سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد. ووفقا للانباء فتشير إلى أن عبدالله اسكندري هو الضباط الإيراني رقم 60 الذي «يستشهد» في سوريا وخلال الجنائز والنصب التذكارية يتم نعي ومدح القتلى "لدفاعهم" عن ضريح السيدة زينب في دمشق. وحسب الصحيفة فان ايران مع حزب الله تقوم بإمداد بشار الأسد بالدعم العسكري والاقتصادي، الذي مكنه من قلب دفة الموازين خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات ؛ وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لإيران فإن نتائج هذه المعركة تعزز استراتيجيتها ذات المسارين، والمتمثلة في الضغط من أجل حل تفاوضي في سوريا، وفي الوقت ذاته تفعل ما بوسعها للتأكد من بقاء نظام الأسد، فطهران تريد أن تعطي الأسد المقدرة على التفاوض مع الثوار من موقع القوة. وأضافت الصحيفة أن مساعدة طهران للأسد كلفتها مبالغ طائلة وخسائر كبيرة في جنودها، إضافة إلى تشويه سمعتها بين دول الشرق الأوسط السنية، لأنها انخرطت في حرب طائفية بين السنة والشيعة، تقوم فيها قوات الأسد باستهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية. غير أن مدى الدعم المادي المقدم للأسد من إيران لا يزال غامضا، فتشير طهران إلى أنها دربت أكثر من 50 ألف عنصر من ميليشيات موالية للأسد، فيما تفيد بعض التقارير أنها حشدت آلاف الشيعة من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب نظام الأسد، ليس هذا فقط، بل تقوم طهران كذلك بتوفير الخبراء العسكريين لتدريب هذه الميليشيات الشيعية. ولفتت الصحيفة إلى ما قاله أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بأن بلاده تجهز أكثر من 130 ألف جندي من احتياطي الجيش الإيراني للخدمة إلى جانب بشار الأسد، وأنه قارن الحرب الأهلية السورية بصراع إيران مع الدولة العراقية خلال الحرب العراقيةالإيرانية المدمرة. ولفت قائد الحرس الثوري إلى أن النظام السوري لم يعد يواجه خطر الانهيار فيما تشير مواقع الإنترنت المرتبطة بالحرس الثوري إلى أن الحملة التي أشار إليها القائد لم تجمع سوى 3 آلاف متطوع . ونقلت الصحيفة عن جوبين جودارزي الخبير في الشأن الإيراني السوري بجامعة ويبستر بجينيف قوله: تؤدي إيران دورا كبيرا في تمويل النظام السوري، من حيث الأموال والمعدات والنفط، وكل ما يحتاجه النظام، تقوم هي بالإمداد. وأشار جودازري إلى أن إيران لن تتراجع عن أي دعم قد تراه حاسما بالنسبة لنظام الأسد. ولفتت الصحيفة إلى تصريح نائب الحرس الثوري الإيراني، الذي كال فيه المدح لسوريا «لانتصارها في أرض المعركة»، غير أن مساحات واسعة من الأراضي السورية ما زالت في أيدي المعارضة، ما يعكر حكم الأسد بعد أي انتخابات. وحسب الصحيفة فان الدور الإيراني لم يقتصر على دعم الأسد بالمال والسلاح، بل تقوم إيران أيضا بدور صناع السلام، فكان لها الفضل الشهر الماضي في بدء عملية تفاوض للثوار المحاصرين، انتهت بإخراجهم من حمص، العاصمة السابقة للثورة، بل إن إيران كان دورها حاسما في إقناع الأسد بالتخلي عن ترسانته الكيماوية، بحسب ما صرحت به مصادر إيرانية للصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مسئول إيراني بارز قوله ان سياستنا تجاه سوريا لم تتغير، فلا يحتاج الجيش السوري لمستشارين أجانب أو مزيد من الذخيرة أو جنود ليقاتلون إلى جانبه... الدور الذي نمارسه الآن هو الدور الذي مارسناه في الماضي.. فلم نزد من حضورنا أو أنشطتنا في سوريا.