: دفة الحرب المستمرة بسوريا منذ ثلاث سنوات تميل بشكل حاسم لصالح بشار سياسة أوباما تواجه انتقادات كثيفة وحادة بشأن سوريا استمرار واشنطن فى عدم جيران سوريا لتسيلح المعارضة خيار فاشل أخيرا وبعد 3 سنوات عجاف سلم المسؤولون الأمريكيون في أحاديث خاصة أن الرئيس السورى بشار الاسد لن يرحل إلى أي مكان قريبا على الرغم من سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لزيادة الدعم لمسلحي المعارضة المعتدلين في قتالهم ضد وهو الأمر الذى صار واضحا منذ أن ثار المعارضون السوريون قبل أكثر من ثلاث سنوات على الرئيس بشار الأسد الذي وساعتها وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة واضحة: على الأسد أن يرحل. ويأتي هذا التناقض بين التصريحات العلنية والتوقعات الخاصة تجسيدا للصعوبة التي تواجه إدارة أوباما في التعامل مع النزاع الفوضوي الذي يزداد تعقيدا في سوريا والذي يضع قوى العالم في مواجهة بعضها بعضا من موسكو إلى طهران وصولا إلى واشنطن. ويؤشر إلى استمرار سياسة هذه الإدارة في دعم جيران سوريا وتوفير مساعدة عسكرية على نطاق ضيق لمقاتلي المعارضة المعتدلين لقتال النظام مع استبعاد أي تدخل أمريكي واسع النطاق قد يؤدي - كما يقول المسؤولون هناك - إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى. أما حلفاء الأسد فيصورونه قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة يوم الثلاثاء المقبل على أنه واثق من نفسه ومسيطر على الوضع في حين تعتبر الولاياتالمتحدة الانتخابات مهزلة إذ أن المعارضة في معظمها غير ممثلة وغير قادرة على المشاركة. وقال أوباما في 28 مايو إنه سيعمل مع الكونجرس "لتكثيف الدعم للأطراف في المعارضة السورية الذين يقدمون البديل الأفضل" للأسد كما للمتطرفين الأكثر خطرا بالنسبة إلى أمريكا من الأسد نفسه. وعلى الرغم من ذلك الدعم اعترف مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في الأحاديث الصحفية بصعوبة الإطاحة بالأسد الذي قال في أبريل الماضي إن دفة الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات تميل بشكل حاسم لصالحه. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية رفض كشف هويته لحساسية الموضوع "لا أعتقد أن أحدا يملك انطباعا بأن تغيرا دراماتيكيا على الأرض سيحصل قريبا في سوريا." و أشار مسؤول رفيع في وزارة الدفاع إلى أن تفاصيل المساعدة الأمريكية الجديدة لا تزال غير واضحة إلى حد كبير ولكن صندوقا مقترحا لمكافحة الإرهاب قد يساعد جيران سوريا - مثل الأردن- في السيطرة على تدفق الأسلحة واللاجئين والمتطرفين إلى خارج سوريا. وقال المسؤولان إن الجيش الأمريكي قد يدرب مقاتلي المعارضة المعتدلين خارج سوريا. وأضاف المسؤول الرفيع في الإدارة الأمريكية أن "نوع التغييرات والبرامج التي نتحدث عنها لا تهدف لإحداث تغير دراماتيكي في الأسابيع المقبلة ومن غير المرجح أن تؤدي إليه". واستخدم الأسد بمساعدة روسيا وايران ومقاتلين من حزب الله اللبناني الدبابات والطائرات الحربية في مهاجمة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويتهمه خصومه بأنه يسنخدم الغازات السامة لإجبار المدنيين في هذه المناطق على الخضوع. وواجهت سياسة أوباما بشأن سوريا انتقادات كثيفة على عدة جبهات وخصوصا بعد فشله في المضي قدما في خطواته بعد إعلانه أن استخدام سوريا للأسلحة النووية يجتاز خطا أحمر وسيواجه بالقوة وبينما يتعمق النزاع يلاقي جيران سوريا مثل لبنانوالأردنوتركيا صعوبات في احتواء نتائجه. ويصارع لبنان مع موجة من اللاجئين زادت عدد سكان هذا البلد الصغير بنسبة الثلث تقريبا. في حين يصد العراق عودة في أعمال العنف تعود في جزء منها إلى الصراع في سوريا كما ان بقاء الأسد في السلطة يجعل القيادة في تركيا محبطة ومكشوفة. وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي في حديث أجراه أخيرا مع رويترز والخدمة الإخبارية لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون "ربما ينتخب الأسد ليكون رئيسا لسوريا لكنه لن يسيطر عليها." وقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية مساعدات لمقاتلي المعارضة أكثر من أي دولة أخرى وأنفقت أكثر من 250 مليون دولار أمريكي في "مساعدات لا تتضمن معدات قتالية" للمعارضة من ضمنها معدات اتصال وشاحنات لكن خطواتها لتعزيز مقدرات مقاتلي المعارضة العسكرية لم تكن راسخة بشكل مماثل. وبدأت الإدارة الامريكية في العام الماضي برنامجا سريا على نطاق ضيق لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلين في الأردن إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم لا يتوقعون أن يعطي هذا الأمر وحده مقاتلي المعارضة اليد العليا في القتال. وفي سبتمبر الماضي اتفق الأسد مع أمريكاوروسيا تحت تهديد بضربات جوية أمريكية على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بأكملها لكن دمشق لا تزال حتى الآن تمتلك كمية كبيرة من مخزوناتها المعلنة من المواد الكيماوية ولم تدمر منشآت الإنتاج والتخزين البالغ عددها 12 منشأة. وفشلت الجهود الدولية في جمع طرفي النزاع المتحاربين في سوريا والاتفاق على مرحلة انتقالية كما استقال المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي- كسابقيه- بسبب الإحباط ملقيا باللوم على المأزق الدولي في إعاقة قدرته على التوصل لاتفاق سلام. وقال فريد هوف وهو مبعوث خاص سابق لوزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا وباحث رفيع حالي في مركز رفيق الحريري التابع لمجلس الأطلسي إن "الخيار بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي هو إما القبول بالتقسيم غير المستقر والسائد على أرض الواقع في سوريا أو تحاول أن تقوم بشيء لعودة الأمور إلى سابق عهدها."