فى المقال السابق تحدثت عن نساء فى زمننا حرائر يفعلن أفعال الجوارى بعد أن أكرمهن الله بأن ولدن حرائر فإذا بهن يخترن أن يكن جوارى فى السلوك والتصرفات، وهنا أحدثكم عن رجال فى زمننا من الله عليهم بأن ولدوا أحرارا فإذا بهم يتخلقوا بأخلاق العبيد. العبد لا يخرج لصلاة الجمع والأعياد إلا بإذن سيده وهى عليه ليست واجبة، وفى زمننا رجال لا يخرجون لصلاة الجمع والأعياد بلا سبب إلا السهر فى الملاهى وأمام أسوأ الشاشات. العبد لا يستنكف أن تنفق عليه سيدته لأنه لا يملك، وفى زمننا رجال لا يستنكفون أن تنفق عليهم زوجاتهم وهم يملكون. العبد لا يرى بأسا من أن تخرج زوجته أوابنته عارية الرأس وأن تظهر أجزاء من جسدها، وفى زمننا رجال لا يستحون من خروج نسائهم معهم كاسيات عاريات بل ويصفقون لهن أثناء الرقص فرادى أو فى أحضان الرجال. العبد لا يستاء من كثرة خروج نسائه ودخولهن لخدمة أسيادها، وفى زمننا رجال يشجعون نساءهم على الخروج والدخول بلا داع وأحيانا الاحتكاك بالرجال والخلوة بهم بل والنوم معهم فى فراش واحد تحت مسمى الفن والحرية والإبداع. العبد لا يرى عيبا فى أن يزوجه سيده إن أراد وينفق عليه لأنه لا يملك مالا كما لا يمكنه أن يتزوج بدون إذن سيده، وفى زمننا رجال لا يرون عيبا فى أن تتحمل المرأة تكاليف الزواج بل وأحيانا تنفق عليه وعلى أبنائه وعائلته لأنها أغنى منه، ألا ترون معى أن فى زمننا رجال بأخلاق أسوأ من أخلاق العبيد حقا إنه زمن الجوارى وأخلاق العبيد.