عاجل- رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددي BRT نقلة حضارية وصديقة للبيئة لخدمة المواطنين    حسن سلامة: قصف قطر اغتيال لعملية التفاوض وليس مجرد استهداف لقادة حماس    موعد مباراة أرسنال المقبلة عقب الفوز على نوتنجهام والقنوات الناقلة    أنس صالح معدًا بدنيًا لطائرة الزمالك    أبو حطب يتفقد التجهيزات النهائية لمعرض "أهلاً مدارس" لبيع المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة    الأرصاد: غدا طقس شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة رطب ليلا والعظمى بالقاهرة 36    في دورته الأولى.. مهرجان بورسعيد يعلن لجنة تحكيم مسابقة الطلبة    وزير الثقافة يُشارك في ملتقى «جائزة الباندا الذهبية» بالصين    تربية أسيوط تعلن عن تنظيم دورة إعداد المعلم الجامعي    سعر الفضة اليوم السبت 13 سبتمبر 2025| رقم جديد للسبيكة وزن كيلو    أحمد عادل عبد المنعم: لو الأهلي طلبني فرد أمن لن أرفض أبدا    ننشر استعدادات العام الدراسي الجديد في دمياط    تعدى على الملكية الفكرية.. ضبط مخزن شحن داخل شركة غير مرخص بالقاهرة    تفاصيل إنهيار بأحد المنازل دون حدوث أي خسائر بالأرواح أو الممتلكات    السجن المؤبد لأم وزوجها قتلت ابنها بسبب علاقة جنسية في نهار رمضان بالإسكندرية    ترامب لدول الناتو: مستعد لفرض عقوبات كبيرة على موسكو إذا أوقفتم شراء النفط الروسي    قصف إسرائيلي يستهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة    استعدادًا للافتتاح العالمي.. مدبولي يتفقد "الممشى السياحي" الرابط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات    محافظ كفر الشيخ: إنشاء مستشفيات جديدة وتوسيع أسطول الإسعاف إلى 108 سيارات    «الصحة» تنظم ورشة عمل للتدريب على الفحص الميكروسكوبي للملاريا    مصر وناميبيا تبحثان دفع العلاقات الثنائية والتعاون التجاري    اختيار جامعة القاهرة ضمن قائمة الأفضل عالميا في مجال الاستدامة البيئية خلال 2025    التاريخ ليس حواديت قبل النوم    التضامن الاجتماعي: تقديم منح ل 206 جمعيات بأكثر من 257 مليون جنيه في 6 أشهر    «بلاش تقطيع».. رسائل نارية من ميدو ل مهاجمي الخطيب    عمر خالد يحتل المركز السادس في نهائي كأس العالم للرماية بالصين    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام هامبورج في الدوري الألماني    اجتماع موسع لبحث الأعمال المقترح تنفيذها بالأقصر والمحافظات ذات الواجهة النيلية    محافظ البنك المركزى: الموارد المحلية من العملة الأجنبية سجلت مستوى قياسيا فى أغسطس    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع «جنة 4» بالشيخ زايد    الأنبا بقطر يرسم 117 شمامسة للخدمة في إيبارشية ديرمواس    «التعليم» تطلق مدارس تكنولوجيا تطبيقية جديدة في تخصص الدواء    ضبط 1501 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    غلق باب تسجيل الرغبات بتنسيق الدبلومات الفنية خلال ساعات    برواتب تصل ل96 ألف جنيه.. العمل: توافر 50 فرصة عمل بمهنة التمريض في الإمارات (تفاصيل)    وزير الخارجية من ماسبيرو: قضية المياه وجودية لمصر ولا يمكن التهاون في شأنها    «معشتش طفولتي».. أحمد سعد: لجأت لطبيب نفسي للتخلص من شعور إرضاء الآخرين    أحمد حلمي ينفي رده على تصريحات سلوم حداد    وزير الخارجية يستقبل مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو    رئيس الوزراء يتفقد الممشى السياحى ضمن جولته لمتابعة استعدادات افتتاح المتحف المصرى    من ال BBC إلى ماسبيرو.. ياسمين القفاص: هربت من الدبلوماسية إلى الإعلام| حوار    تدمير مدرسة وإخلاء جماعى للمدنيين.. جيش الاحتلال يواصل قصفه لمخيم الشاطئ    هدنة 3 أشهر.. تفاصيل بيان مصر والسعودية والإمارات بشأن الحرب في السودان    صحة الإسكندرية تتخطى أكثر من 5 ملايين خدمة صحية خلال شهرين    الصحة: إجراء 2 مليون و863 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    وزير الصحة يتلقى تقريرًا يفيد بتنفيذ مرور ميداني على 37 مشروعًا صحيًا جاريًا ب13 محافظة    مسيرة بشوارع قرية الغنيمية بالشرقية احتفاء بتكريم من حفظة القرأن الكريم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : اهلاً بالفرح !?    إصابة 13 شخصا في انقلاب ميكروباص بشرق العوينات    الأنبا إبراهيم إسحق يختتم المؤتمر السنوي للجنة الأسقفية للشباب بالكنيسة الكاثوليكية بمصر    157 يومًا على رمضان 2026.. يبدأ 19 فبراير فلكيًّا    طقس الإسكندرية اليوم.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة والعظمى 31 درجة    ما هي أسعار كتب طلاب المدارس الرسمية للغات والمتميزة للعام الدراسي 2026؟    تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري.. الدباغ يقود الهجوم    مواعيد مباريات اليوم في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    عاجل - من البر إلى الجو.. كيف ضربت إسرائيل الجهود القطرية والمصرية والأميركية في هجوم الدوحة؟    «البحوث الإسلامية» يحذر من خطورة تراجع القيم والتشكيك فى ثوابت الدين    دعاء فجر يوم الجمعة.. لحظة تفتح أبواب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين المليونية.. هل دم السوريين ماء يا طليعة مصر؟!
نشر في المصريون يوم 11 - 01 - 2012

عندما كان النظام الصهيونى فى تل أبيب يقصف أهلنا الأحبة فى غزة فى مثل هذه الأيام منذ ثلاثة أعوام كان المصريون تتقدمهم الطليعة الإسلامية يتظاهرون كل جمعة، وطوال الأسبوع كانوا فى المدارس والجامعات ينتفضون احتجاجاً على هذه المجازر الوحشية التى ارتقى بها نحو ألف وأربعمائة شهيد..
نذكر فى مصر هذه الأيام جيداً، كنا نعانى من نظام هو أحد أسوأ الأنظمة القمعية التسلطية التى عرفتها مصر والمنطقة العربية، مع ذلك لم يحل ذلك دون أن يظهر المصريون عموماً، و"الإسلاميون" خصوصاً لأهلنا المرابطين فى الأرض المباركة.. وفى تلك الأثناء، وبرغم حظر التظاهرات وخشية النظام من أن تتحول أى مناسبة لفرصة للثورة ضده إلا أنه لم يتمكن من وأد الشعور الإسلامى الجارف إزاء ما يحصل، ولم يرد أن يصادم كل هذه الجموع التى بدت متحمسة للتظاهر لاسيما أنه كان يغلق معبر رفح فى وجه الجرحى واللاجئين، ومن ثَم فإنه لم ير داعياً لإغلاق الباب فى وجه المحتجين، لكنه عمل على "ترشيد" و"ضبط" تظاهراتهم.
كنا فى مصر فى هذا الوقت، وتحديداً منذ يوم 27 ديسمبر 2008 بداية العدوان وحتى نهايته فى يناير التالى ننتفض كغيرنا من سائر الشعوب المسلمة حرقة، ونتفطر ألماً من لوعة ما يحدث لإخواننا الأبطال.. كنا ندرك أن الدم الفلسطينى ليس ماء، ولا "بيبسى كولا" مثلما تهكم الشاعر اللاذع أحمد مطر من قبل فى إحدى قصائده؛ فبادرنا إلى أقل ما يمكن أن نقدمه من تضامن إزاء هؤلاء الأشاوس فى غزة الذين كانوا أفضل حالاً من إخواننا فى سوريا لأنهم كانوا على الأقل يتمترسون بأجنحة عسكرية وأجهزة أمنية مسلحة تستطيع أن تصد الهجوم البرى، وتبادل الغزاة النار، وتشتبك معهم برغم قلة العتاد.
الآن، والنظام الصهيونى الحاكم فى دمشق يرتكب أكثر مجازره فظاعة، ويزيد من وتيرة عدوانه على الشعب السورى المسلم تزامناً مع وصول شهود الجريمة العرب، ويتجاوز فى كل يوم ما كان يرتقى فى غزة، ويتآمر على هذا الشعب أنظمة كثيرة فى الشرق والغرب، وتخنس فيه الأنظمة العربية خوفاً من إغضاب سيدها الأمريكى، وخشية من استفزاز واستعداء يده المطلقة فى الخليج العربى/إيران؛ أفلا يكون لطليعة الشعب المصرى وقفة أخلاقية وكلمة مسموعة وحضوراً تاريخياً وموقفاً يغسل عار مصر من شهود هذه الجريمة النكراء دون تحريك بنان أو إصدار بيان احتجاجاً على هذا العدوان الوحشى على أبدال الشام ودرع الإسلام وعنوان الفداء؟!
فما الذى يغل أيدينا؟ أهى الفترة الانتقالية التى نريد أن نبدو فيها ملكيين أكثر من الملك؟!
إن شيئاً من إظهار سياستنا الخارجية هو استعلاء بمنهجنا ومكاشفة ووضوح أمام الجميع، بأننا نريد لمصر ألا تكون مصر مبارك، وإنما مصر العزة وشارة العرب وشامة المسلمين، أو لا؛ فلا أقل من أنها مصر التى تحترم حقوق الإنسان أى إنسان إن لم يكن عربياً أو مسلماً، وتأنف من رؤية الدم الطاهر يسفك بلا جريرة، وتستنكف أن ترى فى لحظة الضعف والهوان وشهادة الزور..
وما الذى يكبلنا مواقفنا؟ أهو الرغبة فى عدم "إحراج" حماس؟!
نعم، هى الحركة محشورة الآن فى زاوية ضيقة صعبة، لكن ذلك لا يعنى أن تنحشر كل حاضنتها ومرجعيتها الدولية فى مساحة غزة الصغيرة مع تقديرنا الكامل لأهلها ، إن أكثر من ثلاثين مليوناً يعانون الأمرين فى سوريا، ويكتم ملايين غيرهم أنفاسهم فى لبنان خشية الفتك بهم، ويتطلع عشرات الملايين غيرهم فى العراق وحتى الأقلية المضطهدة فى إيران، والعديد من البلدان للمشهد فى سوريا أملاً فى الفكاك من هذا الأخطبوط/المحور العدوانى الرهيب؛ فأين تتموضع طليعة مصر الجديدة فى هذه الخريطة التى يعاد رسمها بإرادة شعبية فولاذية سيحكيها التاريخ يوماً ويغض الطرف عنكم.
ولا يظنن ظان أبداً أن القيم والأخلاق يمكن أن تتجزأ، وأن الأولويات يمكن أن ترحل، وأن التاريخ سيرحم؛ فمصر تعيش لحظة يمكنها فيها أن تشهد مليونيات بلا استئذان وبلا حسابات كثيرة ويقف عشرات الآلاف حول السفارة الصهيونية لحكام دمشق بالقاهرة مثلما وقفت الآلاف من قبل حول السفارة الصهيونية لتل أبيب، ليعلم العالم كله، الذى يساند الطغمة الحاكمة فى سوريا أن لأهلنا رجالاً هنا فى أرض الكنانة لا يرضون بالضيم والهوان ويأبون أن دينهم وكرامتهم وقيمهم وأخلاقهم أن يمس السوريون بأذى وهم يعالجون هنا حسابات وهمية ويستدرجون بعيداً عن مشاكل مصر القومية الرئيسية وأمنها الممتد حتى الشام، وعراقتها وتاريخها المساند لكل الشعوب الحرة فى المنطقة العربية والإسلامية، ويعلمون أن موقف النظام الحاكم فى مصر الآن من الثورة السورية لا يمثلنا كمصريين نعرف معنى الأخوة الإسلامية والعربية، وندرك كوننا الدولة الشقيقة الكبرى لكل شعب يعيش تحت نير القهر والاستبداد فى عالمنا العربى.
إننى أدعو طليعة المصريين اليوم، الذين زكاهم شعبنا الثائر، ومنحهم ثقته، وفوضهم الحديث نيابة عنهم أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يترفعوا على كل خلاف، ويطرحوا كل حساب، ويهبوا لتخفيف الأذى عن امتداد مصر الطبيعى (أرض الشام)، ويتنادون إلى مليونية حاشدة، تضع القاطرة المصرية على السكة الحقيقية لاستعادة دورها الأخلاقى قبل الإقليمي، وهما صنوان لا يفترقان.
ليقولوا إنكم قد تركتم مشاكل مصر وانشغلتم ب"الآخرين"، أو أنكم تتاجرون بالآلام.. ليكن، لكن ليفهم الجميع أن اغتصاب مئات الحرائر فى سوريا، وسحل آلاف الجثث، وتعذيب عشرات الآلاف ليس أهون عند أحرارنا من نساءنا ورجالنا وأطفالنا..
لنثر فى الميدان بجموع هادرة تخرق أصواتها جدار الصمت والتواطؤ وتصل بصداها إلى تحت عرش الطاووس الأسدي، وليسبق موقف الشعب المصرى مواقف الساسة ووفودهم ولجانهم الهزيلة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.