أثار مقتل رئيس تحرير صحيفة "برنيق" الليبية ببنغازي أمس الأثنين ، ردود أفعال غاضبة من قبل الجهات الرسمية والإعلاميين بالبلاد والتي دعت لإتخاذ إجراءات تشريعية وقضائية على الفور لوضع حد للإفلات من العقاب وإتاحة المجال لسيادة القانون مع ضمان حماية واحترام حرية التعبير والإعلام ، التي تعتبر شرطا أساسيا لإقامة مجتمع ديمقراطي مستدام في ليبيا. ونعت الحكومة الليبية المؤقتة ، الشهيد الصحفي والإعلامي، مفتاح عوض بوزيد ، رئيس تحرير صحيفة برنيق ، الذي طالته أيادي الغدر في بنغازي. وأكدت الحكومة في بيان لها ، إصرارها على المضي قدما في مكافحة الإرهاب دون هوادة ، مشددة على أن القوى الإرهابية بفعلها هذا لن تستطيع إطفاء شعلة الحرية التي أوقدتها ثورة السابع عشر من فبراير بدماء شهدائنا الأبرار. من جانبها ، أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" بأشد العبارات اغتيال رئيس تحرير صحيفة " برنيق" الليبية مفتاح بو زيد فى وقت سابق أمس الاثنين ببنغازى. وذكرت المنظمة فى بيان صحفى اليوم - أنه تم استهداف مفتاح بو زيد "بشكل وحشى" لدى نزوله من سيارته بوسط بنغازي ، حيث ظهر مسلحون مجهولون على متن سيارة قبل أن يطلقوا عليه ثلاث رصاصات أصيب على إثرها في الرأس والبطن ، ولفتت إلى أنه عشية اغتياله ، حل بو زيد ضيفا على القناة الفضائية "ليبيا لكل الأحرار" لمناقشة الأحداث الأخيرة في البلاد والسياق السياسي والأمني الحالي الذي يبعث القلق بشكل متزايد..كما أنه وقبل ذلك ببضعة أيام ، كان قد صرح لصحيفة "القدس العربي" بأنه تلقى مؤخرا تهديدا مباشرا بأن يغادر ليبيا خلال 24 ساعة ، وإلا تعرضت حياته للخطر. وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى استمرار تدهور وضع الإعلاميين في ليبيا منذ نهاية ثورة 17 فبراير، التي أدت إلى سقوط العقيد الراحل معمر القذافي ووضع حد لأكثر من أربعة عقود من حكم استبدادي تميز بتعتيم وتضليل إعلامي شديد ، وطالبت المنظمة غير الحكومية السلطات الليبية بفتح تحقيق في أقرب وقت ممكن لتوضيح أسباب هذا الاغتيال وتحديد هوية الجناة ، الذين يجب محاكمتهم أمام العدالة. وقالت لوسي موريون ، مديرة الأبحاث في المنظمة "نذكر بشدة أنه من الأهمية بمكان السهر على ضمان سلامة الصحفيين في الدولة الليبية الجديدة ، وإلا فإن وسائل الإعلام لن يكون باستطاعتها العمل بحرية . " وأضافت انه في ضوء المناخ السائد الذي يطغى عليه العنف ضد الإعلاميين في البلاد ، فإنه لا يمكن استبعاد السبب المهني في هذا الاغتيال المأساوي الذي ذهب ضحيته مفتاح بو زيد ، مضيفة أنه يجب اتخاذ إجراءات تشريعية وقضائية على الفور لوضع حد للإفلات من العقاب وإتاحة المجال لسيادة القانون مع ضمان حماية واحترام حرية التعبير والإعلام ، التي تعتبر شرطا أساسيا لإقامة مجتمع ديمقراطي مستدام في ليبيا.. وبدورها أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا اغتيال الصحفي مفتاح أبو زيد رئيس تحرير صحيفة "برنيق" في بنغازي ، ودعت السلطات الليبية إلى التحقيق في هذا العمل الإرهابي ، والإعلان سريعًا عن مرتكبي هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ، وتقديمهم إلى العدالة. وجاء في بيان للبعثة اليوم " إن حرية التعبير حق من حقوق الإنسان وينبغي ألا يدفع الصحفيون أرواحهم ثمنًا لقيامهم بعملهم والتعبير عن رأيهم بحرية... وتعد حرية التعبير إحدى الأهداف الرئيسية لثورة 17 من فبراير التي ضحى الشعب الليبي بالكثير من أجل تحقيقها". وقدمت البعثة تعازيها إلى أسرة أبو زيد ، واختتمت بدعوة البعثة الليبيين مجددًا إلى الامتناع عن اللجوء إلى العنف والدخول في حوار بناء للحفاظ على بلدهم. وإستنكرت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا اغتيال الصحفي مفتاح بوزيد رئيس تحرير صحيفة "برنيق" ، ووصفت الجماعة اغتيال بوزيد في بيان لها ب"العملية الإجراميّة" ، وطالبت في بيانها الحكومة الموقّتة والجهات المسؤولة بإجراء التحقيقات العاجلة وتقديم الجناة إلى العدالة . من جانبه، قال الإعلامي الليبي بشير زعبية رئيس تحرير موقع "الوسط" الإخباري " إن اغتيال رئيس تحرير صحيفة (برنيق) مفتاح أبوزيد هو فاجعة حقيقية لنا كصحفيين وإعلاميين" ، وقدم التعازي لزملائه والعاملين في الوسط الصحفي والإعلامي. ورأى زعبية في مداخلة هاتفية مع قناة "ليبيا لكل الأحرار" أن من وجه رصاصة الغدر إلى مفتاح أبوزيد رئيس تحرير صحيفة برنيق كان يقصد توجيه رسالة واضحة لتهديد الرأي الحر والفكر المستنير في ليبيا من قبل الإرهابيين الذين يهددون من يخالفهم في الرأي ، واضاف أن رسالة واضحة مفادها أن هؤلاء الإرهابيين باقون على منهج تصفية كل من يخالفهم الرأي ، ولن يعيروا اهتمامًا لصوت الشعب الذي أعلنه الجمعة الماضي في رفض الإرهاب ومحاربته ، ورأى أن "مرتكبي الجريمة يفرضون أنفسهم بقوة السلاح". ودعا زعبية الصحفيين والإعلاميين اللليبيين إلى الاصطفاف في مواجهة الإرهاب ، وأنه لا أحد يجادل في أن الإرهاب واضح في ليبيا ، وأضاف " التصفية جاءت مع الصحوة الشعبية في ليبيا ضد الإرهاب... وعلى الصحفيين والإعلاميين أن يصطفوا بكل ما أوتوا من الوسائل المشروعة لكشف الجناة والمتورطين ، ولا بد من العمل على الأرض لمواجهة الإرهاب والمتطرفين في ليبيا لكشف الإرهابيين وملاحقتهم وامتثالهم أمام العدالة".