قالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن دول الخليج العربية تستعد لاستقبال الرئيس المصري الجديد بتفاؤل كبير بعد أن يقول الشعب كلمته ويختار رئيسه بانتهاء الانتخابات الرئاسية اليوم وبدء مرحلة جديدة في حياة البلد الشقيق بحثا عن الأمان والاستقرار والحياة الكريمة وممارسة للدور الذي تستحقه مصر على المستويين الإقليمي والدولي. وأضافت فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "أهلا فخامة الرئيس" ذلك أن السلامة والأمن هما البند الأول على رأس قائمة أولويات فخامة الرئيس لأنه لا تقدم ولا تنمية ولا تعليم ولا صحة ولا حقوق للمواطن إذا لم يحضر الأمن وتتحقق السلامة للوطن وهو الأمر الذي وضح أن الشعب المصري مصمم على تحقيقه على يد الرئيس الجديد منذ اللحظة الأولى التي تبدأ منذ أداء القسم وممارسة المسؤولية من قصر الاتحادية الذي أخذ يتهيأ لاستقبال القادم الجديد بروحية مختلفة. وقالت "نقول بروحية مختلفة لأن رئيس مصر الذي ستحدده نتائج الانتخابات الرئاسية غدا الأربعاء سيكون رئيسا لكل مصر ولجميع المصريين حقا وحقيقة". واختتمت تعليقها " لذلك نقول إن قلوبنا نحن أبناء الخليج بل وأبناء الأمتين العربية والإسلامية مع مصر الدولة ومصر الشعب ومصر الإرادة الوطنية ومصر المستقبل الآمن ولذلك فإن فخامة الرئيس سيجدنا قلوبا مفتوحة وعقولا مشرعة واستعدادا غير محدود للوقوف إلى جانبه بكل ما نستطيع ونملك لأننا نحب مصر والمصريين". من ناحية أخرى اعتبر خبراء ومحللون أن المشاركة الواسعة فى الانتخابات الرئاسية «صفعة» جديدة لتنظيم الاخوان والجماعات المؤيدة له، مفادها «عودوا الى جحوركم». وقالوا ل«عكاظ» إن إقبال جموع المصريين بمختلف طوائفهم للخروج بهذا الحجم يؤكد إصرارهم على استكمال خارطة المستقبل، والتأكيد على شرعية «30 يونيو»، وأن تهديدات جماعات العنف والإرهاب لم ولن تخيفهم. وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع إن المشاركة الكثيفة في الانتخابات رسالة واضحة للعالم أن تهديدات وارهاب جماعة الاخوان والتنظيمات التابعة لها لم ولن تخيف الشعب المصرى أو تكسر عزيمته. ودعا الاخوان وأنصارهم إلى أن يعودوا الى «جحورهم»، مؤكدا أن الشعب المصرى رد بشكل عملى على إرهاب الإخوان من خلال المشاركة فى اختيار رئيسه. وأكد أن ارتفاع نسبة الإقبال استفتاء جديد على شرعية 30 يونيو. ورأى استاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن أن المشاركة الكثيفة دفعة قوية وجديدة لشرعية 30 يونيو وخارطة الطريق، وتأكيد على أن الشعب انفض عن الإخوان وتنظيماتهم. وقال إن الإقبال الكثيف من الناخبين أسقط أكاذيب تنظيم الاخوان وخاصة على المستوى الدولى بمعنى أنه جعلهم «عراة». أما الدبلوماسي والسياسى الدكتور مصطفى الفقي فأكد أن ما حدث أمس أبلغ رد على نهج الإخوان، وفتاوى تحريم المشاركة، مؤكدا أن هذا الشعب الأبي لن تنكسر ارادته ولن يرهبه الاخوان أو غيرهم من جماعات العنف. وقال إن ارتفاع نسبة المشاركة تأكيد على أن المصريين مصرون على بناء المستقبل واستكمال خارطة الطريق، وأن يكونوا طرفا فاعلا فى تحديد مصيرهم ومستقبلهم. من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي مصطفى بكري أن الملايين التى خرجت للمشاركة فى الانتخابات، هى نفسها التى خرجت فى 30 يونيو لإسقاط الاخوان وعزل مرسي، وهى نفس الملايين التى خرجت في يوليو لتفوض السيسي لمواجهة الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار. وأفاد عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية المصرية المهندس ياسر قورة أن هذه الجموع أكدت أن المصريين على قدر المسؤولية، وأنهم مصرون على استكمال ثورتهم، والتأكيد على شرعية 30 يونيو، وعلى فشل مخططات الإخوان. وقال إن الكثافة التصويتية رد عملي على كل ما يروج له دعاة العنف والإرهاب. بدوره، أوضح عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الاحرار الدكتور محمود العلايلى أن مشهد المصريين أمام صناديق الاقتراع يمكن تحديده فى عدة نقاط: أولها إدراك طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، ثانيها أن رجل الشارع البسيط جاء لينتخب الاستقرار وخارطة المستقبل، وشرعية 30 يونيو، وليقول لا لتنظيم الاخوان. فى سياق متصل توقع محللان سياسيان، أن تقود انتخابات الرئاسة المصرية إلى إنهاء حالة الفوضى، وتدشين مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار، وهو ما سوف يؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية، وهو ما تحتاجه مصر بقوة خلال المرحلة المقبلة. وأفاد الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد جمال مظلوم، أن انتخابات الرئاسة استكمال لخارطة الطريق التي ترتكز على المصادقة على الدستور، الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية. وأضاف أنه رغم إعلان بعض الفئات مقاطعة الانتخابات، إلا أنها غير مؤثرة إطلاقا على المشهد الانتخابي ولا تمثل سوى نسبة بسيطة مقارنة بالرغبة الشعبية الجارفة التي أثبتت رغبة الشارع المصري في اختيار رئيسه المقبل في عملية ديموقراطية حقيقية. وقال الدكتور مظلوم إن الشعب يريد مصر دولة وسطية وقوية، وحكومة تهدف إلى زرع الاستقرار وتحقيق الامن والعدالة وتستطيع تقديم الخدمات للناس في كل أرجاء الوطن المصري، وهو ما دعا المصريين في ثورة 30 يونيو إلى التحرك والانتفاضة ضد تسييس الدين وفرض الحزب الواحد على القوى المصرية ووأد الحريات والديمقراطية والتي هي أساس نسيج المجتمع المصري. من جانبه، أشار المحلل السياسي فضل البوعينين إلى أن الانتخابات المصرية تشكل بداية لمرحلة جديدة ينتظرها المصريون الباحثون عن الأمن والاستقرار والتنمية، وينتظرها أيضا العالم العربي الذي فقد مصر ودورها المؤثر خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقال إن الانتخابات المصرية مهما كانت نتائجها ستنهي مرحلة من الفوضى والقلاقل وانهيار الاقتصاد. وأشار البوعينين إلى أن الجميع ينتظر الخروج من عنق الزجاجة وإعادة مصر لوضعها الطبيعي، وهو أمر لن يتحقق إلا من خلال الانتخابات النزيهة والحكم الرشيد الذي يجعل مصالح المصريين في المقدمة. وأعرب عن اعتقاده بأن الاقتصاد المصري سيكون أكثر الرابحين من هذه الانتخابات، فالأمن والاستقرار قاعدة الاقتصاد والداعم الأكبر له، مضيفا أن المستثمرين بشكل عام لا يقدمون على ضخ استثماراتهم ما لم يكن هناك استقرار وأمن، إضافة إلى أن مرحلة تعطل السياحة الداعم الأكبر للاقتصاد المصري ستنتهي في مرحلة ما بعد الانتخابات وتولي الرئيس الجديد مقاليد السلطة. وتوقع البوعينين أن تؤدي انتخابات الرئاسة إلى تدشين عهد جديد في مصر، لتحقيق الأمن والاستقرار وهو ما سوف تنعكس نتائجه الإيجابية ليس على مصر فقط بل وعلى العالم العربي والمنطقة برمتها.