أصيبت مظاهر الحياة العامة في الأردن اليوم السبت ولليوم الثالث على التوالي بالشلل التام نتيجة تأثر البلاد بمنخفض جوي عميق هو الأقوى منذ نحو عشر سنوات حيث صاحبه تساقط كثيف للثلوج وغزارة في الأمطار في بلد يصنف بأنه رابع أفقر دولة مائيا على مستوى العالم إذ ينخفض مستوى حصة الفرد فيه من المياه إلى ما دون 150 مترا مكعبا سنويا. وأدت العواصف الثلجية وبرودة الطقس الشديدة وتدني مستوى درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في العاصمة عمان والمحافظات الأردنية إلى تعطل حركة الحياة بشكل عام وإغلاق الكثير من الطرق أمام حركة السير. وقد التزم المواطنون منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى كما تعطلت المدارس والجامعات ومعظم مناحي الحياة بشكل كبير. وفي كثير من شوارع عمان وسائر المحافظات الأردنية أغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها، وكذلك الأمر بالنسبة للمؤسسات والوزارات الحكومية التي اعتاد أغلب موظفيها على المغادرة وطلب الأجازة في مثل تلك الأجواء، خاصة أن تساقط الثلوج تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع والتزم الجميع البقاء في المنازل وسط طقوس معتادة حول المدافيء لاسيما بعد إعلان مديريات التربية والتعليم في العاصمة عمان والمحافظات عن تعطيل المدارس حيث استبدل طلاب المدارس والجامعات حصصهم التعليمية بحصص طويلة شيقة بتشكيل الكرات الثلجية وقذفها على المارة والسيارات وممارسة الرياضة على الثلج مما دعا دائرة السير المركزية المواطنين إلى تنبيه المواطنين للاحتفال بطرق لا تؤذي الآخرين ولا تؤثر على حركة السيارات والمارة رغم تراجعها بشكل ملحوظ. وقال مدير الدائرة العميد عدنان فريح اليوم السبت "إن خروج السيارات كان لافتا وأكثر مما هو متوقع في مثل هذه الظروف حيث أدى الوقوف العشوائي في بعض الطرقات من أجل اللعب بالثلج إلى إعاقة حركة السير وتعطيل العمل على فتح الشوارع، كما أهاب بالمواطنين الانتباه إلى قيام البعض وخاصة الأطفال برمي كرات الثلج على السيارات المارة ما قد يتسبب بوقوع حوادث أو مشاجرات" ، مشيرا إلى أن عمان شهدت خلال ال(24) ساعة الماضية وقوع 402 حادث.