تعقد المبادرة المصرية للحقوق الشخصية غدا السبت لقاء مفتوحا حول كتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين للاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي. وذكرت ريم عبد الحليم الخبيرة الاقتصادية بالمبادرة أن كتاب بيكيتي "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" صدر في توقيت ذي دلالة، إذ يطل بمقولاته على عالم بات يغلي بهبَّات غضب شعبي وثورات في مختلف بقاع العالم، حيث تتصاعد أصوات الشعوب مطالبة باسترداد حقوقها الاقتصادية التي طالما سيطرت عليها القلة المهيمنة على السلطة والثروة. وأوضحت عبد الحليم في تصريح خاص لنشرة أخبار المجتمع المدني أن ما أكسب الكتاب شهرة كبيرة، هو قدرة بيكيتي على تقديم تحليل يتميز بالجدة والقوة لعلاقة النمو بالعدالة في توزيع الثروة، وقيام الكاتب بدراسة دقيقة لمؤشرات التفاوت الاقتصادي وتراكم الثروات عبر الزمن. وأضافت الخبيرة أن كتاب بيكيتى أفضى إلى عدد من الاستنتاجات المدهشة حول الثروات وكيفية تضخمها عبر الزمن، وإلى حقيقة أن النمو والتراكم الرأسمالي كان نتاجًا مباشرًا لعدم العدالة في توزيع الثروة. وفيما يخص مصر قالت عبد الحليم إن كتاب بيكيتى يضعنا أمام تساؤلات عديدة حول كيفية وضع وتبني آليات أكثر عدالة لإدارة وضع اقتصادي صعب تراكمت عليه عوامل الركود والتضخم والبطالة والفقر، ويدفعنا إلى التساؤل عمَّن سيتحمل تبعات حل الأزمة الراهنة، ومدى تأثير الحلول الاقتصادية المطروحة سواء من الدولة أو المؤسسات الدولية المانحة للخروج من الوضع الراهن. واختتمت عبد الحليم تصريحها بإن الآمال بقيت معقودة لعقود توالت على ما يمكن أن يحققه تراكم العوائد، لكن النتيجة كانت استشراء الفقر في عدد كبير من البلدان المرتبطة بالمنظومة الرأسمالية ومنها مصر، بينما بقيت قضية عدم العدالة تلقي بظلالها القاتمة على المجتمع وتؤرق حلمه في استدامة النمو. يذكر أن اللقاء يشارك فيه نخبة من الخبراء الاقتصاديين البارزين الذين سيطرحون قراءة للوضع المصري في ضوء ما ورد بكتاب بيكيتى ومنهم أحمد جاد الخبير الاقتصادي وعمر الشنيطي رئيس مجلس إدارة مجموعة مالتيبلز للاستثمارات والمعلق الاقتصادي وائل جمال، ويدير اللقاء الدكتورة ريم عبد الحليم الخبير الاقتصادي بوحدة العدالة الاجتماعية والاقتصادية بالمبادرة المصرية.