شنت القوات الباكستانية يوم الخميس أول هجوم كبير منذ سنوات على متشددي حركة طالبان بالقرب من الحدود الأفغانية بعدما فشلت عدة جولات من المحادثات التي تقودها الحكومة في إنهاء التمرد. وقال سراج أحمد وهو أكبر مسؤول حكومي في المنطقة لرويترز عبر الهاتف إن الهجوم استهدف معسكر ماتشيس القريب من عاصمة إقليم وزيرستان الشمالية. وشيد المعسكر في الأساس لايواء اللاجئين الأفغان لكنه يضم الآن مسلحين محليين وأجانب. وقال سكان إن طائرات هليكوبتر حربية سوت بالارض منازل ومجمعات في معسكر ماتشيس بينما حاصرت قوات برية المنطقة. وحلقت طائرات استطلاع بدون طيار باكستانية الصنع فوق المنطقة طوال فترة الصباح وهي المرة الآولى التي تستخدم فيها البلاد طائرات بدون طيار. وأدت الخلافات بشأن كيفية التعامل مع تمرد طالبان إلى توتر العلاقات بين رئيس الوزراء نواز شريف وجيش باكستان القوي الذي يضغط لش هجوم عسكري كبير. وكانت التكهنات بأن الجيش قد يشن هجوما في المناطق القبلية الحدودية تتصاعد فيما تعثرت محاولات الحكومة لادخال طالبان الباكستانية في محادثات السلام في الشهور الأخيرة. كما حدثت زيادة في الهجمات على المواقع العسكرية في الآونة الأخيرة. وقال المسؤول الحكومي سراج أحمد "أعلنا أمس انه يجب على الناس مغادرة المنطقة. صباح اليوم دخلت دبابات وبدأت طائرات هليكوبتر عسكرية في هدم المنازل في منطقة معسكر ماتشيس." وفي وقت لاحق قالت حركة طالبان الباكستانية إنها سترد على الهجوم. وقال القيادي الكبير في الحركة عمر خراساني "ليست هناك إمكانية للسلام إذا استمرت هذه الأعمال." ومضى يقول "سننتقم لدماء أشقائنا من رجال القبائل. إن شاء الله سينتصر الإسلام في يوم ليس ببعيد ويحكم العالم كله. كل ما نحتاج إليه قليل من الشجاعة لتحقيق ذلك." ووقعت الحكومة الباكستانية معاهدة عدم اعتداء غير رسمية مع مسلحين موالين للحكومة في المنطقة عام 2007 ولم يقع هجوم بري في المنطقة منذ ذلك الحين. وفي الشهور القليلة الماضية استخدم الجيش الطائرات بشكل متقطع في استهداف مخابيء المسلحين ويوم الاربعاء قصفت مقاتلات باكستانية ما يشتبه انها مخابيء مسلحين في وزيرستان الشمالية وقتلت عشرات الاشخاص. وقال الجيش يوم الاربعاء إن ضابطا بالجيش الباكستاني قتل في معركة بالأسلحة النارية مع متشددي طالبان في منطقة مير علي بالحزام القبلي.
