رغم حالة الانكماش الذي يشهدها الاقتصاد القومي في جميع القطاعات الاقتصادية في مصر والتي أدت في بعض الأحيان إلى إغلاق عدد كبير من المصانع والورش والمحال التجارية الصغيرة.. إلا أن هناك نشاطا اقتصاديا مرتبطا بالتعليم وهو الدروس الخصوصية والتي تزدهر في المراكز التعليمية الخاصة وهو ما يطلق عليه من قبل الطلبة "السنتر" فهي لم تتأثر بالحالة الاقتصادية في البلاد منذ ثورتي يناير ويونيو .. بل علي العكس تضاعف عائد الربح لهذه المراكز خلال النصف الثاني من العام الدراسي الحالي والذي ظن البعض أن قصر فترة الفصل الدراسي الثاني إلى شهرين فقط سوف تؤثر عليهم إلا أنهم سرعان ما وضعوا خطة وبدائل لتلاشي الخسائر بل وجعلوها مصدرا للربح. قام المدرسون بزيادة عدد الحصص الأسبوعية للمادة الواحدة بدعوى الانتهاء من المنهج والمراجعة ومن ناحية ازداد الضغط والقهر علي الأسر المصرية حيث تكدست الأعباء المالية علي كاهل الأسرة حيث وصلت في معظم الأحيان إلى أن أكثر من دخل الأسرة يذهب للدروس الخصوصية. وتحقق المراكز خلال الشهر مكاسب تصل إلى نحو أكثر من 15 مليار جنيها تقريبا في الشهر الواحد علي مستوى الجمهورية لإقتصاد سري يغفل عنه الضرائب وبدون دفع أي رسوم أي خدمات أخرى أكد الدكتور صلاح جودة الخبير الإقتصادي ورئيس مركز الدراسات والبحوث ، حصيلة أرباح بيزنس المراكز التعليمية وصل إلى نحو 15 مليار جنيه علي مستوى الجمهورية في حين أن الحكومة تنفق 11 مليار جنيه فقط من ميزانيتها علي التعليم في مراحله المختلفة. كما أن حجم المدرسين الذين يعملون في المراكز التعليمية تجاوز ال10 الاف مدرس علي مستوى الجمهورية قائلا ان الدراسات أكدت أن أرباح المدرس الواحد خلال العام الدراسي مليون جنيه موضحا بأن المدرسين لجأوا في الفترة الأخيرة إلى تلك المراكز بسبب زحام الشوارع وتقليص الوقت الضائع وتجميع أكبر عدد من الطلبه في وقت واحد حتي يتمكن من الحصول علي أكبر ربح ممكن. وأوضح جودة ، أن عدد المراكز التعليمية المنتشرة علي مستوى الجمهورية لا تقل عن 12 ألف مركز علي مستوى الجمهورية يغفل عنه مأمور الضرائب بحسب قوله رغم إنها علي مرأي ومسمع الجميع مطالبا بضرورة تحرك الجهات المعنية وخاصة مأموري الضرائب بدافع وطني نحو تلك الظاهرة ودون انتظار شكوى. وكشف الخبير الإقتصادي عن أن هذه الظاهرة ساهمت بشكل كبير في تعطيل عجلة الإنتاج وكساد الأسواق التجارية مشيرا إلى أن الأسرة المصرية تنفق نحو أكثر من نصف الدخل الشهري علي الدروس الخصوصية بشكل عام والانتساب في المراكز بشكل خاص لانها تدفع الطلاب إلى دخول جميع المواد الدراسية دون استثناء واستغنائهم عن المدرسة بشكل نهائي حيث يصل إنفاق الاسر المصرية سنويا علي المدرسين فقط من 7 إلى 8 مليارات جنيه كان من الممكن ضخ تلك المبالغ في الاقتصاد القومي في هيئة سلع ومنتجات. كما أن بزنس المركز الواحد يصل إلى نحو أكثر من 5ملايين جنيه في الشهر وأن مكسب المركز الواحد في اليوم الواحد فقط 180 الف جنيه أثناء فترة الامتحانات وذلك طبقا لحديث أحد مفتشي التعليم رفض ذكر اسمه. وقال مصدر مسئول بمصلحة الضرائب أن هذا النشاط غير مدرج لدي مصلحة الضرائب ولذلك لم تتمكن الجهات المسئولة من تحصيل أي مبالغ ضريبية عليهم مشيرا إلى أنه يتم الذهاب اليهم بناء فقط علي شكوى تصل إلى مفتشي الضرائب تشير الى أن هناك مركزا تعليميا في هذا المكان ويتم بناء عليه عمل تقديرات بحسب عائد المركز لتحصيل الضريبة المستحقة وإذا لم يكن هناك فواتير أو كشوف تكشف عن حجم الأعمال يتم عمل تقديرات جزافية علي صاحب المركز. وقال أحد سماسرة العقارات أن متوسط إيجار المركز التعليمي 24 الف جنيه شهريا وذلك في المناطق المميزة وعلي الشوارع الرئيسية والمحاور مشيرا إلى أنه في معظم الأحيان يقوم شخص متخصص يؤجر المكان ويديره ويتعاقد مع المدرسين والطلبة. وأشار إلى أن الأماكن الشعبية يتم تأجير شقق كبيرة في معظم الأحياء علي أن يتراوح سعر الإيجار ما بين 5 و6 الاف جنيه شهريا والأماكن الريفية يتراوح سعر التأجير ما بين 2 و3 الاف جنيه ، موضحا بأن هناك نوعا أخر من المراكز التعليمية والذي ينشأ داخل المساجد والكنائس كخدمة لأهالي الحي بأجر أقل من المراكز التعليمية المشهورة وأن متوسط مساحة السنتر من 300 الي 400 متر سعر المتر 60 جنيها . وقال الطلاب أن الاسعار 40 جنيها للمحاضرة الواحدة "بالسنتر " الذي يضم نحو 20 طالبا في المحاضرة الواحدة ويصل إلى نحو 150 طالبا وقت المراجعات النهائية قبل امتحانات الثانوية العامة هذا بالإضافة إلى 5 جنيهات تدفع للمركز نفسه كأرضية وأيضا 5 جنيهات للمذكرة وذلك بالمناطق الراقية أما المنطقة الشعبية فقد تتراوح الحصة الواحدة ما بين 25 و30 جنيها علي أن لا تزيد مدة المحاضرة عن 120 دقيقة علي أن يعمل المركز من 9 صباحا وحتي الحادية عشرة مساء ومتوسط عدد الفصول داخل المركز 5 فصول تعمل جميعا مع بعضها بشكل يومي دون أجازات. أما المرحلة الاعدادية 30 جنيها في الشهر 4 محاضرات للمادة الواحدة ويتم مضاعفة المحاضرات خلال شهر الامتحانات وذلك للمدارس الحكومية أما بالنسبة لمدارس اللغات ما بين 55 و60 جنيها للمحاضرة الواحدة وهذا الحال للمرحلة الابتدائية أما الجامعات فهناك أيضا مراكز للتدريس خارج الجامعة وخاصة الكليات النظرية تتراوح سعر المحاضرة فيها من 25 إلى 30 جنيها ، هذا إلى جانب ترويج لمذكرات تساعد علي تلخيص المنهج يتراوح سعرها ما بين 15و20 جنيها للمذكرة الواحدة. كما أن هناك محاضرات أيضا في المعاهد الخاصة سعر ال4 محاضرات قبل الامتحان ب750 جنيها استنكر احمد حمدي أحد أولياء الأمور استغلال موقف المدرسين من الدروس الخصوصية حيث أن المعاناة ازدادت سوءا رغم تقليص الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي. واوضح أنه بدلا من تقليل العبء علي الأسر حيث يقوم المدرسون المستغلون بحسب قوله إلى تكثيف المحاضرات ومضاعفتها خلال الشهر الأخير في محاولة لتحقيق أعلي المكاسب خاصة أن هناك أربعة شهور لم يتمكنوا من العمل بها بحكم الأجازة الصيفية. وأضاف أن المدارس أصبحت فقط لتدوين اسم الطالب وتقديم أوراق تثبت أنه في مرحلة دراسية بحسب قوله وليست للعلم مؤكدا أن الطلاب يذهبون إلى المدارس صباحا فقط لخروج طاقة في اللعب بلا تعليم ومن منطلق حالة الفوضى التي تسيطر علي الطلاب داخل المدارس وعدم دخول مدرسين للدراسة أصبحت هناك صراعات بين المناطق يقودها الطلاب خلال أوقات الدراسة.