زمان كانت حياتنا واقعية، دلوقتى حاسين إنها إفتراضية كنا بنلعب كورة فى الشارع ولا النادى لكن دلوقتى بنلعبها فيفا 2014 فاكر لما كنا بمريلة إبتدائى والشقاوة هى اللى غالبة علينا بس كنا حاسين ان حياتنا ليها طعم ولون بنستنى بكرة بفارغ الصبر. كنا بنسأل اللى حوالينا وساعات بنسأل نفسينا سؤال عفوى ياترى هل هنفضل كده بالمريلة بتاعة سنة أولى إبتدائى ولا الدنيا هتغير ملامحنا ونفوسنا وهننسى الايام الحلوة دى مش ناسى لحد دلوقتى كراسة رسم البيان وقلمى وبرايتى وساعات كنت بنسى مسطرتى وبلوم نفسى وألاقينى برضه تانى يوم ساعات بنساها وارجع الوم نفسي من جديد. زمان كان فيه وقت بنقعد مع أخواتنا وأهلنا لكن دلوقتى بنقعد معاهم برضه لكن على الفيس بوك ونسلم عليهم وناخدهم بالاحضان كأننا فى بلد تانى مفيش وقت ووالدنيا تلاهى زى ما بيقولوا ولا ده من العيشة واللى عايشينها وبقينا مجرد ترس من تروس الحياة بنلف وندور حوالين نفسينا. زمان كنا بنقابل صحابنا ونخرج ونتكلم ونلعب سوا لكن دلوقتي برضه بنقابلهم ونكلمهم ونخرج ونلعب بس عن طريق الفيس بوك برضوا ونبعت تهانينا حتى لما نيجى نعيد على بعض كتير مننا يكتفى بأنه يحط بوست على صفحته الشخصية للعموم بيهنى بمناسبة عيد الفطر ولا عيد الاضحى المبارك ونرد على بعضينا من غير حتى ما نكلف نفسينا اننا مجرد نرفع سماعة التليفون ونقول لبعض كل سنة وانت طيب وعيد مبارك زى زمان. زمان كنا بنقدر نستغل أوقات فراغنا فى هوايات مفيدة لكن دلوقتي بنعرف نضيع وقتنا كويس ولو لقينا حد بيمارس هواية بنقول عليه فاضى ورايق افتكرت مدرس الله يمسيه بالخير ويمتعه بالصحة والعافية كان بييجى الحصة واحنا فى إبتدائى يسألنا انت بتحب تطلع إيه فى المستقبل؟ كتير كان بيقولوله نفسي أطلع ظابط لكن قليل اللى كان بيقوله انا بحب الرسم أو انى أغنى أو أعزف على آلة موسيقية كان بيفرح لما يشوف فى حد فينا رغبة فى أى هواية ويحاول ينميها جواه. كان زمان فيه قدوة من الناس اللى اكبر مننا فى السن لكن دلوقتى كلنا حاسين اننا افتقدناها والطفل من صغره دلوقتى بدل ما يتعلم اى هواية بيدور إذاى يمسك سيجارة بجميع أنواعها أو يقلد أى حد اكبر منه فى الشتيمة وبيتفوق عليه فى قلة الأدب دى بقت الموضة والغريب انك تلاقى الاهل بيفرحوا بكدة ويقولوا هيطلع ياخد حقه من غيره. نفسي أغمض عين وافتحها وأرجع ألاقى نفسي أيام المريلة الابتدائى أصل الحاجات الجميلة دى بنحن ليها لما الواحد بيقعد مع نفسه شوية أو لما يروح البلد ويعدى على كل مكان عاش فيه اللحظات الحلوة الله يرحم زمان وأيام زمان.