ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أنه عندما أعلن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق فى يوليو الماضي عبر شاشات التلفزيون عزل محمد مرسي، كان إلى جواره حليف غير متوقع هو قيادي سلفي محافظ من حزب النور. وأوضحت أنه بعد 11 شهرا، وفيما يبدو فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية مؤكدا، يقف حزب النور إلى جواره. وأشارت إلى أن القيادات السياسية للحركات السلفية في مصر اعتادت أن تنحاز إلى الطرف الأقوى، ويتهمها خصومها بمن فيهم الإخوان بالانتهازية، موضحة أن القيادات السلفية تدافع عن براجماتيتها بالقول إنها تساعد في تجنب الاضطرابات وإراقة الدماء وتخدم هدفها النهائي في الوصول إلى مجتمع يقبل الشريعة الإسلامية. ونقل الإعلام الفرنسى عن نادر بكار المتحدث باسم حزب النور قوله إن "لدينا رؤية بعيدة المدى". مشيرا إلى أنهم مع تطبيق الشريعة الإسلامية ولكن لسنا مع دولة داخل الدولة"، في إشارة إلى جماعة الإخوان. وأضاف: "نريد نظاما برلمانيا وليس رئيسا يحتكر كل السلطات". وأكد بكار أن حزبه يؤيد السيسي في انتخابات الرئاسية لأنه الأقدر على إعادة "الاستقرار" ومكافحة "الإرهاب"، في إشارة إلى الهجمات التي قتلت المئات من رجال الشرطة والجيش منذ عزل مرسي. وأضاف أن الحديث عن انشقاقات داخل الحزب ما هو إلا "دعاية ومبالغات إعلامية"، مؤكدا أنه "خلافا للإخوان الذين يشبهون التنظيمات المسلحة التي لا يستطيع أحد فيها الاختلاف، فإن التيار السلفي ثري، وحزب النور لا يمثل كل السلفيين". واتهم محمد وهو سلفي في السابعة والثلاثين من عمره يدير صيدلية في القاهرة حزب النور ب"التضحية بالدين من أجل السياسة". وقال إن "قادة حزب النور اختاروا البراجماتية فهم يعرفون أن المشير السيسي سيفوز ويفضلون أن يكونوا مع الحزب الحاكم". وأضاف "أنهم ببساطة خائفون من مواجهة نفس مصير الإخوان "، بعد أن تم توقيف معظم قياداتهم وإحالتهم إلى المحاكمة. ونقلت عن عمر عاشور وهو خبير في شئون الشرق الأوسط في جامعة "إكستر" البريطانية أن موقف حزب النور هو مزيج من "الانتهازية السياسية" والايديولوجية.