دعا المشاركون في ورشة عمل "صناعة الحلال" التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، بتضافر جهود المؤسسات المعنية لوضع مقترح لإنشاء نظام لصناعة الحلال في مصر تحت إشراف الأزهر الشريف لما له من مكانة عظيمة وثقة كبيرة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي . وقال الدكتور وائل محمد أستاذ بكلية الهندسة جامعة أسيوط إن مشروع سوق الأطعمة الحلال له أهمية اقتصادية ضخمة للأمة الإسلامية، مشيراً إلى تعدد رقعة الاقتصاد الإسلامي وصناعة التمويل وخاصة صناعة الأغذية في العقد الماضي والتى تقدر حالياً ب 632 دولار سنويًا أي ما يمثل 16%من صناعة الأغذية في العالم، وإذا ما أضيفت هذه الصناعة لصناعة التمويل الاسلامي والخدمات والتأمين والصناعات التى تعتمد على القيم الإسلامية ، فإن قيمة السوق الإسلامية ترتفع لتشمل مناطق أكبر في العالم لتصل إلى أكثر من 2 تريليون دولار سنوياً . وقال أن هذا المشروع الإسلامي يحتاج إلى توضيح أهمييته وفائدته على المستوى الفقهى من وضع ضوابط ومعايير وفق النص القرأنى لتوضيح ماهية الحلال والحرام في الغذاء وكافة المنتجات الاستهلاكية للمسلمين . وأضاف إنه في الوقت الذي قد تعتبر فيه قطاعات الاقتصاد الإسلامي كبيرة فإن فرص النمو والاستثمار بشكل جماعي وتعاوني تعتبر أكبر ،وقد تكون ضرورة ملحة لغايات تحقيق فعلي للرؤى الفردية الخاصة بكل قطاع أي على حدة. كما أكد وائل محمد أن صناعة الحلال لم تقتصر على الأغذية بل تعدت لتشمل الأدوية فهناك عديد من المنتجات الصيدلانية تحتوى على مكونات مثل الجيلاتين والذي يعتبر من أهم مكونات الكبسولات الطبية ويستخرج من عظام وغضاريف الخنازير ، وكذلك الجليسرين أو الكحول المكون المهم في الادوية السائلة . وكذلك مستحضرات التجميل التى يدخل في صناعتها مواد نجسة كدهون الخنازير، والمشروبات التى يحتوى تركيبها على الكحول بنسبة تصل إلى 5% كمذيبات وبعض مشتقات الخنازير ، والتى لا يوجد بديل واضح لها في العالم الاسلامي مما يوضح فرصة الاستثمار في هذا القطاع، فضلاً عن الملابس التي يطبع عليها عبارات وأشكال مخالفة للشريعة وكذلك ملابس مصنوعة من جلود الخنازير، أما التغليف والنقل يستوجب اعتماد خلال التغليف ووسائل النقل بأن تكون متجددة وشديدة الرقابة وعدم اختلاطها بغير الحلال مما ينجس المنتجات عامة. وأشار إلى أن صناعة الحلال في العالم في حالة فوضى شاملة فمعدل نمو السوق أعلى بكثير من قدرة الحكومات والهيئات على استيعابه وتنظيمه بخلاف التجربة الماليزية الاكثر تنظيماً ، فإن باقي العالم يعانى من انعدام وجود مؤسسة قوية للنظم الحلال ومازال يتم تصنيع 80 % من تجارة الحلال العالمية في دول غير إسلامية وصارت من أكبر مصدري تجارة الحلال العالمية في العالم عن طريق استخدامهم شعار الحلال.