"اقتصاد الحلال" بدأ ينتشر وبقوة في الساحة العالمية ليتجاوز المفهوم البدائي الذي اعتدنا عليه مع بعض المطاعم الصغيرة في الغرب ليصبح اقتصادا بالمفهوم الأوسع بدءا من البنوك والخدمات المالية مرورا بقطاع الإنتاج والتسويق وانتهاء بالمأكولات والملبس والعطور. الأمر ربما يرجع بعضه إلي الأزمة المالية وبعضه الآخر يرجع إلي انتشار الأمراض الوبائية كانفلونزا الطيور و انفلونزا الخنازير ولكن المؤكد كما أوردته مجلة التايم هو ان اصطلاح اقتصاد الحلال بدأ يفرض نفسه بقوة علي الساحة العالمية. نقلت التايم عن دورية "حلال جورنال" وهي إحدي المجلات الماليزية المتخصصة ان اقتصاد الحلال وتحديدا سوق المأكولات الحلال استطاع أن ينمو بقوة علي مدي العقد الماضي ليبلغ 632 مليار دولار سنويا وهو ما يمثل نسبة 16% من إجمالي صناعة الغذاء العالمية أما عندما نتحدث عن اقتصاد الحلال من منظور أوسع يشمل قطاع الخدمات المالية والموضة والعقارات والفنادق ومنتجات التجميل والتأمين وجميع المنتجات والخدمات التي تتبع مبادئ الشريعة الإسلامية فإن الرقم يصل إلي تريليون دولار في العام. وتري "التايم" في تقريرها ان أحد أهم الأسباب وراء هذا الارتفاع الكبير في الأرقام يرجع إلي تعداد المسلمين الذي يقدر عددهم ب 1،6 مليار نسمة أغلبهم ينتمون إلي فئة عمرية شابة تزداد كثافتها في بعض الدول الإسلامية عن غيرها من الدول الأخري وهو الأمر الذي شجع عددا من سلاسل المحال العالمية مثل ماكدونالدز وتسكو ونستله لتوسع ما تقدمه من منتجات تشمل وتلبي احتياجات هذه الفئة العمرية لتسيطر علي حوالي 90% من سوق الحلال العالمي. وفي نفس الوقت تقوم العديد من الحكومات في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط بضخ الملايين لكي تصبح هذه المحال لها طبيعة إقليمية علي أن تضمن ان تكون جميع منتجاتها متوافقة مع مبادئ الإسلام من حيث خدمات الشحن والتخزين وطريقة التصنيع والإعداد والمنافسة القوية في هذا السوق، بدأت تغير عددا من الملامح التي اعتدنا عليها بين سلاسل التصنيع والبيع في بعض المناطق فأغلب الطيور التي تباع في المملكة العربية السعودية هي برازيلية الإنتاج والذبح يتم علي الطريقة الإسلامية مما يعني ان المنتجين البرازيليين بدأوا ينشئون مجازر إسلامية والأمر نفسه ينطبق علي شركة آبتيرز التي تتخذ من نيوزيلندا مقرا لها وتعد أكبر مصدر للحم الماعز بدأت تستضيف مندوبين من إيران وماليزيا لفتح قنوات أوسع لتسويق منتجاتهم في هذه الدول، والأمر نفسه مع هولندا التي إتجهت لزيادة دور ميناء مدينة روتردام ليصبح البوابة التي تنطلق منها المنتجات الحلال إلي بقية دول العالم وأقامت لذلك مخازن كبيرة تشون فيها الحاويات وتضمن ان تكون أماكن تخزينها بعيدة كل البعد عن مخازن المشروبات الروحية والمنتجات التي تحتوي علي لحوم الخنازير. وعلي الرغم من ان تنفيذ ذلك يتطلب أنفاق المزيد من الأموال إلا أن عوائد الأعمال الكبيرة تجعل من تلك التكلفة قيمة لا تذكر بالمقارنة بتكاليف الصناعات الأخري فأصحاب الأعمال في هذه الأنشطة الغذائية بدأوا يجنون ثمار أعمالهم رغم البيئة الاقتصادية السيئة التي ضربت العالم منذ العام الماضي فما يجتاجه الأفراد في ظل هذه الأزمة المالية ليس اقتناء شنطة من جوتشي ولكن الحصول علي سندوتش برجر مصنع بالطريقة الحلال حسبما يقول نور الدين عبدالله المدير التنفيذي لحلال جورنال. تشير "التايم" في تقريرها إلي أن الأمر ربما لا يقتصر فقط علي المنتجات الغذائية ولكن يمتد ليشمل شركات الأدوية والشركات العاملة في قطاع الخدمات الصحية مثل شركة principale Health Duchesnay الكندية يبيعان الآن بعض الفيتامينات الحلال الخالية من مادة الجيلاتين وبعض المواد التي تحتوي علي مشتقات حيوانية وهي المشتقات التي تعتبر حراماً من وجهة نظر خبراء الفقة الإسلامي. وتقول "التايم" إن إنتهاج البزنس نحو الأنشطة الحلال لا يقتصر فقط علي الدول العربية ولكن توطن في بعض دول الخليج فشركة بروج التي تعمل في القطاع العقاري لا تتعامل فقط مع البنوك الإسلامية ولكن تصمم أيضا Spas.