بعد مرور أسبوعين تقريبا على اختطاف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان، لا تزال الجهود مستمرة والاتصالات مكثفة والتنسيق والتعاون بين حكومتي ليبيا والأردن على قدم وساق من أجل الإفراج عن العيطان. وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني إن السفير الأردني فواز العيطان بصحة جيدة وأنه بصدد إطلاق سراحه، مشيرًا إلى أن عمليات خطف الدبلوماسيين بالعاصمة طرابلس الهدف منها هو إظهار ليبيا أمام العالم على أنها دولة مارقة، وخروج أي سفارة من ليبيا هي انتكاسة خطيرة للدولة الليبية. ومن جانبه، قال رئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان إن "الجماعة خاطفة العيطان ليس لديها أية اعتبارات بشأن صورة ليبيا أمام العالم" . وبدورها، قالت رئيس لجنة متابعة أحوال السجناء الليبيين في الخارج سحر بانون إن اللجنة قامت بمساع حثيثة مع الجانب الأردني لتوقيع اتفاقية نقل المساجين بين البلدين، مشيرة إلى أن الأردن استجابت لرغبتنا وطلبت بإعداد اتفاقية بذلك مع إدخال بعض التعديلات حتى تصبح بشكل مذكرة تفاهم، بحيث تمر من وزارة العدل الأردنية إلى وزارة العدل الليبية. ولفتت بانون إلى أن الأزمة الأخيرة والمتعلقة بخطف السفير الأردني أوجدت بعض العراقيل تحول دون إمكانية الاتصال مع الدولة المعنية ، ولكن الجهود مستمرة لحل هذه الأزمة ووضع اللمسات الأخيرة على قضية السجين (الدرسي) حسب قولها. وكشفت بانون في تصريحات صحفية، أن السلطات الأردنية أبدت استعدادها التام للخروج من هذه الأزمة، مؤكدة أنه سيتم الإفراج عن السفير مقابل تخفيف الحكم على السجين الليبي، وبالتالي نقله إلي بلاده لاستكمال مدة محكوميته وسيتم حل الأزمة وفق مذكرة تفاهم بين الدولتين. يذكر أن لجنة متابعة أحوال الليبيين في الخارج شكلت السنة الماضية بموجب قرار وزير العدل صلاح المرغني بتاريخ 22 من شهر فبراير الماضي، وتم مباشرة العمل فيها بتاريخ 16 من شهر مارس الماضي ، وهذه اللجنة كانت مجزأة إلى لجنتين لجنة متابعة أحوال الليبيين بالخارج الحق العام (الجنائيين) ولجنة سجناء الرأي (السياسيين) وتم دمجها في لجنة واحدة وهي لجنة متابعة أحوال السجناء الليبيين في الخارج. في المقابل، قال وزير الداخلية الأردني في تصريحات صحفية إن "تنسيقا يجري على أعلى المستويات بين الأردن وليبيا، لإطلاق سراح السفير الأردني فواز العيطان الذي خطف على يد ملثمين قبل نحو أسبوعين في طرابلس". وبرر التكتم على تفاصيل المفاوضات الجارية لإطلاق السفير بالقول "نحن نتعامل مع حياة إنسان، ولا ننظر إلى القضية في بعدها الأمني فقط..المعادلة ليست أمنية فحسب". وأضاف "ملتزمون بعدم الإدلاء بتصريحات متكررة في هذا الخصوص، خشية إضرار المفاوضات الخاصة بإطلاق السفير". من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على هامش افتتاح المخيم أيضًا إن "الحكومة الأردنية لم تشأ أن تصرح في الموضوع حتى لا تؤثر على وضع السفير، واكتفينا بالقول: إن الاتصالات جارية في كل ساعة وفي كل دقيقية، لطي الملف واستعادة سفيرنا المخطوف". وأضاف "كل مؤسسات الدولة الأردنية وأجهزتها الأمنية تعمل على مدار الساعة لإنقاذ حياة السفير، ولا زلنا نحمل الجهات الخاطفة مسؤولية سلامته". واستطرد "لقد طالت مدة الاختطاف، لكن الجهود لا تزال مستمرة، والاتصالات مكثفة، ولن أتحدث عن انفراج أو غير انفراج، لكن الدولة ممثلة في كل مؤسساتها تتابع الملف عن كثب". وكان مسلحون ملثمون قد اختطفوا السفير الأردني في ليبيا وطلبوا الإفراج عن الإسلامي المشتبه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة محمد الدرسي، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2007 بتهمة التخطيط لتفجير المطار الرئيسي في الأردن.