قال الله تعالي في كتابه العزيز: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}. قال الدكتور إبراهيم رزق، الأستاذ بجامعة الأزهر، في مناسبة هذه الآيات: إنها نزلت في علماء بني إسرائيل؛ لأنهم كانوا يأمرون الناس بالخير ولا يفعلونه، فقد نزلت هذه الآيات تقبحهم وتوبخهم لأنهم كانوا يقرأون التوراة وتعلموا ما فيها من جزاء لمن يخالف فعله، فوبخ ما يصنعونه بأنفسهم، فالأمر بالخير لابد أن يطابق فعله قوله؛ لأن الناس لا يأخذون مكارم الأخلاق، ولا يعملون بها إلا إذا رأوا الدعاة إليها يعملون بها قبل غيرهم. وأضاف أن ما ترشد اليه الآيات، أنه علي من يأمر بالخير أن يكون أكثر مسارعة إليه ليكون قدوة عملية للناس، فيبادروا إلي طاعته والاقتداء به، وأن الصبر والصلاة كفيلان بتذليل الصعاب وإزالة العقبات التي تعترض سبل المصلحين، وأن الإيمان بالجزاء والحساب يوم القيامة والخوف منه من أقوي الدوافع علي الاستقامة وتسيير العبادة والطاعة.