أكد رئيس الوزراء الروسي "فلاديمير بوتين" على ضرورة عدم تكرار السيناريو الليبي في سوريا، مشيرا إلى أنه يجب توجيه جهود المجتمع الدولي قبل أى شيء آخر إلى تحقيق المصالحة الداخلية في سوريا . وقال بوتين - في مقاله "روسيا والعالم المتغير" الذي نشرته صحيفة "موسكوفسكيي نوفوستي" الروسية اليوم الاثنين - "إن من المهم وقف العنف مهما كان مصدره وإطلاق الحوار الوطني دون أي شروط مسبقة وتدخل من الخارج، ومع احترام سيادة الدولة السورية". وشدد على أن المهمة الرئيسية للدبلوماسية الروسية فيما يخص الملف السوري تكمن في منع نشوب حرب أهلية في سوريا ، منوها إلى أن بلاده والصين استخدمتا حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار حول سوريا إنطلاقا من تجربة القرار المماثل بالشأن الليبي. وأضاف بوتين أن الروس في بداية "الربيع العربي" كانوا متعاطفين مع من طالب بالإصلاحات الديمقراطية لكن بعد مرور وقت قصير أتضح أن التطورات في عدد من الدول تجري حسب سيناريوهات غير حضارية ، فبدلا من تكريس الديمقراطية والدفاع عن حقوق الأقلية تم إزاحة الطرف الأخر وتبديل القوى بأخرى أكثر عدائية . من جهة ثانية ، حذر بوتين من عواقب كارثية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران ،مؤكدا أنه على يقين من ضرورة حل الملف الإيراني بطريقة سلمية . وقال بوتين "نقترح أن يعترف المجتمع الدولي بحق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي ، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ،وبالمقابل على إيران أن تضع كل برنامجها النووي تحت رقابة شاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي حال إقامة هذه الرقابة يجب إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران". جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الروسي ينشر مقالات في إطار عرض تفاصيل برنامجه الانتخابي بإعتباره أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة. وفى نفس السياق ، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين "إن محاولات التدخل العسكري في شئون البلدان يمكن أن تحث أنظمة الحكم الفردي وغيرها من الأنظمة الحاكمة على امتلاك السلاح النووي على اعتبار أن من يملك القنبلة الذرية فلا مساس به ،أما من لايملك القنبلة فهو بانتظار التدخل تحت غطاء (أغراض إنسانية)". وأضاف بوتين أنه لهذا يتزايد عدد البلدان التي تصبح قاب قوسين أو أدنى من أن تمتلك تكنولوجيا صناعة السلاح النووي ، مشيرا إلى أنه تتعاظم في هذه الظروف أهمية إقامة مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل بمختلف أنحاء العالم ، منوها إلى أن العمل بدأ لمناقشة إقامة منطقة من هذا النوع في الشرق الأوسط . وأكد بوتين أنه إذا تم التمكن من استئصال الأسباب التي تدفع الدول للحصول على السلاح النووي فسيتم التمكن من تعزيز نظام منع الانتشار وجعله شاملا . من ناحية أخرى ، قال بوتين "إن بعض تصرفات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" تصب في إطار ضرب أمن روسيا وزعزعة استقرار العالم .. وأقصد توسيع الناتو وخطط إنشاء نظام دفاعي مضاد للصواريخ في أوروبا على مقربة مباشرة من حدود روسيا". ولفت إلى أنه من الأهمية بمكان أن تتمكن الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولى من مواجهة ضغط بعض البلدان وصد إملاءاتها، مشددا أنه لا يحق لأحد أن يستخدم القوة ضد الدول ذات السيادة ، زاعما أنه حصل على تفويض من الأممالمتحدة، وذلك فى إشارة منه لحلف شمال الأطلسي "الناتو".