حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقال نشرته صحيفة "موسكوفسكيي نوفوستي" اليوم من "عواقب كارثية" لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، أو تكرار السيناريو الليبي في سوريا. وقال بوتين: "إنني على يقين من أنه يجب حل الملف الإيراني بطريقة سلمية"، مقترحاً "أن يعترف المجتمع الدولي بحق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم". وأضاف: "وفي المقابل، على إيران أن تضع كل برنامجها النووي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصورة شاملة"، مشيراً إلى أنه "في حال إقامة هذه الرقابة، فيجب إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران". وتطرق بوتين في مقالته إلى الشأن السوري، فاشار إلى أن "الروس في بداية ما يسمى بالربيع العربي، كانوا متعاطفين مع من طالب بالإصلاحات الديمقراطية، ولكن بعد مرور وقت قصير، اتضح أن التطورات في عدد من الدول تجري حسب سيناريوات غير حضارية، فبدلاً من تكريس الديمقراطية والدفاع عن حقوق الأقلية، تم إزاحة الطرف الآخر"، معتبراً أن "الانقلاب مضمونه تبديل القوة المهيمنة بالقوى المهيمنة الأكثر عدائية". وأضاف: "إن التدخل الخارجي لمصلحة أحد أطراف النزاعات الداخلية والطابع العسكري لهذا التدخل، أعطى الصبغة السلبية لتطور الأوضاع، حتى وصل الأمر إلى أن عددا من الدول تحت غطاء الاعتبارات الإنسانية، وبمساعدة الضربات الجوية قضت على النظام الليبي. وانتهى الأمر بالمشهد البشع لقتل (معمر) القذافي". وأردف قائلا: "علينا الا نسمح لأحد بتكرار السيناريو الليبي في سوريا. ويجب توجيه جهود المجتمع الدولي قبل كل شيء آخر إلى تحقيق المصالحة الداخلية في سوريا. ومن المهم وقف العنف مهما كان مصدره وإطلاق الحوار الوطني من دون أي شروط مسبقة وتدخل من الخارج ومع احترام سيادة الدولة السورية". وشدد بوتين أخيراً على أن "المهمة الرئيسية للدبلوماسية الروسية فيما يخص الملف السوري، تكمن في منع نشوب حرب أهلية في سوريا"، مشيراً إلى أن "روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو عند التصويت في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار بالشأن السوري انطلاقا من تجربة القرار المماثل بالشأن الليبي". (موقع روسيا اليوم)