هناك فارق كبير جدا بين الحديث عن الوطن وهو فى حالة استقرار تُحقق ممارسة مبدأ تداول السلطة بطريقة ديمقراطية . وتؤكد الأمن فتحقق الاحساس بالأمان الشىء الذى ينعكس على الحالة الاقتصادية فتزيد الاستثمارات الداخلية والخارجية فتدور عجلة الانتاج لتساهم فى حل مشكلة البطالة لتكون هناك رسائل إيجابية للسياحة التى تُزيد الدخل القومى الذى ينعكس فى شكل خدمات تٌقدم للجماهير . وأن يكون الوطن فى حالة عدم استقرار نتيجة لتفشى حالة الاستقطاب السياسى على كل الأصعدة الشىء الذى استبدل التوافق بالاختلاف, والتجمع بالتفرق ,والتوحد بالتشتُت فأصبحنا نشاهد الشباب المصرى_ الذى خرج فى 25 يناير حاملاً شعاراً ثورياً تلقائياً عبر عن الحالة السياسية الراهنة وترجم مطالب الجماهير وآمالها فى التغيير الى الأفضل_فى حالة تبعثر وتفرق ظهر فى شكل تنظيمات هلامية أسمية لا علاقة لها بالواقع ولا تعرف طريق الجماهير وهذا لهثاً وراء نداهة الاعلام التى ضخمت صورته وبالغت فى دوره . فتحولت حركة الشباب من العام الى الخاص ومن الموضوعى الى الذاتى تحت شعارات كاذبة لا علاقة لها بالواقع مثل (الثورة مستمرة,يسقط حكم العسكر) فهذا أنفصال عن الواقع .فالثورة لا تنفصل عن هذا الواقع الذى يؤكد غياب التنظيم الثورى الذى يرتبط بالجماهير ويكون له رؤية ثورية واليات تمكنه من الوصول للسلطة لإحداث الثورة والتغيير . فالشعارات الثورية هى مرحلة الحُلم الثورى الذى يجب أن ينتقل الى مرحلة الواقع بنضاله الدائم وحركته المستمرة للأرتباط العضوى بالجماهير وقود الثورة وطاقتها. كما ان شعار حكم العسكر هو ترديد لمقولات فوضوية عفى عليها الزمن وتجاوزها الواقع فلا وجود للحكم العسكرى بمفهومه العلمى والتاريخى الآن. كما أن حالة التفرق الوطنى تتجسد فى ذلك العدد الهلامى لأسماء أحزاب لم يعد لها مكان أو عنوان حتى رؤسائها لا يعرفون أسمائهم .فأصبحت الحالة الحزبية حالة مزرية يحكمها التواجد الذاتى والأعلامى الشىء الذى أضاف لها ضعفاً فوق ضعف فكانت ديكورية فأصبحت ورقية والآن هلامية خيالة الشىء الذى بلا شك يؤثر على الحياة الحزبية بل يؤخر الممارسة الديمقراطية الحقيقية التى نسعى اليها الآن وليس الغد. ولذا عندما نتحدث هنا عن التوافق الوطنى لا نعنى الحديث عن ذلك الاستقطاب الحادث بين الآخوان وأتباعهم وبين النظام الان بعد 30 يونيو . وبالطبع هنا لانريد أن نسقط هذا لصالح ذاك ولكن قضية الآخوان هى قضية مركبة ومعقدة ولكن من منطلق 3 يوليو وخارطة الطريق ورؤية مرشحى الرئاسة فالطريق مفتوح لكل مصرى فى اى فصيل لم تلوث يديه بدماء الوطن والمواطنين ولم يرتكب ما يضعه تحت طائلة القانون ويؤمن بالوطن ويريد المشاركة فى أدارته فهذا حقه فمصر لكل المصريين . ولذا فمهمة الرئيس القادم فى ظل تلك الظروف الآستثنائية التى يُزيدها الآرهاب أستثناءً وعلى ضوء المخطاطات الخارجية والمشاكل الداخلية عليه أن يضع فوراً رؤية سياسية عاجلة وعملية لأعادة التوافق الوطنى بين أبناء الوطن من كل الآتجاهات السياسية والحزبية .وهنا لا نتحدث عن ما يسمى بالشمولية ولكن هناك اجندات وطنية تُطرح فى ظل الظروف الآستثنائية وغير المستقرة مثل هذه التى يعيشها الوطن الآن حتى تمر المرحلة وتستكمل خريطة المستقبل ويتحقق الاستقرار ,هنا تصبح المنافسة السياسية والحزبية قائمة ومشروعة فى تخلقوا منافسة ولا تتصوروا صراعاً وهمياً لا وجود له الآن ولا يجب أن يكون حتى نحافظ على مصر وطناً لكل المصريين.