صعد المتشددون في إيران اليوم الأربعاء انتقاداتهم للمفاوضات مع القوى العالمية بخصوص برنامج طهران النووي لكن المفاوضين دافعوا عن الاتفاق المزمع الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء العقوبات الاقتصادية. ووجه المتشددون الايرانيون -الذين يزعجهم التحول إلي سياسة خارجية أكثر اعتدالا منذ أن تولى الرئيس حسن روحاني منصبه في اغسطس انتقادات متكررة للاتفاق في الشهور الماضية. لكن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أيد المفاوضات. وأبرمت ايران والقوى العالمية الست الكبرى -الولاياتالمتحدة والمانيا والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا- اتفاقا مؤقتا في نوفمبر وافقت بموجبه طهران على تقييد بعض انشطتها النووية في مقابل تخفيف بعض العقوبات التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي. وحدد الجانبان مهلة تنتهي في 20 يوليو للتوصل لاتفاق طويل الأجل يؤدي إلى رفع تدريجي لجميع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي. وفي أحدث هجمات للمعارضين للمفاوضات تم تسريب تسجيل صوتي يزعم أنه يتضمن انتقادات يوجهها عباس عراقجي نائب وزير الخارجية لرؤية روحاني بخصوص البرنامج النووي وفق ما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية. لكن عراقجي هاجم منتقديه اليوم الاربعاء قائلا إن التسجيل الصوتي "مجتزأ ومشوه" وحثهم على عدم استغلال ما وصفها بحقوق إيران النووية لأغراض سياسية. وقال عراقجي للوكالة "لست قلقا. إلى أي مدى سيصل هذا العبث بمصالحنا الوطنية؟" ولم تذكر الوكالة أسماء منتقديه المتشددين لكنها قالت إنهم ينتمون فيما يبدو إلى حزب يميني متطرف. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إنه لا يخشى المعارضة من المتشددين في بلاده وإنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق شامل مع القوى العالمية بحلول 20 يوليو. وأبلغ ظريف في أبوظبي قبل أن يستقل الطائرة إلى طهران "هناك إرادة سياسية للوصول إلى حل. واضاف "الجمهور المحلي سيكون راضيا إذا كان لدينا اتفاق جيد... بالطبع بعض الناس لن يرضوا أبدا لكن ذلك شيء لا غضاضة فيه لأننا مجتمع تعددي." وقال بعض المتشددين يوم الثلاثاء إن إيران تجد صعوبة في استلام مليارات الدولارات من إيرادات النفط التي أنهي تجميدها بمقتضى الاتفاق المؤقت. لكن وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلت عن ماجد تخت رافانشي وهو نائب آخر لوزير الخارجية قوله إن البنك المركزي الايراني لا يواجه أي مشكلة في الحصول على تلك الأموال. وأنهت ايران والقوى العالمية الست أحدث جولة في المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي. وقال الجانبان إنهما سيبدآن صوغ اتفاق قبل اجتماعهما القادم هناك في 13 مايو. واثناء زيارته للإمارات اجتمع ظريف مع مسؤولين من بينهم وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ووزير الطاقة سهيل بن محمد المزروعي. وقال مسؤولون إن من بين الموضوعات التي نوقشت جهود إنهاء الحرب الأهلية في سوريا لكنهم لم يذكروا تفاصيل.