يطلق على السياسة فى بعض تعريفاتها أنها علم العلوم .وهذا يعنى ان السياسىة ليست علم محدد يمكن استيعابه والقياس عليه فى كل الآحوال وعلى مدار الازمان.ولكن السياسة هى رؤية واضحة تنحاز الى الجماهير وتنطلق من الواقع بعد توصيفه توصيفاً صحيحاً حتى تُوجد المناهج والبرامج والآليات الصحيحة التى يمكن أن تواجه هذا الواقع لتصحيحه وللأنطلاق به نحو مستقبل أفضل واكثر تقدماً . ولذا فهذه الرؤية السياسية تختلف منطلقاتها وتتنوع آلياتها فالآمس غير اليوم .ولذا وعلى ذلك لا نستطيع ان نفصل واقعنا الحالى المعاش الذى تعيشه البلاد الان بكل تعقيداته وتشابكاته الداخلية والخارجية الآقليمية والدولية عن رؤية ومعرفة وقدرة من يصلح ان يكون رئيساً قادماً يستطيع مواجهة هذا الواقع والعمل على تغييره للأحسن .فمن كان يصلح بالأمس ليس بالضرورة يمكن أن يصلح لليوم أو للغد.ولذا وعلى ضوء هذا الواقع الذى هو أفراز لهبتين جماهيريتين رائعين فى يناير ويونيو . أسقطا نظامان فى أقل من ثلاث سنوات على خلفية الآنحياز الكامل من قوات الشعب المسلحة لأرادة هذا الشعب العظيم .نستطيع ان نقول أن هذا يجعل الواقع لا يستطيع ان ينطلق الى المستقبل القريب على الاقل بغير توحد وتوافق حقيقى بين الشعب والجيش .خاصة أن يناير ويونيو لم يحققا الثورة المامولة على ارض الواقع ذلك لغياب التنظيم والرؤية والآليات الثورية .فيصبح من غير المعقول أن يعيش الوطن والجماهير فى حالة هبات جماهيرية مستمرة لا تحقق ثورة أو تغييراً حقيقياً للأفضل بقدر ما تؤسس لفوضى عارمة خاصة أن الظروف الآقتصادية والمشاكل المتعددة والحياة المستحيلة نتيجة أنتشار الفقر والعشوائيات تنبىء بذلك .واذا كان ماهو مطروح من مرشحين للرئاسة حتى الان يجعلنا مع احترامنا للجميع ولحقهم فى الترشح أن يكون السيسى هو رئيس الضرورة . نقول أن الواقع بتعقيداته والمشاكل بتراكماتها والحرب مع الارهاب فى الداخل ومع من يساعده ويقويه فى الخارج يجعل هذه الضرورة مشروطة ومحددة بقدرة السيسى السياسية فى احداث التوازن والتوافق بين الواقع الذى لا فرار منه وبين المأمول الذى لا بديل عنه.وهذا يعنى المحافظة على هذا الآرتباط وعلى هذه الثقة الجماهيرية التى يجب ان توظف بشكل صحيح وبحسابات دقيقة .يعنى ان تكون هناك رؤية وخطط محددة وواقعية تماماً للبدء فى حل المشاكل الآنية واليومية للمواطن الذى يعانى وهذا هو أضعف الايمان . هذا بالطبع غير الخطط المتوسطة والطويلة التى تتكامل كلها فى اطار رؤية سياسية مستقبلية وواقعية .وهذا لا يكون بغير اعادة التوافق الوطنى وتوثيق اللحمة الجماهيرية بين كل المصريينالذين يؤمنون بالوطن ويخافون عليه وينتمون اليه ويريدون تحقيق تقدمه من اجل الجماهير وليس من اجل مصلحة حزبية او خاصة . فرئيس كل المصريين هذا ليس شعاراً نظرياً ولكنه لابد أن يكون حقيقة تجسد واقعياًحتى يشعر المواطن أنه شريك فى هذا الوطن .الشىء الذى يجب أن يعرفه كل من يناور ويداور ويلتف حول السيسى لمصالحه الخاصة. نعم السيسى حتى الان يتعامل كرجل مخابرات وهذا غير رجل السياسة فهو لم يتكلم بعد ولم يُعرف المعرفة الواجبة حتى الان .. وما يجعلنا نغفر له عدم الحديث حتى الان هو أنه كرجل مخابرات يرصد ويحدد ويعرف ويدرس حتى يخرج لنا مدركاً للمرحلة مستوعباً للواقع المعقد مؤمناً بأرادة الشعب التى اتت به عارفاً أنها الارادة الحقيقية التى يمكن ان تفرض ماتريد . حمى الله مصر وشعبها من كل سوء حتى تظل دائماً وطناً لكل المصريين.