ألقت وسائل الإعلام في الصين خاصة التليفزيون المركزي الضوء على وصول وفد سياحي صيني يضم 210 سائحين إلى صعيد مصر في زيارة تستمر يومين لمدينتي الأقصروأسوان في إطار جولة سياحية لزيارة معالمهما السياحية والأثرية، بأنها تبرز اهتمام وشغف الصينيين بزيارة مصر ومواقعها الأثرية العريقة ليصبحوا بذلك من بين أكثر الزوار الأجانب الوافدين إلى مصر في الفترة الأخيرة . وقالت وسائل الاعلام الصينية فى تقارير مصورة من مصر أن زيارة الوفد السياحي الصيني تؤكد أن مصر مقصد سياحي جذاب في إطار عمقها التاريخي والحضاري وأن الأحداث القبلية التي شهدتها أسوان مؤخرا لم تؤثر على الحركة السياحية إلى المدينة ومصر، حيث يرافق المجموعة السياحية وفد تليفزيوني صيني لبث لقطات مختلفة من جولته عبر التليفزيون المركزي الصيني وتعكس ثقة دولة كبيرة كالصين في عودة الاستقرار إلى مصر. وأشارت إلى أن الزيارة السياحية الصينية تأتي بعدما أعلنت الصين رفع حظر السفر المفروض على المقصد السياحي المصري إثر التأكد من توافر الأمن والأمان ودعوتها الصينيين إلى زيارة مصر ومشاهدة آثارها الخالدة، ليتبع ذلك تدفق متواصل للوفود السياحية الصينية بأعداد غير مسبوقة للاستمتاع بأنواع متنوعة من السياحة المصرية كان آخرها فاعلية عبور الصحراء المصرية التي شارك فيها عدد من الشبان الصينيين في مارس المنصرم. ويؤكد المحللون الصينيون أنه مع نهوض الصين لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم والتطور الهائل الذي حققته في السنوات الأخيرة ، تزايدت أعداد الطبقة المتوسطة وباتت متعطشة للسفر إلى الخارج بعد عقود من انعزال الصين في القرن الماضي ، فأصبح أبناء الشعب الصيني يميلون إلى السياحة الخارجية ومنحوا لقب "ملك السوق" مع ميلهم الشديد من واقع العادات والتقاليد المتأصلة لديهم منذ القدم إلى شراء الهدايا التذكارية للأهل والأصدقاء والزملاء أثناء جولاتهم السياحية. وأضافوا أنه لم يأت هذا اللقب من فراغ ، فقد زار قرابة 100 مليون سائح صيني بلدانا أجنبية في عام 2013 لتصبح الصين بذلك أكبر سوق مصدر للسائحين على مستوى العالم ، ومن المتوقع أن يظل السائح الصيني في الصدارة من حيث الإنفاق في العالم ، إذ أنفق السائحون الصينيون نحو 102 مليار دولار في الخارج عام 2013، ما جعلهم أكبر المنفقين في العالم متفوقين في ذلك على السائحين الألمان والأمريكيين . وأوضح المحللون الصينيون أن ما شجع السائحين الصينيين أيضا على زيارة مصر هو اتجاه الأخيرة في السنوات الأخيرة ، شأنها شأن دول بالاتحاد الأوروبي وبلدان آسيوية ، إلى تسهيل إجراءات منحهم تأشيرات السفر، حيث تفيد عدة تقارير بأنه بحلول عام 2020، سيخرج من الصين زهاء 150 مليون سائح من المتوقع أن يكون نصيب مصر منهم مليونى سائح سنويا. وأشاروا إلى أنه إنطلاقا من زيارة الوفد السياحي الصيني لمدينتي الأقصروأسوان ومع كون السياحة أحد الروافد الرئيسية للاقتصاد المصري وأحد دعائم التنمية الشاملة للصين ، يتبين أن الاستفادة المثلى من المعالم الأثرية في هاتين المدينتين الواقعتين على ضفاف نهر النيل ستؤدى إلى ثورة سياحية كبيرة تعود بمردود مالي واقتصادي واجتماعي كبير على أبناء الوطن.