ذكرت وكالة " فرانس برس " ان الرئيس فلاديمير بوتين لوح في رسالة وجهها إلى القادة الأوروبيين بوقف صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى بلدانهم، تزامناً مع فرض الجمعية البرلمانية الأوروبية قيوداً على عضوية روسيا، وزيادة حدة السجالات بين موسكو وحلف «الأطلسي». وفي أوكرانيا، منع قرويون قرب مدينة دونيتسك (شرق) الناطقة بالروسية، عبور قافلة عسكرية أوكرانية تجر مدافع، وأرغموها على التوجه إلى قاعدة عسكرية ، في وقت عزز الانفصاليون الموالون لروسيا الحواجز حول مبنى الإدارة الإقليمية في دونيتسك المتواجدين فيه منذ الأحد الماضي. ويتحصن انفصاليون آخرون في مبنى جهاز أمن الدولة بلوغانسك الذي نهبوا مخازن أسلحته. ومن جهته أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن بوتين حذر القادة الأوروبيين من «الأخطار التي تهدد إمدادات الغاز الروسي بسبب أزمة أوكرانيا، مع إبدائه قلقه العميق من الوضع الحرج للديون الأوكرانية المتوجبة لشركة غازبروم». ودعا الرئيس الروسي إلى «اتخاذ إجراءات عاجلة، لأن الوضع لا يحتمل الانتظار»، علماً بأنه كان أوعز خلال اجتماع حكومي أول من امس بقطع إمدادات الغاز الروسي عن أوكرانيا إذا لم تسدد ديونها، وتحصل أوروبا على نحو ثلث حاجتها من الغاز الطبيعي من روسيا، وتمر نحو نصف الصادرات الروسية إلى أوروبا عبر أنابيب الغاز على الأراضي الأوكرانية. ولفت النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي إيغور شوفالوف، إلى أن موسكو تملك شركاء آخرين محتملين إذا قاطع الغرب صادراتها من النفط والغاز. وقال خلال مشاركته في مؤتمر ببرلين، إن «فرض عقوبات على روسيا لن يغير نهجها، وتشديد العقوبات سيزيد وحدة المجتمع الروسي»، مشيراً إلى أن موسكو ستغير هيكلية موازنتها لاستيعاب السكان الجدد البالغ عددهم نحو مليوني نسمة في القرم. ومع ترقب عقد اجتماع رباعي بين موسكو وكييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي لبحث الأزمة الأسبوع المقبل، أكد الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في براج أمس، أن روسيا يجب أن تسحب قواتها «المستعدة للقتال» من حدود أوكرانيا إذا أرادت بدء حوار حول الأزمة. وأشار إلى أن الحلف «لا يبحث خيارات عسكرية، لكنه يركز على حماية الدول الحليفة وسكانها ومجتمعاتها، فيما سيمضي قدماً باستخدام الوسائل الديبلوماسية». وردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن نشر قوات «أطلسية» في بلدان قريبة من روسيا شرق أوروبا «سينتهك اتفاقات مبرمة مع الحلف، أهمها الميثاق التأسيسي الذي وقعاه عام 1997»، واعتبر أن «الكراهية لروسيا داخل الأطلسي تتغلب على مصالح الأمن الأوروأطلسي». واتهمت الخارجية الروسية الحلف ب «استغلال أزمة أوكرانيا لتحسين صورته لدى الأعضاء، وتبرير وجوده من خلال حشد هذه الدول لمواجهة تهديد خيالي». ووصفت تصريحات راسموسن بأنها «صدامية»، مشيرة إلى أن الحلف «لم يقدم في الأشهر الأخيرة أي أجندة بناءة لأوكرانيا، ما زاد الاضطراب في المنطقة». إلى ذلك، كشفت وثيقة ستوزع على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مقرر الإثنين، عن أن بريطانيا والسويد وبولندا تمارس ضغوطاً على الاتحاد لإرسال بعثة مستشارين تضم قضاة وضباطاً في الشرطة إلى أوكرانيا للمساعدة في بسط الاستقرار، ما يرجح أن يزيد غضب روسيا. وستتولى البعثة تنسيق استراتيجية الحلف الأطلسي لتحسين الأمن في أوكرانيا، لكن ديبلوماسياً أوروبياً قال إن «بعض دول الاتحاد تشعر بأن لا حاجة للإسراع في إرسال هذه البعثة، وتريد منح مزيد من الوقت لبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».