كشف عدد من المسئولين الحاليين والسابقين فى المخابرات الأمريكية النقاب عن مغادرة شخصية بارزة فى تنظيم القاعدة على علاقة وثيقة مع الزعيم الحالى للجماعة الأرهابية فى إيران، الذى عاش لسنوات عديدة فى ايران بعد فراره من قبضة القوات الأمريكية فى أفغانستان فى عام 2001 وهو العنصر الارهابى الخطر ثروت شحاته الذى يعد احدث من غادر ايران من العناصر الارهابية الخطرة. وأثارت مغادرة شحاتة تساؤلات حول الدوافع الإيرانية وراء السماح أو " إجبار " عدد من أعضاء تنظيم القاعدة على ترك اراضي ايران التى كانوا قد لجأوا إليها خلال العقد الماضى ، وقال مسؤولون أمريكيون أن شحاتة – وهو مصرى يبلغ 53 عاما – كان نائبا للقيادى أيمن الظواهرى ، زعيم تنظيم القاعدة الحالى أثناء توليه مهام قيادة حركة الجهاد الإسلامى المصرية قبل إنضمامه رسميا للقوات مع أسامة بن لادن فى عام 1998. ويرى خبراء امنيون انه بتراجع المنطق الأستراتيجى لإبقاء ايران للعناصر الارهابية على اراضيها قد تقلص مع مرور الزمن كما أن الحرب الأهلية فى سوريا - حيث الحكومة الإيرانية وتنظيم القاعدة على طرفى نقيض - قد تكون ساهمت فى توتر العلاقات لدرجة أن حكومة طهران لم تعد على إستعداد لإيواء هؤلاء الهاربين. ويرى مسئول أمريكى فى مكافحة الإرهاب – الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته – أن شحاتة هو من بين عدد قليل متبقى من قيادات الحرس القديم فى تنظيم القاعدة، مضيفا أن علاقاته مع الظواهرى تعود إلى عقود مضت، اكتسب خلالها شحاته خبرة فى تأسيس حركة الجهاد الأسلامى المصرية حيث أبقى الظواهرى شحاتة بعيدا عن الأنظار فى السنوات الأخيرة، إلا أنه ليس هناك مجالا للشك فى كونه يعد واحدا من أكثر الإرهابيين المخضرمين حنكة ممن باتوا طليقى السراح اليوم. وفى أعقاب 11 سبتمبر 2001 فر عشرات من مقاتلى تنظيم القاعدة ، بما فيهم عدد من القيادات ، إلى إيران إلا أنه لم يكن واضحا ما مدى ما يتمتعون به من حرية حركة أثناء تواجدهم بها ، وفى العاميين الماضيين ، غادر العشرات من الشخصيات البارزة فى تنظيم القاعدة إيران – من بينهم "نزيه عبد الحميد ركاى " المتهم فى تفجيرات سفارة الأمريكية بشرق أفريقيا عام 1998، و"سليمان أبو غيث" زوج أبنة أسامة بن لادن والمتحدث السابق للتنظيم الإرهابى، لينتهى به المطاف إلى الإعتقال فى الولاياتالمتحدة. وفى عام 2008 ، كشفت وثيقة أمريكية سرية للغاية، سربها " إدوارد سنودن " الموظف السابق بوكالة الأستخبارات المركزية الامريكية "سى.أى.إيه" و الذى سبق انتدابه للعمل لحساب "وكالة الأمن القومى" عن قائمة تضم 13 من كبار الشخصيات فى تنظيم القاعدة فضلا عن شركاء لهم على علاقة بإيران . فقد تم إدراج خمسة أسماء منهم تحت مسمى " القيادة العليا " فى الجماعة الأرهابية ، غادر ثلاثة منهم إيران فى السنوات الأخيرة حيث كان من بينهم "محفوظ ولد الوليد " مفتى تنظيم القاعدة والمعروف "بأبو حفص" الموريتانى ، الذى عاد إلى بلده الأم موريتانيا فى عام 2012 . وصفت الوثيقة السرية الأمريكية " شحاتة " بأنه العقل المدبر و مهندس عمليات ذو خبرة واسعة ويحظى بإحترام واسع بين قيادات الجماعة الأرهابية ، وأكد مسؤول أمريكى سابق- طلب عدم ذكر أسمه - بأنه لم يتضح حتى الآن توقيت مغادرة " شحاتة " إيران ، مضيفا أنه يعتقد سفره إلى ليبيا ، فى الوقت الذى رفضت فيه وكالة الأستخبارات الأمريكية " سى.أى.إيه " مناقشة مكان تواجد "شحاتة". وأضاف المسئول الأمريكى السابق إنه كانت هناك معلومات عن تواجده فى ليبيا فى عام 2013 وربما أجتمع " شحاتة" مع " ركاى" المعروف أيضا بإسم "أنس الليبى" و" الزبير المغربى" فضلا عن شخصية أخرى من تنظيم القاعدة ممن غادروا إيران . وكانت القوات الأمريكية قد ألقت القبض على "ركاى" فى طرابلس بليبيا والتحقيق معه على متن سفينة حربية أمريكية لعدة أيام ، قبل نقله إلى نيويورك لمحاكمته بتهم فيدرالية كونه ساهم فى التخطيط لتفجير سفارتى الولاياتالمتحدة فى شرق أفريقيا فى عام 1998 ، وبالنسبة ل "غيث " فقد تم اعتقاله فى الأردن أثناء محاولته السفر إلى بلده الاصلى الكويت ، فى الوقت الذى يواجه فيه تهم تتعلق بالإرهاب. يأتى ذلك فى الوقت الذى يتشكك فيه مسئولون أمريكيون وخبراء فى مكافحة الإرهاب حول الأسباب والدوافع وراء مغادرة عدد من قيادات تنظيم القاعدة الأراضى الإيرانية ، وفى هذا الصدد يقول " بروس هوفمان " أستاذ الدراسات الأمنية فى جامعة " جورج تاون " أن الامر بالنسبة لى مايزال لغزا محيرا " فيما يرى " سيث جون " المحلل فى "مؤسسة راند " أن العلاقة بين القاعدة وإيران يصعب تفكيكها ، ففى كثير من الأحيان ، كانت وكالة الأستخبارات المركزية تتباحث مع إيران حول التجارة ، إلا أن هذة المناقشات لم تفض إلى شىء ، فى مقابل عودة المشتبه بإنتماءهم لتنظيم القاعدة ، فإن طهران قد تستعيد بعض المعارضين الإيرانيين المقيمين فى العراق. وكشفت وثائق كانت مخبأة فى المجمع السكنى لأسامة بن لادن فى باكستان ، عن تكهن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة عن أن إيران قد أطلقت سراح بعض المحتجزين فى أعقاب خطف التنظيم لدبلوماسى إيرانى .. ووفقا لبرقية دبلوماسية نشرتها "ويكيليكس" لم يكن معروفا الكثير عن " شحاتة " فكانت لديه علاقات مع إرهابى مزعوم فى كندا يشتبه فى كونه " همزة الوصل والأتصال للخلايا الأرهابية " التى نفذت تفجيرات أفريقيا ، وفى عام 2011 ، أصدر " شحاتة " بيانا من طهران يدعم فيه الإطاحة بالرئيس المصرى السابق حسنى مبارك.