ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قيام إيران بطرد سؤول كبيرفي تنظيم القاعدة إنما يدل على وجود تصدع في هذه الجماعة الإرهابية التي طالما منحت ملاذا آمنا داخل الحدود الإيرانية،وفقا لمسئولين أمريكيين. وأضافت الصحيفة الأمريكية -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- الأربعاء 13 مارس أن قيام إيران بطرد سليمان أبو غيث، وهو متحدث رسمي سابق للقاعدة وصهر أسامة بن لادن، يعد المرة الثالثة على الأقل في العام الماضي التي غادرت فيها شخصية من القاعدة ايران بعد أن عاشت فيها لسنوات بين الضيافة والاحتجاز. ونقلت الصحيفة عن المسئولين الأمريكيين وخبراء مكافحة الإرهاب قولهم "إن هذا الموقف الصارم يعكس ما اعتبروه بمثابة توترات متنامية بين رجال الدين الشيعة الإيرانيين والجماعة السنية التي وصفوها ب"الإرهابية"، وأضافوا: أن "وكالات الاستخبارات الغربية ترى في الوقت نفسه خطوات إيرانية للحفاظ على العلاقات مع القاعدة بالسماح للجماعة باستخدام الأراضي الإيرانية كطريق عبور من و إلى أفغانستان." ونسبت الصحيفة إلى وكيل وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين اعتقاده بأن إيران لا تزال تسمح لتنظيم القاعدة باستخدام أراضيها لنقل الأموال والمقاتلين عبرها لدعم نشاطات القاعدة في جنوب آسيا. ولتسليط الضوء على طبيعة العلاقة المتناقضة أحيانا قال كوهين "إن نفس شبكات العبور ترسل الأموال والمقاتلين لسوريا، حيث المقاتلون الإسلاميون المرتبطون بالقاعدة يقاتلون ضد القوات الموالية للحكومة المدعومة من إيران." وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -في مستهل تقريرها- بأن الوثائق التي تم الحصول عليها من مجمع بن لادن في باكستان ألقت المزيد من الضوء على العلاقة بين القاعدة وإيران ،والتى حافظ الطرفان عليها رغم انعدام الثقة العميق والخلافات الحادة حول الأيديولوجية والأساليب. ونقلت الصحيفة تصريح خبير في مكافحة الإرهاب في معهد بروكينجز دان بايمان، "إن الطريقة التي طرد بها أبو غيث بدت محسوبة بأن تؤدي إلى القبض عليه، مما يدل على وجود تحول في العلاقة بين الطرفين" وأن إيران بدأت تصبح أكثر انزعاجا لاستضافة هؤلاء الرجال." وأشار إلى أن الحذر يبدو متبادلا، كما شوهد في الاتصالات بين مسئولي القاعدة في الشهور التي سبقت مقتل بن لادن في مايو 2011، وكان من بين ما جاء في بريد إلكتروني لبن لادن أن "الإيرانيين لا يوثق فيهم"؛كما خشى منأن الإيرانيين قد يتجسسون على أقاربه أو ينصبوا لهم الفخاخ. وأوضح المسؤولون والمحللون الأمريكيون للصحيفة أن إيران على ما يبدو سعت لإمساك العصا من المنتصف، بمنح ومنع الخدمات المقدمة إلى ضيوفها من القاعدة بالتناوب للحفاظ على التبعية،مضيفين بأن هذه الإستراتيجية ساعدت في ضمان أن القاعدة لن تهاجم الحكومة الإيرانية، وسمحت لإيران في الوقت ذاته بالحفاظ على خيار العمل مع الجماعة لتنفيذ هجمات ضد أهداف غربية في حال تعرض إيران للهجوم؛ ومع ذلك، لا يرى المسئولون الأمريكيون أي دليل على الدعم الإيراني المباشر للقاعدة في هجماتها الإرهابية على الولاياتالمتحدة أو أوروبا الغربية.