أم رانيا سيدة فى الخمسين من عمرها طلقها زوجها وترك لها طفلة صغيرة تعمل على تربيتها بمفردها ما أضطرها للعمل من أجل كسب لقمة العيش وتربى طفلتها بينما تراكمت الديون عليها. حصلت السيدة المكافحة على قرض من أحد البنوك وباع شقيقها سيارة أجرة كان يملكها وساعدها ببعض المال لتشترى ميكروباص لنقل الركاب، استأجرت سائقا تلو الأخر لقيادة الميكروباص لكنها واجهت الكثير من المشاكل مع السائقين فقررت اقتحام مجال يقتصر فى مصر فقط على الرجال وتمكنت من خلال عملها كسائقة من تسديد الديون والإنفاق على ابنتها الوحيدة. تقول "أم رانيا" : الركاب الرجال لم يتقبلوا وجودى أمام عجلة القيادة فى البداية، حتى وصلت لدرجة البكاء حزنا من سخريتهم كانوا يقولون "هتموتينا" وآخرين يرفضون الركوب مع كونى سيدة. ولكن بعد أن عرفونى جيدا أصبحوا يطلبون الركوب معى، استيقظ فجرا وكنت أعمل للساعة الواحدة ليلا، والحكومة متعاطفة معى وبعد ذلك أصبح الشغل عادى والناس تقبلتنى فى هذا العمل". وواجهت أم رانيا مشاكل أخرى مع زملائها السائقين الذين لم يقبلوا وجود إمرأة بينهم. تقول "هى فعلا شغلانة رجالة لأنها متعبة للغاية وهناك من كان يغير من السائقين ويقول لى أنتى كده هتخلى الستات كلها تشتغل الشغلانة دى، وهناك آخرين يقولون ما ينفعش الستات تدخل معانا الموقف وكنت بتخانق معاهم. وتقود أم رانيا الميكروباص منذ 10 سنوات نجحت خلالها فى تربية ابنتها الوحيدة التى تزوجت موخرا وأنجبت طفلة.