اعتذرت الحكومة السنغالية للشعب عن "خطأ الشرطة" الذي وصفته بالفادح بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بالقرب من أحد المساجد، وذلك خلال محاولتها لتفريق الاحتجاجات المستمرة في البلاد على ترشح الرئيس عبد الله واد للرئاسة مجددا. وأبدى وزير الداخلية السنغالي عثمان نجوم أسفه واعتذاره الشديدين بعد أن دخلت قنابل الغاز باحة أحد المساجد في الوقت الذي كان الناس يؤدون فيه الصلاة. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مساء اليوم "الاثنين" عن نجوم قوله: "أود أن أقدم، باسمي وبالنيابة عن أعلى سلطات في جهاز الشرطة الوطني، اعتذارنا عن هذه الحادثة المشينة وغير المقصودة". وناشد وزير الداخلية السنغالي السياسيين بألا يقيموا احتجاجات بالقرب من المساجد في البلاد التي يدين أغلبها بدين الإسلام. وتحولت احتجاجات خارج المسجد إلى أحداث عنف بعد أن أقام المئات من المتظاهرين حواجز من إطارات السيارات وأشعلوا فيها النار، وقاموا أيضا برشق قوات الشرطة بالحجارة، وردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي. كانت الاحتجاجات قد اندلعت في السنغال خلال شهر يناير، بعد أن أصدرت المحكمة العليا في البلاد حكما يسمح للرئيس السنغالي بالترشح لفترة رئاسية ثالثة، وحكما يمنع المعارض يوسو ندور من الترشح. ويسمح الدستور في السنغال لرئيس البلاد بتولى الرئاسة لمدة فترتين فقط، لكن القضاة حكموا بأن الفترة الأولى للرئيس عبدالله واد، لم تكن تحتسب، لأن ذلك كان قبل أن يتم تحديد فترات الرئاسة في الدستور. كان واد معارضا مخضرما، جاء للرئاسة في انتخابات عام 2000، بعد أن أنهى 40 عاما من حكم الحزب الاشتراكي للسنغال.