منذ 45 عام لم تشهد سورية في ظل تسلط عصابات آل الأسد أي تحرك أو تمرد عسكري ، وكان هذا بفعل إطباق المجرم السفاح بشار وأبوه على مفاصل الجيش ، وتمكين الموالين لهما المجيشين طائفياً منه، والمُغيبين عن أي طموح سياسي الى جواره ، مُستفيداً من تركيبة الجيش الهجينة والرخوة منذ تأسيسه ، للعبث فيه وتركيعه ، هذا الجيش الذي في أساسه مُعتمد على عساكر وضباط مرتزقة للسيطرة عليه ، وتركيبته وهيكليته تُعتبر من مخلفات الانتداب الفرنسي ، التي تم الاعتماد عليها في الأساس لتقويض سلطة المؤسسات ذات الطابع الوطني ، وهذا الجيش نفسه ممن قضى على كفاح الشعب السوري ونضالاته ضد الاستعمار الفرنسي ، وإنجازاته الوطنية الكبرى في أعظم حياة سياسية حافلة ، وتداول سلمي للسلطة ، لم يشهدها التاريخ العربي قبلها . وأعظم ممارسات تنافسية وتحالفية وحياة سياسية عامرة ، شكلت تهديداً حقيقياً آنذاك للمصالح الغربية والأمريكية ، بعدما رفضت بحينها تمرير أي صفقة تضر بمصالح البلاد ، لتتحرك هذه البؤرة الخبيثة " الجيش " التي لم يُعيرها الوطنيين آنذاك الاهتمام ، بعدما سكروا على أنغام الطمأنينة ، واسترخوا كثيراً من هذا الجانب ، واستبعدوا أي تأثير لهذه الزمر ، لا بل كانوا يعتبرون هذا القطاع من القطع المُستحقرة ، لوجود هذا الهجين الكسل ، والمتأخر دراسياً ، والمغمور اجتماعياً ، والمعروف بتهوره ومغامراته ، لأنه لايملك الأبعاد لقراراته ، ولذلك فهم يعتبرون الجيش من الفلول ويعتبرون الانتساب لهذا القطّاع سبّة عار ، لهذا المزيج الذي تكونت منه القوات السورية ، او بالأحرى الجيش العربي السوري المؤسف ، الذي أدخلت اليه الخدمة الإلزامية بعد هزيمة حرب فلسطين عام 1948 ، لتتمكن من إدارته في غالبية متنفذيه شبه عصابات مُسلحة على مدار تاريخ ، العهد الوطني ، والتي عملت على زحزحة أمن واستقرار وطمأنينة وراحة البلد ، وخدمة الاستعمار بكل أشكاله لنتذكر الانقلاب الأول للجنرال حسني الزعيم ، بتدبير أمريكي بريطاني فرنسي ، بغية تحقيق مصالحهم ، والتوقيع على عقود مُجحفة بحق الوطن ، لم تستطع تلك الدول تمريرها في العهد الوطني ، فتعاونت مع الزعيم للقضاء على العهد الوطني ، ولكن جزءاً مهماً وطمياً من الجيش ثار بعد أربعة أشهر من حكم هذا الطاغية ، وأطاح به بانقلاب عسكري شريف بقيادة العقيد سامي الحناوي . وذلك لمجرد تحرك قطعات عسكرية في شوارع دمشق ، أعاد الحياة الى طبيعتها ، وأرجع الجيش الى ثكناته ، هذا الأمر أطمع ضابط وطني آخر هو العقيد أديب الشيشكلي ، الذي حاول الإصلاح على طريقته ، ولكنه في النهاية أُزيل لمجرد بدء الانشقاقات عليه في الجيش ، ليُعلن استقالته منعاً لسفك الدماء ، وحتى عهد الوحدة مع عبد الناصر الذي تسللت منه الكثير من الطفيليات ، انتهى عند بداية انشقاقات في الجيش ، واستلام العسكر اللقيط في حزب البعث لزمام الأمور عام 1963 أيضاً بتحرك قطعات من الجيش ، وفرضهم حالة الطوارئ ، وانشقاق آخر يحصل فيما بعد داخل الجيش على زعامة صلاح جديد قائد الأركان ، من ضابط حقير اسمه حافظ الأسد الذي باع الجولان لهذا الهدف . ومنذ ذلك التاريخ لم يحدث أي انشقاق سري أو علني ، لأنه كان يوأد في مهده ، ولا أحد يجرؤ حتى التفكير به ، لإطباق عصابات آل الأسد عليه وجرائمهم فيه ، لنشهد اليوم انشقاقات علنية وبلغة التحّدي ، ليتبعها قطعات أخرى أكثر شوقاً للخروج كما يحدث يومياً ، في تصاعد مُستمر لأعداد المنشقين ، وأخرها الانشقاق في سراقب ، لألفين وخمسمائة من الأمن الجنائي بكامل أسلحتهم ،وباقي القطعات العسكرية تتحين الفرص للانقضاض ، لنتوصل إلى نتيجة أن أيام النظام صارت معدودة ، وأنها ليست أكثر من مسألة وقت لنسمع الانشقاق الأكبر القريب بإذن الله ، وخاصة وأن أركان النظام يعيشون في حالة انهيار معنوي كامل ، وما يصلنا عن دائرتهم الضيقة ، يُنذر بيوم هلاكهم القريب ، الذي يُحاولون تغطيته ببعض الثبات ، والإدعاء بسير الحياة بصورة طبيعية ، وأخرها استصدارهم لما سموه بالدستور الجديد ، الذي سخر منه البعيد قبل القريب هذا الدستور الغبي المثير للاشمئزاز والسخرية ، لمنتج مسخ عبثي، ناتج عن لاشرعية ، ، وهو لا يحتاج النظر فيه ، ولايعني شعبنا بشيء ،لأن صائغه يخاطب سيده وأسياده الروس ، الذين أنصحهم بتبني هكذا دستور عندهم ، لعظيم فائدته بنظرهم كما يدعون ، ليُذكرني هذا الدستور بعظيم فائدته بالكتاب الجرزي الأخضر القذافي وعبقرياته المفرطة فيه ، وتحليلاته التي أنشئ عليها مجلدات الشروح ، ونتائج مهمة ، كما جاء في كتابه الأخضر ، أن المرأة تلد والرجل لايلد ، وتحمل والرجل لا يحمل .... ، وهنا تُقرر عصابات آل الأسد على أهميته وأنه عصري ، سيتعلم منه الجيران مبادئ الحرية والديمقراطية والعصرية ، التي لم تعني بنظر هذه الطغمة سوى محاصرة المدن وتجويعها وقصفها ، ليُذكرنا دستورهم العظيم بقانون رفع حالة الطوارئ واصلاحاتهم ، التي زادوا في ظلها وتيرة القتل والإجرام ،وأن ألاعيبهم لم تعد تنطلي على احد ، لأؤكد لهم أنّ ساعة إلقاء القبض عليهم باتت قريبة ، وأن عليهم أن يسعوا بالرحيل ، ولاسيما المأفون بشار ، قبل أن يصلوا الى فراشه ليوقظوه الى قبره ، ووالله إنها لنتيجة حتمية ، وإن شعبنا هو المنتصر ، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم و التصويت الذى تم أمس بغالبية 138 صوت لصالح إدانة النظام السوري وجرائمه ، قد يدفع العالم الى ممارسة مقاطعات اقتصادية علي روسيا والصين ، مما يمهد تخلي الروس عن عميلهم الوضيع بشار وعصابته ، أو قد يدفع بالمجتمع الدولي بالتدخل المباشر والغير المباشر في القريب العاجل ، ويُبرر إرسال المعونات والدعم الإغاثي واللوجستي والتسليحي للشعب السوري للدفاع عن نفسه . نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر