14 شباط سُمي بعيد الحب، وفيه قُتل رفيق الحب الحريري، على يد عصابات آل الأسد بأمر زعيمهم بشار، وهو اليوم وعلى مدار العشرة أيام يوزع قذائف الحقد على من يُفترض أنهم من أبناء شعبه ووطنه، لاسيما في مدينة الوليد حمص، وهو اليوم يوزع أحقاده على عدّة مدن في آن واحد، بدءًا من الزبداني إلى ريف دمشق فدير الزور وادلب وحمص، ولا ينسى توزيع الموت على مدن أخرى بداعي المحبة التي يطلبها الشعب منه كما يزعم ليقتلهم بها، وكل هذه الجرائم والمذابح يُعلقها برقبة الشعب أنه طالبها، فأي استغباء واستهتار واستسخاف للعقول، من هذا السفاح الأثيم، وكل من يشد على يديه، ويقف معه، والعالم أجمع يحتفل في هذا اليوم محبة ووروداً وابتسامات، إلا شعبنا السوري المذبوح، يُهديه طاغيته قبل الحب الموت والدم الأحمر بدلاً من الورد الحمراء، والعالم صامت أخرس لايتحرك، وهو يُسوف ويماطل، أهذه هى المدنية المتحضرة؟ أم هذه حضارة قرن الواحد والعشرين والعالم المتحضر، فأي عار وعهر بعد هذا الصمت!! وهم يسمعون صرخات الثكالى والأيامى وفجيعة الأطفال المستمرة، ويتلذذون بلون الدماء الطاهرة، وقتل الناس صبراً، ألا يستحون؟ ألا يخجلون؟ ولكننا نحن المنصورون بإذن الله، وسيسجل التاريخ عارهم المشئوم، وسيسجل في نفس الوقت كل من ساعد وأعان على حقن الدماء وإسقاط تلك العصابة. 14 شباط "فبراير" 2012 الذكرى السابعة لاستشهاد رمز لبنان الشهيد رفيق الحريري، وهو نفس اليوم الذي خرجت فيه للعلن مُعلنا الثورة ضد عصابات آل الأسد إلى يومنا هذا، وكنت قبلها أكتب بأسماء مُستعارة، وقلت حينها وفي لحظتها إن الذي قتل رفيق السلام حزب الله بأمر بشار وتواطؤ طهران، وفي حوار مع ال "بي. بي. سي" حينها في نقطة حوار أخبروني بأنني استعجلت الاتهام، فرددت عليهم بأنني أتكلم بحكم خبرتي في الشأن اللبناني الذي عشت فيه أشهراً عديدة بأسماء مستعارة، بين ذئاب ووحوش عصابات آل الأسد، واطلعت فيها على الكثير من جرائمهم التي كانت تُدار أمامي، بواسطة أحمد جبريل، رئيس منظمة الصاعقة الإرهابية، وتعاونها مع ميليشيات أمل حينها، ثم لتنتقل قيادة الجرائم للحزب الناشئ المُسمى بحزب الله، الذي أُسس بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، الذين ارتكبوا مذابح صبرا وشاتيلا، ثم قضوا على المقاومة اللبنانية الوطنية والفلسطينية بمساعدة تلك الميليشيات، التي كوفئت إسرائيلياً بتوافق سوري وطلب إيراني ليكون تأسيس هذا الحزب، وقد رأيت أمامي كيف يُحيكون المؤامرات، ويُديرون عمليات القتل والسلب، عبر مجرمين سوريين وعرب جنائيين مطلوبين للعدالة في سوريا، وقد غضّوا الطرف عنهم، مقابل قيامهم بجرائم في هذا البلد لصالح الاستخبارات السورية، التي تنقل المتاع والمسروقات والمطلوبين إلى المدن السورية، إضافة الى الاتجار بالمخدرات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية السورية، التي تُسيطر على كل شبر في أرض لبنان، وتطال يدها أي معارض لها، إلا المنطقة الشرقية في بيروت بحينها، التي كانت تُسيطر عليها الكتائب، ولذلك لم أكن حينها مستعجلاً في اتهامي لهذه العصابات، ولو تأخرت عن مغادرتي لأيام، لطالتني يد غدرهم ولؤمهم وحقدهم، كما طالت الكثير من السوريين هناك، ولذلك حركني هذا الحدث الجلل الذي كاد أن يُطيح بعصابة آل الأسد في ذلك الوقت، كما حرّك الكثير من السوريين، لولا أن جاءت الحماية الإسرائيلية والدولية لهذا النظام، لتُنقذه من هذه الجريمة، ولكن اليوم ليس لهم عاصم من الله سبحانه. ولذلك نقول: إن ثورة الأرز بمقتل الحريري كانت دافعة لأحرار لبنان وسوريا، لأن موت رفيق بهذه المظلومية أحيا فينا أمل الثورة ليس لأنه قدم الكثير من الإنجازات فحسب، ولأنه كان مطالباً بالتحرر من نير طغيان عصابات آل الأسد، بل لما نتج عن قتله التجرؤ على طلب القصاص ممن لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منهم حينها، واليوم صارت عصابات آل الأسد وسيدهم المخبون بشار ممسحة وقصة وحكاية على كل لسان، وعصابات معزولة ومنبوذة تمارس القتل على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بعد أن قتلوا خلال بضعة أشهر ما يزيد على العشرين ألفًا، وأعداد المفقودين تجاوز هذا العدد، وما يُقارب مائة ألف مُعتقل وضعوهم في أسوأ ظروف الاحتجاز والامتهان مع التنكيل بهم، وتدميرهم للمدن والبلدات فوق ساكنيها، وصواريخ ودبابات وبوارج ومدافع وطائرات توجه على الشعب الأعزل بدلا من توجيهها لتحرير الجولان المحتل، لينفتح على الطريق سجلهم القديم الأسود، وتدميرهم لحماة، وقتلهم فيها وفي السجون وباقي المدن مايزيد على المائة ألف شهيد مابين عامي 1980 و1982، ومذابح الأكراد وسجن صيدنايا في 2005، وقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في تل الزعتر والبارد وغيرها، والمشاركة في قتل مليون ونصف المليون عراقي، بالتنسيق مع الإيراني، عبر جلبهم عصابات القتل من كل مكان، وتدريبهم على أراضيهم ودفعهم للعراق، وتلك هى طبيعتهم الإجرامية التي طبقها هذا العر عن أبيه، وتنصحه أمّه بالمزيد، ولكننا بالفعل نرى رءوساً قد أينعت، وحان وقت قطافها، وقريباً بإذن الله سيخرجون من الجغرافيا إلى مذابل التاريخ، وكما قال السيد جعجع "انتظرناها عدالة من المحكمة الدولية، فجاءت من السماء قاطعة ناصعة بيضاء، وستسدل الستارة على زمنهم الإجرامي الفظيع، وعلى وجوههم الكلحاء، وستعيش سوريا ولبنان حرين أبيين، وستنتصر إرادة الشعب السوري بإذن الله، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم. "شعبنا السوري يُقتل بالسلاح والذخيرة الروسية، والقناصة الصينية، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة المجرم المطلوب دولياً بشار، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري، والجامعة العربية متواطئة مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي وهى تمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب، وأملنا بكم كبير يا قادة الخليج العربي بكم وبمن وراءكم من غالبية الدول العربية للنصرة، ونطلب منكم النجدة والإنقاذ بما منحكم الله من المشاعر الصادقة والقدرة والوزن الدولي والثقل، فكونوا على الدوام معنا، واحملوا راية شعبنا، وفقكم الله لما يُحب ويرضى لنصرة شعبنا المذبوح من الوريد للوريد. نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر.