ابتدأت الثورة السورية من تحت ركام طُغيان وإرهاب آل الأسد وإخافة الناس وسحقهم ، وحتى من العدم ، وكما تحدانا بحينها وزير الخارجية مُحسن بلال على إخراج 25 شخص على أكثر تقدير ، وفيما بعد تبعه إعلان بشار في خطابه الثاني بعد اتساع الاحتجاجات بقوله عن تحديه لإسرائيل عفواً للشعب السوري ، المُفترض أن يكونوا أهله بقوله : وإن أرادوها الحرب - على الشعب الأعزل - فهي الحرب ، بينما القوات الإسرائيلية التي انتهكت الأراضي السورية ، وحلقت فوق قصر بشار ، لم يُطلق عليها رصاصة ، لنصل الى اليوم ، الذي أصبحت فيه سورية بركان يتعالى ، جبال لاتهزها الرياح ، واقع ثابت يقيني يسير نحو الإنتصار المُحقق بإذن الله ، بينما يعيش النظام فيه أيامه الأخيرة ، وهو في أسوأ حالاته ، انهيار معنوي وخُلقي ومادي وخسائر على كل الصعد ، وتمردات كبيرة في الجيش ، وكشف للقناع المُخبأ تحت ادعاء المقاومة ، ولكل من يدعيها زوراً. وبعد مرور سنة من الثورة ، ورغم شلالات الدماء ، ومع ذلك لم تفت من عُضد الشعب السوري المذبوح ، بل كلما زادت جرائم كتائب آل الأسد الذي صار بطّة ، يزداد عنفوان الثورة وقوتها وإصرارها على بلوغ أهدافها ومراميها في الإنعتاق والحرية ، حتى وصل أمرها إلى مجلس الأمن بقوّة وتبنيه لقرار لم يكن في السابق مُتاح ، وهو يسير في اتجاه الإدانة الحقيقية لبشار وعصاباته لتُكتب نهايته الحتمية قريباً بإذن الله ، رغم كل التخاذل الذي شهدته الدماء السورية ، والاستباحة الواسعة لهذا الشعب العظيم قتلاً وتدميراً وانتهاكاً ، وما كان سبب هذا الأمد الطويل إلا بسبب الفيتو الإسرائيلي على المجتمع الدولي ، وبالذات على الأمريكي ، والتلاعب بالملفات بقصد التهرب من الواجبات المُلقات على المجتمع الدولي في مثل هذه الحالات ، بغية إعطاء الفرص للقتلة ، وخاصة من قبل جامعة العار العربي التي فقدت أي دور بعد محاباتها الطويلة لهذا النظام المجرم ، لتتعرى أمام العالم ، وتظهر على حقيقتها العفنة بأنها لاتُمثل إلا نفسها وأشخاصها وفلولها من أتباع الأنظمة البائدة ، ولاسيما بمن يُسمي نفسه بأحمد بن حلّي المتحيّز بشكل كبير إلى عصابات آل الأسد ، هذا المأفون المنبت الذي حاول أن يضرب التماسك العربي الدولي حول القضية السورية ، التي أخذت منعرجاً متقدماً، بعد تبنيها المبادئ الستة ، الكفيلة عند تطبيقها بإسقاط نظام العهر والإجرام ألأسدي ، وخاصة بعد موافقة روسيا على تلك القرارات ، رغم تصريح لافروف : عدم تضمنها تنحي رأس الإجرام بشار ، بداعي أنّ هذا سيُترك إلى الشعب ، والشعب بالطبع لايرضى بأقل من اجتثاث النظام من جذوره ، وسيكون ذلك عندما يُطبق بند حرية إبداء الرأي والتعبير والتظاهر ، وهذا يعني إن تمّ ، فسيكون خروج الشعب بأكمله لهذا الغرض ، إن كان هذا القرار جاداً ، أو سيكون النظام في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي ، عدا عن الضغط العربي والإقليمي والإنساني وثوار سورية . وأبن حلّي هذا : هو نائب أمين عام الجامعة العربية ، وهو يُدرك أن جامعته لاتُمثل رأي الدول العربية ، ولاسيما دول مجلس التعاون العربي ، بعدما ظهوره اليوم مرتبكاً ، من خوفه على سقوط صديقه في الإجرام بشار ، وهو يُحاول إعادة الأمور الى المربع الأول بمطالبته العقيمة والسمجة باسم الجامعة البليدة ، عبر رفضه لتسليح الجيش ومواجهة العدوان البربري الهمجي على الشعب السوري عبر القوّة ، بل حسب رأيه بالطرق السلمية ، والأداء الديمقراطي ، لانتقال السلطة بشكل سلس ، وكأنه يعيش أحلام وردية ، لنتمنى عليه بأن يبليه الله سبحانه بقاتل يستخدم نفس الأسلوب مع أولاده وعائلته ، وحينها ليُخاطبه بلغة شم النسيم اللهم آمين ، لينسى هذا الأحمق أننا اليوم في شهر الربيع المًلطخ بدماء عشرات الآلاف من الدماء السورية ، وعيد الأم ، اللاتي قُتل منهن في سورية المئات ، ومات العديد منهن تحت التعذيب ، ماعدا عن اغتصاب الكثير منهن أمام أبنائهن وأزواجهن وذويهن ، ، هؤلاء الأمهات من ذُبح منهن في المدن السورية ، ولاسيما في حمص بالسكين على منصات مذابح آل الأسد ، وذُبح أبنائهن أمامهن ذبح النعاج ، وينسى أيضاً بأنه لم يبقى له دور ولا لجامعته سوى لمزابل التاريخ . وبكل الأحوال ، وأهم ماصنعته الثورة السورية ، هي أنها أثبتت ريادتها للثورات العربية ، لتتبين أهميتها وبالذات على الجانب العربي ، وإن جاء ذلك متأخراً على صعيد كشف حقيقة هذا النظام الغادر ، وخطورته ليس على الوضع المحلي فحسب ، بل وعلى الوضع الإقليمي ، لما يُمثله من مثلث الرعب والتآمر ، والأرض الخصبة للأخطبوط الفارسي ، الذي نبهنا إليه منذ بدء الثورة ، ولم يكن حينها من أحد يُصدقنا ، حتى انكشف للعيان ، ليبرز عامل متطلبات الشعب السوري المُلح الذي توافق عليه الكثير من دول العالم بغية الدعم ، للتخلص من هذا الوباء ، والمرامي البعيدة لملالي قم في تصدير ثورتهم ، بقصد إجراء تغيير ديمغرافي في المنطقة كما فعلوا في العراق ، لالتهام الأرض ، وإنشاء إمبراطورية ولاية الفقيه . وكان أهم ماميز الثورة السورية العظيمة خلال سنة أيضاً ، الازدياد التصعيدي في عدد الضحايا بسبب عقلية النظام البائدة ، الذي لم يستوعب التطورات وتكنولوجيا العصر التي بشرونا فيها بمجيء بشار ، فظلوا يعتمدون على أفكار الحرس القديم ، وخططه في القمع والإبادة ، مُعتمدين على زمن الثمانينيات المُغلق ، وأسلوب التطبيل والمنافقين ، وليس على الخبراء الحصيفين لمخاطبة الثورة ومواكبتها ، لأن من كان في مُسبباتها هذا الغبي التنح البطبوط بشار ، الذي لولا حماقته ماكُتب لها النجاح ، ظناً منه استطاعته وأدها كُلما أمعن في القتل الذي لم يأتي عليه إلا بالويل ، إذ بلغ المُعدل الوسطي للقتل خلال الشهر الفائت الى مئة شهيد يومياً ، حتى زاد عدد الشهداء عن العشرة ألاف رسمياً ، وضعفهم ممن لم نحصل على جثثهم وبيناتهم ، ومثلهم من المفقودين الذين لم يقتنع أهاليهم بموتهم على أمل عودتهم الى أحضانهم ، عدا عن اعتقال مايفوق عن المائة ألف إنسان في ظروف صعبة ، وممارسات لا أخلاقية عليهم من الإهانة والتعذيب والتنكيل بأبشع صوره ، وتشريد عشرات الآلاف ، واغتصاب الحرائر وتدمير المدن والبلدات ، وذبح الناس بالسكين وحرقهم وهم أحياء ، ومع ذلك فإن شرار الثورة يتطاير ويتوسع ، ورأينا كيف صارتا مدينتي حلب ودمشق رائدتين في الثورة في هذه الأيام ، وهما من كانتا رائدتان في الحراك منذ بدايته ، إذا كان من المفترض بدء الثورة من حلب على يد المناضل الكبير غسان نجار في 5/ فبراير 2011 ، ، ولكن أحبطت المحاولة ، لتبدأ من دمشق في موعدها الثاني ، في آذار من نفس العام ، ، وما نتوقعه في الأيام القادمة انتفاضتهما الكبرى ، لنُعلن حينها السقوط المدوي لنظام العصابات والعمالة الأسدي بإذن الله ، ليكونا الصخرة التي سيتكسر عليها رأس النظام العفن.