أمر مؤسف فعلاً أن يسقط الفا شهيد سوري في أقل من خمسة شهور بالرصاص الحي ودانات المدفعية والمدرعات. إن كل نقطة دم سالت من جسد شهيد أو مصاب نتيجة العنف المفرط من قوات الأمن والجيش هي صرخة مدوية تطالب بالقصاص من السفاحين. ووصمة عار في جبين النظام السوري الذي أصبح يترنح بشدة وفي طريقه الآن للسقوط. كل يوم تسمع أرقاماً مفزعة من القتلي والمصابين نتيجة توغل الجيش السوري في المدن والبلدات السورية وآخرها دير الزور معقل القبائل السنية ومعرة النعمان ومن قبلهما حماة وحمص. أصحاب هذه الأرقام الذين يتساقطون بالرصاص الحي ودانات الجيش ليسوا فراخاً يستحل ذبحها ولا كلاباً يجوز قتلها.. بل هم بشر يشعرون بالظلم البين وفي حلوقهم مرارة ولهم طلبات. باختصار.. مواطنون يريدون "التغيير" وهذا حقهم وليس من حق أحد أن يحاسبهم.. فما بالك لو قتلهم؟ ما يحدث في سوريا الآن يصدق عليه تعبير "جاوز الظالمون المدي".. حيث تجاوز النظام السوري كل الخطوط واخترق كافة الأسقف في التعامل مع شعبه وهو ما دفع السعودية والكويت والبحرين إلي سحب سفرائها من دمشق احتجاجاً علي قمع المتظاهرين.. وإن كان السبب المعلن لاستدعاء السفراء هو التشاور!! ولأن مصر وتونس انطلقت منهما شرارة الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا.. فمن الضروري أن تتخذ البلدان وخاصة مصر موقفاً أكثر شدة وصرامة مع النظام السوري.. ولو أدي الأمر إلي قطع العلاقات مع دمشق.. الموقف يجب أن يكون أكبر من سحب سفير أو استدعائه.. لأنه موقف أكبر دولة عربية وثورتها ملهمة بحق. مصر وتونس ثورتان رائدتان.. ولابد أن تنعكس هذه الريادة علي طريقة التعامل مع نظام بشار الأسد. لا أحد يقبل أبداً إراقة الدماء.. ويجب أن يعي الأسد الابن جيداً أنه لا بديل عن وقف الخيار العسكري الذي ينتهجه ضد شعبه واتباع أسلوب آخر يلبي من خلاله مطالب الشعب.. ودائماً مطالب الشعوب منطقية وعادلة. حقيقي.. أنا في حيرة.. ولا أدري لماذا تظل النظم سادرة في غيها وغبائها تتشبث بالمقاعد التي تتهاوي تحتها وترفض أن تغير أو تتغير وتناطح الأمواج المرتفعة التي تغرقها في النهاية. ما يحدث في سوريا الآن.. حتماً سيأتي بنتائج عكسية.. وإذا كان النظام السوري يضرب اليوم المتظاهرين بالرصاص الحي والمدفعية والمدرعات.. فغداً سيضطر الشعب إلي حمل السلاح ضد النظام.. وبالتالي تتحول المظاهرات والمواجهات إلي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. إن جامعة الدول العربية عليها دور في غاية الأهمية بالضغط علي الأسد لكي يوقف حمامات الدم ويعيد الجيش إلي ثكناته ويمنع إطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين العزل ويفتح لهم قلبه وعقله للتشاور والاستجابة لطلباتهم المنطقية والعادلة. يا عرب.. أفيقوا.. وانقذوا سوريا وشعبها.. قبل فوات الآوان.