قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إن المجلس العسكرى خلط بين شرعية الثورة وحق السلطة ، وإن الجيش كان ميزان السلامة الوطنية وكان الشعب يريد وجوده، وربما أن تجربة ثورة يوليو 2591 أغرت بهذا الخلط، رغم الفارق الكبير بين الحالتين. وأكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل - فى سياق حواره المطول الذي أجراه مع الصحفي ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار - فى رده على سؤال عن أسباب إساءة فهم المجلس الأعلي للقوات المسلحة طبيعة مرحلة الانتقال.. وكيف أخطأ في إدارتها والتصرف فيها ، أن المجلس العسكري أساء فهم مهام و طبيعة المرحلة الانتقالية ولم يدرك ما أحدثته الثورة من تغييرات واقتصر فهم الثورة على رفض التوريث فقد وبما أن المجلس حقق ذلك وحمى الثورة له، إذن فقد انحلت العقدة وأصبح له حق إدارة وربما حكم البلاد. وتابع قائلاً: كان الواجب أن يواصل المجلس الأعلي للقوات المسلحة مهمته في حراسة الشرعية وتأمينها، ولكن دون حلول وبغير وصاية. كيف ترى دور الجيش في الحياة السياسية بعد انتهاء فترة الانتقال، وسط أصوات تنادي ب"سقوط حكم العسكر""، وتدعو المجلس العسكري لترك السلطة فورا؟ رد هيكل قائلاً إنه في مصر حوار عصبي وعبثي بنفس الوقت، تجلي في عملية شد وجذب، وعناد وتراجع يصعب قبوله في لحظات المصير والخطر!! المظاهرات، تُطالب بتسليم السلطة للمدنيين، والمجلس الأعلي يرد بأنه سوف يسلم في الموعد المقرر. والمسألة ليست سقوط حكم العسكر، فلا أحد يُجادل أن الجيش ليس في تكليفه أن يحكم، لكن صياغة الشعار علي هذا النحو إيحاء متجاوز في استعمال الألفاظ، وأيضًا في المعاني.