سمير أمين، أحد أبرز أساتذة الاقتصاد فى جامعات فرنسا، عمل استاذا ثم مديرا لمعهد التخطيط والتنمية التابع للأمم المتحدة فى داكار، وهو فى الوقت نفسه رئيس مجلس ادارة مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس منتدى العالم الثالث بداكار ورئيس المنتدى العالمى للبدائل وقضى أكثر من ستين عاما أكاديميا ومناضلا بامتياز. وفى كتابه "ثورة مصر" الصادر بطبعة جديدة عن دار العين، يقول سمير أمين: " تقوم هيمنة الولاياتالمتحدة الآن فى المنطقة العربية والشرق الاوسط وبالتعاون مع حلفائها فى الخليج واسرائيل، على اجهاض يقظة مصر ، ذلك أن الثورة المصرية التى تفجرت على يد شبابها وبعض قواها الاجتماعية فى يناير 2011 قد مهدت السبيل لاستعادة شرف الوطن وتكريس استقلاله على الصعيد الدولى ، وقوته على المستوى الأقليمى". وأضاف: "بل ويتطلع جيل الثورة فى مصر إلى إنجاز إصلاحات اجتماعية ودفع عملية (دمقرطة) المجتمع وفى المواجهة تسعى جبهة الثورة المضادة إلى فرض النمط الخليجى لأسلمة السلطة والمجتمع، وهو نمط معاد للديمقراطية وللفكر النقدى ويشكل وسيلة لضمان استمرار عجز مصر عن أن تصير قادرة على مواجهة تحديات العصر على جميع المستويات، بما فيها قدرتها الدفاعية، لكن ذلك يحدث فى ظل تفاقم أزمة الرأسمالية الاحتكارية، لتبقى منطقة الجنوب هى منطقة العواصف كما تثبت ذلك الانتفاضات التى أسقطت ديكتاتوريات معروفة فى بلدان أسيا وأفريقيا، وإن كانت خطواتها المبشرة وقعت فى امريكا الجنوبية". وتابع سمير أمين: "القول بأن القضية عالمية، وبالتالي فالحل يجب أن يكون عالميا، هو قول فاسد وخادع، فالإجابة الفعالة على التحدي تمر بمرحلة ضرورية لتفكيك العولمة القائمة، تسبق مرحلة لاحقة محتملة لإعادة بناء "عولمة أخرى"، قائمة على أسس جديدة".