صدر كتاب "ثورة مصر" عن دار العين القاهرية ، للدكتور سمير أمين، حيث جمع عددا من دراساته التي سبق نشرها باللغتين الفرنسية والإنجليزية خلال الشهور الأخيرة. وهي دراسات تتناول أوجه الأزمة الجارية في المنظومة الرأسمالية العالمية. والقاسم المشترك لهذه الدراسات- كما يشير سمير أمين في المقدمة- هو أنها تنظر إلى هذه الأزمة من رؤية "الجنوب"- تخوم النظام العالمي- وأنها تسعى إلى طرح عناصر البديل المطلوب من أجل دفع مصالح شعوب ودول هذا الجنوب. وتتبع تلك الدراسات منهاجا سياسيا يعطي الأولوية لإتخاذ الجنوب مبادرات مستقلة عن الإتجاهات السائدة عالميا، وبالتالي التخلي عن أوهام البحث عن "توافق على صعيد عالمي". والقول بأن القضية عالمية، وبالتالي فالحل يجب أن يكون عالميا، هو- كما يقول سمير أمين- قول فاسد وخادع، فالإجابة الفعالة على التحدي تمر بمرحلة ضرورية لتفكيك العولمة القائمة، تسبق مرحلة لاحقة محتملة لإعادة بناء "عولمة أخرى"، قائمة على أسس جديدة. ويختتم سمير أمين مقدمة كتابه بالقول إن ثورة مصر هي حادث دال على أن أزمة الرأسمالية لا تقتصر على أبعادها الاقتصادية، بل أدت- كما كان منتظرا- إلى أزمة الإدارة السياسية في بلدان الجنوب بصفة خاصة، فتأكدت صحة المقولة إن تخوم المنظومة الرأسمالية العالمية تتكون من سلسلة من "الحلقات الضيقة"، وبالتالي فإن الجنوب يمثل "منطقة العواصف".